تعديل المدونة.. الخراب قادم

هوية بريس – إبراهيم الطالب
لقد أثبت الواقع غير ما مرة أن العلماء الرسميين -مع الاحترام الكامل لهم- ليست لهم الحرية الكاملة في الاجتهاد والفتوى لأنهم محكومون بالضغط السياسي، لذا نراهم يلتزمون الحياد كلما تعلقت أسئلة المستفتين بالشأن العام المؤثر في الشؤون الخاصة للمسلمين المغاربة.
أما إذا كانت الفتوى والاجتهاد جماعيا فغالبا ما يعيشون حرجا وضغطا أكبر من الحالة الأولى، حيث إن الجميع سواء العلماء أو الدولة يعيشان تحت ضغط سلطة العلمانية الدولية التي تمارس نفوذها في البلاد من خلال منظمات العلمانيين وجمعياتهم المستقوية بالتمويل والاستراتيجيا الخارجيين والحماية الغربية والارتباط الوثيق بأكبر المنظمات الدولية التي تسهر على عولمة نموذج معين للكون والإنسان والحياة، ومن ضمنه الأسرة والمرأة والطفل.
فالسياسي المغربي سواء كان في الأغلبية أم المعارضة أو خارجهما هو خاضع محكوم بالضغط الغربي الذي يروم ويتقصد التطوير القسري للمجتمع المغربي حتى يخضع للنموذج الغربي الليبرالي المعولم.
وبين كل هذه الضغوط تضيع هوية الأمة المغربية رويدا رويدا، وعند كل استجابة للإملاءات المخالفة للدين والعرف من طرف العالم والسياسي يتآكل دين المغاربة وتتفكك أسرهم.
لذا فالمجتمع المغربي اليوم بنخبه المعبرة عن إرادته رغم قلتها، وبكل قواه الحية ينبغي أن يقوم بدوره في الحفاظ على كينونته. فلقد أمسى المغربي المسلم أعزلا دون سلاح سوى من سلاح الكلمة التي توفرها مواقع التواصل الاجتماعي وقلة من الجمعيات العاملة لا يكاد يسمع صوتها أمام تسلط وبغي العلمانية الدولية المستترة في بلادنا وراء أمثال وهبي والنسويات الفاشلات والأحزاب الفاشلة التي إن لم تشارك بألسنتها الطويلة في موضوع المرأة فلن تجد ما تقوله، فقد أفلست من زمان فصارت كلها وظيفية لا علاقة لها بالسياسة ولا تمثل المغاربة بحال.
وحتى في موضوع المرأة فلا يعدوا عملها أن يكون مجرد متاجرة بها في دكاكينها الجمعوية والسياسية، فكيف يعقل أن تدافع هذه الكائنات مسلوبة الإرادة مشوهة التكوين عن أسرنا التي لا تزال الأم والأب والجدة والجد والأخ والأخت يحتلون فيها المكانة العالية خلافا للمجتمعات الغربية التي تعيش تفككا شبه كامل للأسرة؛ بل لم يبق فيها معنى ولا مبنى للأسر الممتدة، حيث صارت تورّث الكلب والقط والخنزير وتمنع الأب والإبن والجد والعم، والعجب أن هذه المجتمعات يحلو لسياسيينا أصحاب العقول “الفذة” أن يستوردوا لنا منها نموذج الأسرة فهم يعيشون بأجسادهم بيننا لكنهم يستمدون تصوراتها وأفكارها من مجتمعات الغرب في تقليد قردوي مغرق في الخضوع والاستسلام.
ولنأخذ مثالا واحدا فقط يثبت ما قلناه عن هذه النخب، والذي يعكسه ما تم إخراجه للعموم بخصوص المدونة المرتقبة والمتعلق بـ: إخراج بيت الزوجية من التركة حيث يبقى للزوجة أو الزوج.
فمن وضع هذا الاجتهاد من العلماء، مع الاحترام اللائق، فقد فكر واجتهد تحت الضغط العلماني المستبد واستجاب لمفهوم الأسرة النووية الغربية التي هي خلاصة ما تبقى من الأسرة الممتدة النصرانية، فالنموذج الغربي للأسرة قد نحتته العلمانية وجعلت منه مسخا لا علاقة له بالإنسان ذي الفطرة السوية، فطبيعي إذن أن يحرم الأم والأخت من أن ترثا ولدها أو أخاها لأنه لا يعترف بهما فردين في الأسرة.
فهل يعقل أن الأم المغربية التي ربت وكبرت وسهرت وأنفقت من مالها لا حق لها في مال ابنها المتوفى، والأخت التي عاشت وأعانت وسهرت على إخوتها وربما مولت مصاريف دراستهم وعلاجهم لا حق لها في الإرث.
إن هذا الاجتهاد لا علاقة له بالمجتمع المغربي، ولا يمكن بحال قبوله، خصوصا وأن بيت الزوجية قد يكون باذخا كبيرا غال يستوعب الثروة الكبيرة ويتجاوز مجرد السكن المقصود في هذه الفتوى.
ألم يفكر من اجتهد خارج السياق الاجتماعي المغربي، أن اجتهاده هذا سوف يؤدي إلى الاحتراب بين الرجل والمرأة وسوف يدفع الرجال إلى الامتناع عن شراء بيت للأسرة حتى لا ترثه المطلقة وهو ينظر، وإن اشتراه فلن يكتبه باسمه، ولقد رأينا في قصة أشرف حكيمي خطورة هذا القانون الذي يحاول بعض العلمانيين استيراده، حيث لم يجد حكيمي إلا أمه لتحفظ له ثروته من زوجته الماكرة.
ونظرا لكون موضوع تعديل مدونة الأسرة من الخطورة بمكان عال، ينبغي على المغاربة العمل لحماية أسرهم ومستقبل أولادهم، فما يزال أمام المغاربة مجال لبيان رأيهم ومواقفهم، فما جرى مجرد توجيهات وإن كانت مبنية على فتوى لمؤسسة رسمية، إلا أن الوقت الذي تستغرقه المسطرة القانونية حتى يخرج القانون المعدل فيه كفاية للعمل والتفاعل وإبداء الرأي والاحتجاج، حتى لا تتضمن نصوص المدونة الجديدة أحكاما لم تتضمنها التوجيهات.
فما ينبغي علينا استيعابه، هو أن الأغلبية الصامتة، من كل الطبقات هي المسؤولة عن هذا السقوط الحر في هاوية الذل والتفكك والقهر.
وإلى الله المشتكى.
فالعمل العمل، عبروا عن آرائكم ومواقفكم، فإنما هو مستقبل أولادكم وأسركم وإن الجميع مسؤول مسؤول مسؤول.
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.




على شرفاء واحرار الوطن أن يرفضوا بالاحتجاجات السلمية في الشوارع على كل تطاول على الرجل وانحياز خبيث وشرير للعنصر النثوي..لا يعقل الانحياز للعنصر النثوي والذي هو بداية لتخريب مؤسسي الاسرة والمجتمع..
الله سبحانه وتعالى هو الخالق الحكيم العليم خلق و شرع و لا تبديل لشرعه لانه سبحانه وتعالى اعلم بمصلحة خلقه لانه هو الصمد الغني القوي و ما سواه محتاج فقير ضعيف و قوة المسلم مستمدة من تمسكه بدينه لهذا المطلوب من جميع المغاربة وقفة واحدة ضد هذه الشرائع التي تخالف تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف و كذلك المطالبة باستقالته هذه الحكومة التي لا تمثلنا كمسلمين. اللهم ولي أمورنا خيارنا و لا تواخذنا بما فعل السفهاء منا آميييييييين