تعرف عليهم.. عشرة وجوه مؤثرة بجزائر ما بعد بوتفليقة
هوية بريس – وكالات
بعد يومين من تقديم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لاستقالته، تصحو البلاد على وقع مشهد سياسي جديد لا يشبه سنوات سابقة، ففي الوقت الذي يتراجع فيه آخر الموالين للرئيس المستقيل، يبدو أن الجيش بدأ بإحكام سيطرته على الأمور.
وفي منتصف هذا المشهد يقف المحتجون الساعون لمواصلة حراكهم نحو إرساء الديمقراطية دون الاستعانة برموز النظام، وفي هذه المعركة الثلاثية الأبعاد بين النظام والجيش والشعب يحتدم التنافس.
وقبل أن يُنتخب رئيس جديد في أجل أقصاه 90 يوما من إقرار البرلمان شغور منصب الرئيس طبقا للمادة 102 من الدستور، فسيكون لهذه المرحلة السياسية غير المسبوقة وجوهها البارزة، وفقا لمقال بصحيفة “لو باريزيان” الفرنسية التي رصدت عشرة وجوه.
عبد القادر بن صالح.. زعيم مؤقت دون وزن
يعد رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح الخليفة الأول لبوتفليقة، بحسب الدستور الجزائري، ويوصف هذا السبعيني بالخادم الوفي للنظام.
ويعدّ بن صالح من أقرب المقربين لبوتفليقة، وظل وفيا له في كل الظروف، وبهذا الدافع اعتاد على فعل ما لم يستطع رئيس الدولة فعله. وبحسب ما وصفه به برلماني جزائري لمجلة “جون أفريك” فإن بن صالح: قوة هادئة في خدمة السلطة، ولم يعرف عنه أي انحراف عن مسار عمله.
غير أن شخصية بن صالح لا تحظى بالتوافق، ويرفضه المتظاهرون لأنه نتاج النظام كما تتردد شائعات تفيد بأنه مغربي وأعطي الجنسية عام 1965، ورغم نفيه فإن هذه القضية تثير دوما الجدل.
أحمد قايد صالح.. هل يكون الرجل القوي للدولة؟
فاجأ رئيس أركان الجيش أحمد قايد صالح المحيطين به بتسريع عملية إبعاد بوتفليقة عن المشهد السياسي، فطيلة سنوات عرفت عنه خدمة رئيس الدولة بأمانة، من خلال إخضاع الجيش للسلطة المدنية وليس العكس كما كان سابقا، كما ساعد في تفكيك الأجهزة السرية القوية للجيش، وإدارة الاستخبارات والأمن.
بحسب “لو باريزيان” فإن نوايا قايد صالح البالغ من العمر 79 عاما -وهو يشغل منصب نائب وزير الدفاع ما يعني الرجل الثاني بالحكومة- تبدو واضحة وهي أن يكون المرشد للمرحلة الانتقالية، ولِم لا في مرحلة ما بعد بوتفليقة.
ليمين زروال.. الرئيس السابق العائد
بعيدا عن تحقيق الإجماع حول شخصيته، عاد الرئيس السابق اليمين زروال للمشهد السياسي، وذلك بعد أن اعترف بمقابلة المدير السابق للمخابرات محمد مدين -المعروف بتوفيق- وتلقي اقتراح من سعيد بوتفليقة شقيق الرئيس الجزائري ومستشاره.
وأوضح زروال الذي حكم خلال سنوات 1994-1999 أن الجنرال توفيق نقل له عرضا لرئاسة هيئة تسيير المرحلة الانتقالية بالجزائر بعد رحيل الرئيس، وتم تقديم العرض على أنه باتفاق مع سعيد بوتفليقة.
وأضاف “عبرت لمحدثي عن ثقتي الكاملة في الملايين من المتظاهرين وضرورة عدم عرقلة مسيرة الشعب الذي استعاد السيطرة على مصيره” في إشارة إلى رفضه المقترح المقدم إليه.
سعيد بوتفليقة.. آخر الأوفياء
سعيد بوتفليقة أو “لغز الجزائريين المحير” هو شقيق ومستشار الرئيس المستقيل، تمكّن سعيد (61 عاما) من بناء شبكة واسعة في البلاد وخارجها طيلة حكم سنوات أخيه العشرين، ولا يزال من غير المعلوم إن كان التغيير الحالي سيسلبه قوته.
كان تأثيره حتى الآن هائلاً، حيث يقول مسؤول رفيع “إنه هو الذي يختار الوزراء، ويملي الأوامر على رئيس الوزراء ، ويضع سياسات الحكومة ويعطي تعليمات لمسؤولي الإعلام”.
مصطفى بوشاشي.. محامي الشارع
مصطفى بوشاشي المحامي والناشط الحقوقي الذي يعد أحد أبرز وجوه الحراك الناشطة على مواقع التواصل في السن الـ 65 يؤكد بوشاشي ضرورة أن يظل المواطنون قلب العملية الانتقالية.
في كلمة له على تطبيق فيسبوك مباشر الاثنين الماضي قال: سنواصل الفوز وسنواصل مسيراتنا السلمية ونفكر بشكل جماعي في طرق أخرى لمحاولة منع هذه القوة من سرقة ثورتنا السلمية.
كريم طابو.. مرشح الاتحاد الديمقراطي الاجتماعي
شارك القائد السابق لجبهة القوى الاشتراكية كريم طابو المتظاهرين في تحركاتهم ضد بوتفليقة ونظامه، وتشير تصريحاته إلى تشككه من تطبيق المادة 102 من الدستور، فهو لا يؤمن بأن تدار مرحلة الانتقال عبر المؤسسات الحالية.
ومن وجهة نظر طابو -وهو رئيس الاتحاد الديمقراطي والاجتماعي- فإن مرحلة الانتقال يمكن أن تدار عبر هيئة رئاسية “مؤلفة من ثلاثة أو أربعة أشخاص، ينتخبهم عشرة أو عشرون أو حتى ألف ممثل. وبعد تنصيبها، سيكون لهذه الهيئة صلاحيات الرئيس، وهي التي ستتخذ الترتيبات اللازمة لرحيل النظام”.
زبيدة عسول.. رئيسة حزب الاتحاد من أجل التغيير والرقي الجزائري
ظلّت القاضية السابقة زبيدة عسول رئيسة حزب الاتحاد من أجل التغيير والرقي المعارض لسنوات معارضة لبوتفليقة، وقد حثته على وضع خطط لضمان بقاء البلاد مستقرة بعد استقالته.
وخلال مقابلة مع “فرانس 24” قالت عسول إنها مع تعيين شخصية توافقية واستشهدت باسم زروال.
عبد الرزاق مقري.. الخصم السياسي القديم
رغم أن المعارضة الحزبية لا تحظى بنصيب الأسد في هذا المشهد الجديد لما تواجهه من اتهامات بإضفاء الشرعية على النظام خلال سنوات حكمه العشرين، فإن رئيس حركة مجتمع السّلم عبد الرزاق مقري الذي يوصف بالإسلامي المعتدل أحد أبرز وجوهها.
وسعى مقري منذ فترة إلى “توحيد” جميع التيارات الإسلامية لتكون ضمن الخريطة الوطنية والديمقراطية.
أحمد أويحيى.. المنشق الذي تأخر
جسّد رئيس الوزراء السابق أحمد أويحيى -الذي قاد الحكومة لثلاث مرات- انقلاب المقربين من بوتفليقة عليه، فبعد أن تمت التضحية في الـ 11 من مارس/آذار الماضي (عبر تقديمه الاستقالة مجبرا) طالب بدوره عقب أسبوعين باستقالة بوتفليقة.
علي حداد.. ضحية “صراع العروش”
يعد حداد (54 عاما) الواجهة المالية لرجال الأعمال الداعمين لبوتفليقة الذين اكتسبوا امتيازات مالية كبيرة خلال حكمه.
ويوم الأحد الماضي، اعتقل حداد، وهو الرئيس السابق لمنتدى رؤساء المؤسسات (أكبر تنظيم لرجال الأعمال) وأحد أهم أثرياء الجزائر.
وأفادت المصادر ذاتها بأن رجل الأعمال المقرب من سعيد بوتفليقة أوقف في المركز الحدودي أم الطبول، حيث كان يسعى للتوجه نحو تونس.
ويشكل اعتقاله حلقة من سلسلة تنبؤ بعملية “الأيدي النظيفة” بتكليف من رجال الدولة الأقوياء الجدد.