شكل موضوع تعزيز التعاون بين المغرب والصين، عبر إعطاء دفعة نوعية للشراكة الاستراتيجية بين الرباط وبكين، نقطة محورية خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى المغربي الصيني الذي انطلقت اشغال دورته الثانية الاثنين 27 مارس، في أكادير تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وينظم هذا الملتقى، الذي يعرف مشاركة وازنة لعدد من المسيرين والفاعلين الاقتصاديين والمستثمرين الصينيين، من طرف مجلس جهة سوس ماسة، بشراكة مع جمعية الصداقة والتبادل المغربية الصينية، وجمعية الشعب الصيني للصداقة مع الخارج.
واعتبر وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، محمد ساجد، أن هذا اللقاء “يأتي ليتوج العلاقات المتميزة بين المغرب والصين، والتي عرفت قفزة نوعية خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد الزيارة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس للصين سنة 2016، والتي مكنت من توقيع مجموعة من الاتفاقيات في المجالات الاقتصادية والثقافية والصناعية وغيرها”.
وأوضح في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أنه تم خلال هذه الزيارة إعفاء المواطنين الصينيين من الحصول على تأشيرة الدخول إلى المغرب، مما غير بشكل جذري من وثيرة توافد الصينيين على المملكة كما يعكس ذلك عدد السياح الذي زاروا المغرب، والذين انتقل من 10 آلاف سائح سنة 2015، إلى 100 ألف سائح سنة 2017.
وأضاف ساجد أن هناك مؤشرات تدعو للتفاؤل بخصوص استمرار تزايد أعداد السياح الصينيين الراغبين في زيارة المغرب واستكشاف مؤهلاته التاريخية والحضارية، مذكرا بأن الجمهورية الصينية تعتبر اليوم من الدول العظمى في جميع المبادين، كما أنها تبدى اهتماما إزاء ما ينجز في المغرب من مشاريع تنموية في جميع الميادين، وفي مختلف جهات المملكة حيث بدأت العديد من المقاولات الصينية في الاستثمار في عدد من المجالات.
وأعرب الوزير عن الأمل الذي يحذو المغرب للسير قدما بعلاقاته مع العملاق اللآسيوي نحو مزيد من التطور.
وخلال افتتاح هذا المنتدى الذي حضرته ايضا كل من كاتبة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، جميلة المصلي، وكاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري، مباركة بوعيدة، وسفير الصين لدى المغرب، لي لي، أبرز رئيس مجلس جهة سوس ماسة، إبراهيم حافيدي، أهمية هذا اللقاء في تعزيز التعاون المغربي الصيني، مشيرا إلى أن انعقاده يتزامن مع الذكرى الستين لربط العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وأكد حافيدي أن هذا اللقاء، الذي يستمر على مدى ثلاثة ايام، سيشكل فرصة سانحة بالنسبة للوفد الصيني، الذي يضم نخبة وازنة من المستثمرين والفاعلين المؤسساتيين، للتعرف عن قرب على الإمكانات والمؤهلات والفرص المتوفرة في جهة سوس ماسة ، علاوة عن كونه سيتيح المجال للتباحث حول السبيل الكفيلة بإعطاء دفعة قوية للاستثمارات في الجهة، وتعزيز موقع المغرب كقاعدة بالنسبة للصين لولوج للسوق الافريقية الواعدة.
وعلاوة عن القطاعات الرئيسية التي تشكل العمود الفقري للنسيج الاقتصادي لسوس ماسة، والمتمثلة في السياحة والصيد البحري والفلاحة، فإن هذه الجهة تعتزم استثمار المؤهلات الأخرى التى تتوفر عليها خاصة منها المؤهلات الصناعية وذلك في ظل الفرص التي يتيحها مخطط التسريع الصناعي الذي تم التوقيع على سلسلة من الاتفاقيات التي تهم تنفيذ هذا المخطط ، وذلك خلال حفل ترأسه جلالة الملك محمد السادس يوم 28 يناير الماضي في مدينة أكادير.
ومن جهتها، سجلت نائبة رئيس جمعية الشعب الصيني للصداقة مع الشعوب، لين يي، في تصريح مماثل الصداقة العريقة التي تربط بين المغرب والصين، اللذين يتميزان بثراء تاريخهما العريق، مؤكدة على أهمية الرقي بالفرص والإمكانات التي تتيحها علاقات الشراكة بين البلدين سواء على المستوى الثقافي، أو الاقتصادي أو التجاري.
وشددت لين يي على ضرورة العمل يدا في يد وبفعالية من اجل إنعاش علاقات الشراكة بين المغرب والصين، مذكرة في هذا السياق بأهمية ونوعية المشاركين في الوفد الصيني الذي حل بأكادير من أجل المشاركة في اشغال المنتدى الثاني المغربي الصيني.
ويروم هذا المنتدى خلق إطار لتنزيل التعاون اللامركزي، حيث يستضيف اللقاء عددا من المدن والمقاطعات والجهات الصينية التي يرتبط البعض منها باتفاقيات توأمة مع مدن مغربية، والتي يحضر ممثلون عنها اشغال المنتدى الثاني المغربي الصيني الذي يشارك فيه ممثلون لحوالي خمسين مقاولة عمومية وخاصة تعمل في مجالات صناعة السيارات، وتربية الأحياء البحرية، والطاقة، وصناعة السفن، والصناعات اللغذائية، والطاقات المتجددة، والمعادن.
ويتضمن برنامج المنتدى الثاني المغربي الصيني تنظيم ورشات، وعقد لقاءات ثنائية تتيح لرجال الأعمال، وعمد المدن، ومختلف الفاعلين المؤسساتيين المغاربة والصينيين فرصا للتباحث حول فرص التعاون والأعمال المتاحة، وذلك من أجل إعطاء دفعة نوعية وقوية للشراكة المغربية الصينية. و.م.ع