تعطيل “صلاة التراويح”.. هل لازال العذر قائما؟
هوية بريس – د.رشيد بنكيران
لما قررت الجهة المعنية فرض الحجر الصحي على جميع مجالات الحياة، واستثنت من ذلك ما هو ضروري، تقبل الناس هذا الأمر لما لمسوا فيه منطقا راشدا وفعلا صادقا؛ فسلامة النفس مقدم على ما دونها من الضروريات.
ثم تلت الأيام والأسابيع وبدأت معالم الخطة التي ينبغي رسمها لمواجهة وباء كورونا تتضح، فقررت تلك الجهة المعنية رفع الحجر الصحي على مجالات متنوعة وفضاءات مختلفة، منها المقاهي والمحالات التجارية والحمامات في بعض المدن…
واستثني من هذا الرفع المساجد، فبقيت محجورا عليها، وشعر الناس بغبن كبير، مستنكرين كيف تفتح المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية والحمامات… ويستمر في إغلاق المساجد !؟
فما سيجري على تلك الفضاءات سيجري على المساجد من جهة العادة والمنطق!؟
وعليه، كان الحجر على المساجد وفتح غيرها أشبه بالتفريق بين المتماثلات، بل المساجد وروادها أقدر في امتثال ضوابط الاحتراز المطلوبة للتخفيف من انتشار الوباء من غيرها كما أكده الواقع.
وأمام هذا الوضع غير المنطقي وغير العادل تعالت أصوات العلماء والدعاة والمفكرين وعموم المواطنين، إذ تيقنوا أن بيوت الله لا بواكي لها من جهة المسؤولين، فرفع الصادقون عقيراتهم حتى بلغت القلوب الحناجر مطالبين بفتح بيوت الله جل جلاله.
والغريب في الأمر أنه في الوقت الذي رفعت تلك الأصوات المطالبة بإنصاف المساجد وأهلها كانت المجالس العلمية المحلية تدعو وتُنظر للاستمرار في الحجر عليها، ولكن خاب سعيها أمام سلامة الحجة الشرعية والمنطق السليم وقوة الأصوات التي كانت تنادي بفتح المساجد، فاستجابت الجهة المعنية على مضض، وفتحت المساجد وبدأ الناس يقصدونها للصلوات الخمس.
ثم تلت الأيام وظهر للناس -على اختلاف مستوياتهم- بلا مجال للشك فيه أن صلاة الجمعة يجب أن تقام، ولا يوجد داع شرعا ولا واقعا يقضي بالمنع، فطالبوا بذلك.
لكن لم تستجب الجهة المعنية كعادتها وتلكأت من جديد في بداية الأمر، فارتفعت الأصوات مرة أخرى وعلت بقوة الحجة التي تمتلكها والمنطق السليم وساد في مواقع التواصل غضب شديد، فرضخت الجهة المعنية وأذنت لتقام صلاة الجمعة، وما كانت لتقام لولا تلك الأصوات العالية بعد فضل الله تعالى، وها نحن اليوم ننعم بأداء هذه الفريضة والشعيرة العظيمة.
وقبل أن أتحدث عن شعيرة صلاة التراويح، فإن على كل ذي عقل وإيمان أن يتساءل عن الحجر المتعمد غير المبرر على بيوت الله:
لمصلحة من!؟
ومن الجهة التي تقف وراءه!؟
وأين المدافعون الرسميون عن مذهب الإمام مالك!؟
وأين نواب الشعب المغربي للحديث عن همومه واهتماماته!؟
أيعقل أن يوجد في نواب الشعب -على قلتهم- من قدم مرافعته للمطالبة برفع الحجر على العلاقة الجنسية الرضائية… (الزنا، اللواط، والسحاق) ولا يوجد منهم -على كثرتهم- من قدم مرافعة للمطالبة برفع الحجر على بيوت الله!؟
الآن، وقد انتصف شهر شعبان وعلى الأبواب شهر رمضان، فإن تلك الأصوات العاقلة والصادقة بدأت تترفع مجددا وتتساءل عن مصير صلاة التراويح هذه السنة، فإن عموم المسلمين في حاجة ماسة إليها وشوق كبير، والمعطيات الواقعية تقف مساندة للقيام بها وشاهدة على أحقية المطالبة بإحيائها:
فعدد المصابين الجدد بالوباء بدأ يقل،
وعدد المكتسبين للمناعة من تلقاء أنفسهم بدأ يرتفع،
وعدد الآخذين للقاح يزداد مرحلة بعد مرحلة.
ومن لم يتمكن من المصلين من أن يجد مكانه في تراويح بعد صلاة العشاء بسبب الاحتراز المطلوب، يمكنه أن يعوض بتراويح ما قبل أذان الفجر، فالأمر فيه سعة ولله الحمد، ولا يجوز أن نعطل شعيرة صلاة التراويح أمام هذه المعطيات.
ولهذا، فإنني أدعو أن ينخرط الجميع لصناعة القوة اللازمة في تأطير الرأي العام… حتى نظفر بصلاة التراويح كما ظفرنا بالصلوات الخمس، وظفرنا بصلاة الجمعة، فإن بيوت الله لا بواكي لها إلا أنتم أيها المواطنون المغاربة.
اللهم بلغنا رمضان وافتح لنا بيوتك لإحياء صلاة التراويح.
مقال جيد يوضح الواقع المؤلم.
لكن ملاحظة : لم يتم تحقيق المطلب الأول ( فتح المساجد ) بنسبة مائة في مائة، لا زالت بيوت الله مغلقة إلى يومنا هذا و خصوصا في القرى و المداشر لقلة الضغط على المسؤولين و الجهل …..و أيضا المساج الصغرى في المدن. و الله المستعان.
و السؤال الكبير كما طرح الكاتب، لصالح من هذه السلوكات و هذا الإجحاف اتجاه بيوت الله عز و جل.