ظهر محمد رياض اللاجئ الأفغاني بألمانيا، في شريط فيديو يعلن أنه أحد جنود الدولة الإسلامية، وبثته وكالة أعماق التابعة للدولة، ولازلنا ننتظر تبني الدولة الإسلامية، لعملية اليوم بميونيخ.
وهذه بعض التعليقات على العمليتين:
أولا: العملية غير مفاجئة وتأتي في سياق العمليات التي ينفذها شباب مجندون ومتعاطفون مع الدولة الإسلامية، استجابة لكلمة تحريضية بعنوان: “إن ربك لبالمرصاد”. التي كان أبو محمد العدناني أطلقها في شتنبر 2014. وهذه مقتطفات منها:
“إذا قدرت على قتل أو ذبح كافر أمريكي أو أوروبي وأخص منهم الفرنسيين الأنجاس أو أسترالي أو كندي أو غيره من الكفار المحاربين رعايا الدول التي تحالفت على الدولة الإسلامية، فتوكل على الله واقتله بأي وسيلة أو طريقة كانت”.
“فإن عجزت عن العبوة أو الرصاصة؛ فاستفرد بالأمريكي أو الفرنسي الكافر، أو أي من حلفائهم، فارضخ رأسه بحجر، أو انحره بسكين، أو ادهسه بسيارتك، أو ارمه من شاهق، أو اكتم أنفاسه، أو دس له السم، فلا تعجز أو تهن”.
“فإن عجزت؛ فاحرق منزله أو سيارته أو تجارته، أو أتلف زراعته، فإن عجزت؛ فابصق في وجهه، فإن أبت نفسك ذلك وإخوانك يُقصفون ويُقتلون، وتُستباح دماؤهم وأموالهم في كل مكان؛ فراجع دينك، فإنك على خطر عظيم”.
وتوالت بعد ذلك كلمات التحريض، ضد الدول المشاركة في التحالف، ورعاياها، كانت آخرها كلمة بعنوان “ويحيى من حيي عن بينة”. قبل حوالي شهرين نهاية ماي 2016. قال فيها: “هناك من يتحرج من استهداف المدنيين، ويعرض عنهم لشكه بالجواز والمشروعية، فاعلموا أن في عقر دار الصليبيين لا عصمة للدماء، ولا وجود لما يسمى بالأبرياء”. ودعا العدناني إلى استهداف أي شيء في الدول الغربية ولو “بحجر يلقيه على الصليبيين في عقر دارهم”.
ثانيا: المنفذ لعملية الطعن بساطور وسكين، في قطار بألمانيا، لاجئ أفغاني يبلغ من العمر 17 سنة، وهذا يوضح أن جميع الفئات العمرية تستجيب لخطاب التحريض. وكون المستجيبين من هذه الفئة العمرية، يجعل هامش الأخطاء والانزلاقات والفلتان والحماس والاندفاع واسعا جدا.
رابعا: استهداف ألمانيا التي آوت اللاجئين وتعاطفت معهم، في سياق أوروبي عرف تحريضا مسيحيا صليبيا عنصريا ضد اللاجئين، ومنفذ الهجوم واحد من أولئك اللاجئين، والتي لا تشارك بعمليات عسكرية خارج حدودها كما ينص دستورها، والتي لم تشارك في التحالف إلا قبل حوالي ستة أشهر، مشاركة محدودة غير قتالية. يوضح ويؤكد ما قلته في النقطة السابقة من قلة الفهم، وتوسيع دائرة وهامش الانزلاقات بشكل كارثي. لا يقيم اعتبارا لأي منطق.
خامسا: تبني وكالة أعماق لعملية الطعن، وحصولها حصريا على الفيديو، رغم ادعائها أنها ليست رسمية، يؤكد ما قلته في تعليقي على تهديد مؤسسة البتار لشيوخ السلفية في المغرب، حين رد علي البعض أني أتجنى و لا أفهم، حين وصفتها أنها تابعة للدولة الإسلامية، صحيح أنها لا تشتغل تحت ديوان الإعلام، لكن ذلك لا يعني أنها غير تابعة للدولة. وكما قلت سابقا، فالدولة تنوع وسائل إعلامها، فمنها الرسمية ومنها شبه الرسمية أو ما أسميته بالموازية ومنها المناصرة، وحسابات الأنصار، كلها تابعة للدولة بشكل أو بآخر، والدولة تمرر رسائلها عبر إحداها في إطار استراتيجية إعلامية مدروسة، ليسهل عليها التنصل فيما بعد من قرار أو موقف ما، بعد أن ترى ردود الفعل حوله.
أخيرا: لا أستبعد تبني الدولة الإسلامية لعملية إطلاق النار بميونخ، في الساعات القليلة القادمة، تماشيا مع سياستها واستراتيجيتها، التي تحدثنا عن بعض ملامحها في النقط السابقة. وما يؤكد ذلك إقدام أحد منفذي الهجوم على قتل نفسه، وهو فعل لا يقوم به إلا من تشبع بعقيدة ومنهج واستراتيجية وسياسة (داعش).