تعليقا على فاجعة قلعة السراغنة.. تلميذ يقتل زميله
هوية بريس – خالد أغبالي
الكل تابع صباح اليوم الثلاثاء إقدام تلميذ قاصر بثانوية أبي بكر القادري الإعدادية، مؤسسة “البهجة” كما يحلو للقلعاويين تسميتها، على ذبح زميله بواسطة سكين، ذلك بعد أن قرر عدم تمكينه من ورقة التحرير قصد الغش..
خبر ليس كباقي الأخبار، يندر بانهيار المنظومة وفشل مرتكزاتها، وعدم فحوى مذكرات صد حالات العنف والإجرام، مذكرات لا تزجر المخطئين بقدر ما تحفزهم على فعل ما هو أقبح وأفظع..
المؤسسة التربوية التي كانت فيما مضى مشتلا لإنتاج النخب وتربية جيل على القيم والمثل العليا، جيل معتز بدينه متمثل لتعاليمه ينشر بدوره ما تلقاه داخلها في المجتمع وكل مناحي حياته.. صارت اليوم مرتعا للبطالين تفرخ الرعاع والمجرمين وتصنع جيلا منتكس الفطرة ممسوخ الهوية، جيل من الضباع على قول المفكر الراحل المهدي المنجرة.
لا يلوي على شيء، لا يتعب نفسه بالتحصيل، لا يكد في طلب ولا يجد، غاية مناه أن يبلغ المعالي لكن بجهد أقل وبطرق أسهل، وأنى له .. جيل العوالم الافتراضية البعيد بعد المشرقين عن الواقع وما يدور فيه..
حوادث مفجعة ومحرجة تسائل الجميع، أي مستقبل بعد هذا للمدرسة؟ وأي جيل نبتغيه؟ أين دور الأسرة والإعلام؟ هل تخلى المجتمع عن قيمه بالمرة؟ هل هذه مقدمة الارتكاسات أم أننا سنتدارك هذه السفينة قبل الغرق؟