تعليق د.الكنبوري على تصريح الفرنسي زمور حول “المسلمين وعلاقتهم بالنص القرآني”
هوية بريس – متابعة
كتب إدريس الكنبوري “في آخر تصريحاته قال اليميني الفرنسي المتطرف إريك زمور المرشح السابق للرئاسيات إن الإسلام هو المشكلة وإن على المسلمين أن يضعوا مسافة بينهم وبين القرآن الذي يدفع إلى قتال اليهود والمسيحيين”.
وأضاف الباحث المغربي في تدوينة نشرها على حسابه في فيسبوك “وصفة اليميني المتطرف صفة زائدة؛ فهذه المواقف هي نفسها مواقف الرئيس الفرنسي من حزب الجمهورية إلى الأمام ومواقف مارين لوبين وعدد كبير من النخبة السياسية والإعلامية والثقافية الفرنسية؛ فجميعهم يلبس ثوبا واحدا لكن مع اختلاف الألوان فقط كلما تعلق الأمر بالإسلام”، مردفا “مواقف مثل هذه تدعو المسلمين إلى تغيير دينهم أو تطويره هي مواقف عنصرية؛ لأنها تقتحم على المسلمين خصوصياتهم وتملي عليهم ما يجب فعله مع دينهم”.
وتابع الكنبوري “لكن المسلمين لا يستطيعون مطالبة الآخرين بتغيير دينهم؛ ومنذ ثمانين سنة وأكثر يقتل اليهود الفلسطينيين ويذبحونهم في مجازر جماعية؛ ويضع المسؤولون الصهاينة الكيبا على رؤوسهم علامة التدين؛ ويقفون على حائط البراق؛ ويتلقون فتاوى الحاخامات؛ ولكن لم يجرؤ مسلم واحد ولا فلسطيني على المطالبة بتغيير اليهودية؛ علما بأنها أكثر الديانات الوضعية تطرفا على سطح الكوكب”، وأيضا “عاث الصليبييون فسادا في العالم الإسلامي قرونا؛ لكن لم يطالب أحد من المسلمين بتغيير المسيحية”.
ويعرف زمور؛ وهو يهودي بالمناسبة؛ حسب الكنبوري “أن المسلمين لم يخوضوا حربا ضد اسرائيل منذ خمسين عاما؛ وأن العرب يتعايشون اليوم معها سمنا على عسل؛ فلماذا المطالبة بتغيير أمور غير قابلة للاستعمال؟ هذا إن افترضنا أصلا ما يفهمه زمور وزمرته من القرآن”.
ثم استدرك الكنبوري “القرآن لا يدعو إلى قتال اليهود أو النصارى؛ بل يعتبرهم أهل كتاب؛ ولو صح هذا لما عاش يهودي واحد بين المسلمين؛ والحال أن ثلاثة أرباع يهود العالم عاشوا تحت كنف المسلمين؛ فإما أن القرآن لا يدعو إلى قتالهم وإما أن المسلمين تخلوا عن القرآن منذ 14 قرنا”.
مثل هذه الدعوات، يؤكد الكنبوري “لها تفسير واحد لا غير؛ وهو أن المسلمين اليوم بلا شوكة ولا يخشاهم أحد؛ ولو كانت لديهم قوة لما تجرأ أحد على حشر أنفه في دينهم. وإذا كان زمور وأمثاله يستطيعون المزاح كان عليهم مثلا أن يمزحوا مع الصين فيطالبونها بتغيير الكونقوشيوسية؛ ولكنهم متعودون على خيانة دينهم ويعتقدون أن المسلمين يمكنهم فعل ذلك؛ فقد مسحوا كلمة “اليهود” في الإنجيل في الفقرات التي تتحدث عن قاتلي المسيح؛ وغيروها بكلمة “الشعب”؛ لأن الإنجيل كلام البشر يمكن للبشر تغييره؛ بينما القرآن وحي السماء”.