تغييب علماء ودعاة المغرب من الإعلام العمومي.. من يتحمل المسؤولية؟!!

11 أغسطس 2024 11:24

هوية بريس – عبد الصمد ايشن

بدا لافتا في مواكبة الإعلام العمومي، طيلة الأشهر الماضية، التي عرفت ومازالت نقاشا كبيرا بخصوص تعديل مدونة الأسرة، غياب واضح للعلماء والفقهاء عن المساهمة في النقاش الخاص بالملف الذي يهم كافة المغاربة.

لدرجة أن هذا الغياب أو “التغييب” اعتبره البعض حصارا مضروبا على علماء الدين في القنوات العمومية، سواء في النقاش الحالي حول مراجعة مدونة الأسرة أو في عدد من النقاشات الهوياتية التي تفرض فتح أبواب الإعلام العمومي أمام الشيوخ والعلماء ليدلوا بدلوهم ويبسطوا وجهات نظرهم أمام الرأي العام. الأمر الذي أكده فضيلة الشيخ مصطفى بنحمزة، بأنه لم توجه له الدعوة للمشاركة والمساهمة في النقاش حول مدونة الأسرة في القنوات الرسمية، وأن هذا واضح للجميع ولا يحتاج أي إظهار.

بغض النظر عن الاتهامات الموجهة للقائمين عن الإعلام العمومي بخصوص تغييب العلماء عن القنوات الرسمية، يبقى من الواجب فتح الباب أمامهم في كل مناسبة ليوضحوا للناس مقاصد الدين الإسلامي في مسألة من المسائل، ناهيك عن دورهم المحمود الذي يؤدونه بشكل مستمر في الحفاظ على الثوابت وبث الوعي وحث الناس على الخلق الحسن، سواء داخل المساجد أو منصات التواصل الاجتماعي والمحاضرات والفعاليات العلمية.

وما تقوم به قناة السادسة من مجهود في استضافة العلماء والشيوخ وفتح المجال أمامهم سواء عبر الدروس العلمية أو حلقات الوعظ والإرشاد أو الخطب المنبرية أو البرامج الحوارية، يدخل في باب مساهمة العلماء في النقاش العمومي، لكن الاقتصار على القناة الدينية الواحدة لإبراز صورة العلماء أمر خاطئ، لأنه يؤكد أن باقي مجالات الحياة لا علم للعلماء والشيوخ بها، ما يفرض استبعادهم عن باقي القنوات الرسمية وتخصيص نوافذ لهم عبر قناة السادسة وحدها.

فكلنا نتذكر البرنامج المتوقف لفضيلة الشيخ مصطفى بنحمزة على القناة الثانية دوزيم، “الدين والناس”، خلال المواسم الرمضانية، الذي كان تواصليا في المقام الأول، من خلال التفاعل مع انشغالات المواطنين المغاربة داخل الوطن وخارجه، على مستوى العبادات والمعاملات، إذ يجيب الدكتور بنحمزة على مختلف التساؤلات الواردة في هذا المجال عبر البريد الإلكتروني للبرنامج.

أضف لذلك برامج دينية أخرى على قناة الأولى، كبرنامج “في ظلال الإسلام”، الذي يسلط الضوء على مواضيع دينية وازنة يسعى إلى نشر ثقافة الإسلام المبني على الوسطية والاعتدال بطريقة شيقة وسلسة. وإبراز عمق الإسلام وشموليته وتقريب المنهج الإسلامي إلى كافة المشاهدين بالترغيب والتسامح، من خلال استضافة نخبة من العلماء ومن رجال الفكر والثقافة. ثم برنامج “حديث الصائم” يقدم على شكل مجموعة من الكبسولات اليومية يهدف إلى التوعية والتحسيس بالصيام والتذكير بشروطه والسلوكيات الموصي بها.

لكن عددا من المتابعين للشأن الإعلامي بالمغرب، ينتقدون “الطريقة المناسباتية” التي يتم التعامل بها مع العلماء والشيوخ في علاقتهم بالإعلام العمومي، واستضافتهم في شهر رمضان الفضيل فقط، في نسيان تام للحاجة الضرورية لتعزيز الجسور بين وسائل الإعلام السمعية البصرية الوطنية والعلماء الأجلاء ذوي الخبرة في الحقل الديني.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M