تفكيك شبكة لافتعال “وقائع وهمية” لحوادث السير
هوية بريس – متابعات
أودعت النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بابن سليمان خمسة متهمين، خلف أسوار السجن المحلي “الحجيبة” بجماعة الزيايدة إقليم ابن سليمان، على ذمة التحقيق قبل تكييف التهم المناسبة للمتهمين المحتمل تورطهم في شبكة تتعلق بافتعال وقائع وهمية لحادث سير.
وأوردت مصادر عليمة لـ”الصباح”، أن المتهمين الخمسة، قضوا 72 ساعة على ذمة التحقيق في ضيافة الفرقة القضائية التابعة لكوكبة الدراجين بسرية ابن سليمان، قبل أن تتم إحالتهم صباح السبت الماضي، أمام النيابة العامة التي قررت وضعهم رهن الحبس الاحتياطي، على ذمة التحقيق قبل إحالتهم على قاضي التحقيق.
وفضحت حادثة سير وقعت بتاريخ 26 يناير الماضي، على الطريق الإقليمية الرابطة بين ابن سليمان، وجماعة عين تيزغة على مستوى قرية العيون، نشاط شبكة إجرامية، مباشرة بعد حضور كوكبة الدراجين، التي قامت بالمتعين وعملت على نقل مصابين وهميين على متن سيارة إسعاف نحو المركز الاستشفائي الإقليمي الحسن الثاني بابن سليمان، قبل أن تكمل عملية البحث في الحادث الذي تعرضت له سيارة من نوع “هيواندي”، مكتراة من وكالة لتأجير السيارات.
وأوضحت مصادر اليومية أن عناصر التدخل لكوكبة الدرك بسرية ابن سليمان، عاينت حالة جميع الركاب الخمسة بن فيهم السائق داخل المستشفى، إذ كانت الإصابات خفيفة أو شبه منعدمة، وتم إنجاز محضر معاينة، والاستماع إلى المتهمين الخمسة في محاضر رسمية على أساس أنهم ضحايا حادثة سير، كما أدلى ضحايا الحادث بشهادات طبية متوصل بها من المستشفى الجهوي ابن رشد بالبيضاء، لا تتعدى بها في مجملها مدة العجز 20 يوما.
وأضافت المصادر ذاتها، أنه بعد إدلاء الأظناء الخمسة بالشهادات الطبية لدى محققي الدرك، انتابتهم شكوك حول الملف، خصوصا أن الشهادات تم الحصول عليها من البيضاء، في حين أن الأظناء تلقوا الإسعافات الضرورية كاملة بمستشفى ابن سليمان. كما اكتشف الدرك أن الشهادات المدلى بها لا تتوفر فيها الشروط الشكلية القانونية لمنحها، الأمر الذي دفع المحققين وتحت إشراف النيابة العامة إلى تكثيف البحث في الموضوع.
وزادت المصادر ذاتها، أنه فور إخبار النيابة العامة، أعطيت الأوامر على الفور باعتقال الأظناء والتحقيق معهم في الموضوع، ليتم اعتقالهم تباعا بسبب تكوينهم لملفات تتضمن بيانات غير صحيحة قصد التصريح بها أمام غرفة حوادث السير من خلال المعاينات التي تقوم بها الضابطة القضائية، رفقة الشهادات الطبية المزورة، التي ينوون الإدلاء بها إلى الجهات القضائية المختصة، للحصول على تعويضات.
وحسب المصادر نفسها، تبين من خلال تعميق البحث، وانهيار أحد المتهمين الخمسة الذي سرد الحقيقة على رجال الدرك، أن الأظناء قسموا الأدوار بينهم بتجسيد حادثة السير الوهمية، والادعاء أنهم مصابون لنقلهم على متن سيارة الإسعاف إلى المستشفى من أجل تلقي العلاج، وأنهم حصلوا على شهادات طبية مزورة للعجز البدني وغير صادرة عن المؤسسة الاستشفائية ابن رشد بالبيضاء وتم ضمها بالمحاضر المحالة على غرفة حوادث السير بالمحكمة.