تفكيك معنى “النصر” حتى لا تُخدع!
هوية بريس – د.سامي عامري
لقد بدؤوا يخوفونكم من انتصار الثورة السورية بِذكر ما قد يقع فيها من تقصير أو إخلاف بالوعود؛ لضرب مفهوم انتصار الثورة كلّية..
وهنا لا بدّ من التنبيه إلى عدد من الأمور:
– سوريا القديمة كانت مقبرة للأحرار، ذيلًا لإيران، راعية للزندقة القومجية، مصنعا للكبتاجون… فلا يُبكى عليها البتّة.
– تحرير السجناء فتح عظيم.
– التخلّص من الإرهاب البوليسي المخابراتي، فتح عظيم.
– أمن المسلم في بلده، فتح عظيم.
– الجهر بالدين فتح عظيم.
– فتح مساحات للدعوة، فتح عظيم.
– انكماش الملاحدة والزنادقة، فتح عظيم.
– التخلّص من التمدد الرافضي، فتح عظيم.
– استعادة ثروات البلاد، فتح عظيم.
– بداية رفع مستوى المعيشة، فتح عظيم.
وخير آخر عظيم، لا يعلمه إلّا من حرم من أرضه، وأهله، وأصحابه، وماله، وقبل ذلك دينه وكرامته…
والواجب حمد الله على هذه النِعم.
فإن قيل، ولكن قد ينحرف القائمون على الثورة، وتسير البلاد في غير ما يرجوه المسلمون!
والجواب:
لا بدّ من تفكيك مفهوم “النصر”.
لا يجحد الخير الذي جاء مع الفتح عاقل. ولا يُضمن حال أحد.. وإذا انحرف الحال عن المطلوب؛ فللمصلح اليوم مساحات للإصلاح لم يكن يعرف عشر معشارها زمن الكفور ابن الكفور.. واجب المسلم اليوم أن يمنع الردّة إلى الحال القديم، وأن يدعم الخير وينمّيه، وأن يدفع الشرّ ويقلّصه.. هذه أبواب الخير مفتّحة..
وقد علمتم أنّ “النموذج السوري” كان سلاحًا لإرهاب الشعوب حتّى لا تطلب الحريّة، واليوم صار “هذا النموذج” حجّة عليهم؛ فسقوطه بالفوضى والتناحر مطلب عاجل حتّى لا تستعيد الأمّة ثقتها بربّها ثم بنفسها..
لا تتهموا فرحتنا أنّها فرحة السذّج، فإنّها فرحة بما تحقّق على الأرض فعلًا، ونسأل الله -بفضله- مزيدًا من الفتح.. وواجب الإصلاح قائم لم يُنسخ.. لا نضمن حال أحد، ونستبشر بفضل الله.. وشرّ ما سيكون أهون ممّا علمنا ممّا كان..
تذكرة..