جاء ذلك في تقرير نشرته صحيفة “إن بي سي نيوز” الأمريكية لكل من روبرت ويندرم، ودان دي لوس.
وركز التقرير على سياسة ترامب حيال السعودية، انطلاقا من زيارته الأولى للمملكة، ومرورًا بالأزمة الخليجية، عقب هذه الزيارة؛ إذ تفرض الرياض وحلفاؤها عقوبات على دولة قطر، منذ أكثر من عام.
وتطرق أيضًا إلى سماح واشنطن ببيع أسلحة للتحالف العربي، الذي تقوده الرياض في اليمن، وصولًا إلى تصريحات دعم بها ترامب احتجاز ولي العهد السعودي للعديد من أفراد العائلة المالكة، العام الماضي.
وقال الكاتبان إن ترامب تجاهل وغض الطرف عن ضغوط كانت تمارسها السلطات السعودية في الداخل حيال المعارضين لسياستها.
وأضافا أن دعم ترامب لـ”بن سلمان” (33 عامًا) جاء إيمانًا منه بأن هذا الدعم سيسهم في تعزيز الأصوات المناهضة لإيران في الشرق الأوسط.
وتابعا: “إلا أنّ توجّه أصابع الاتهام في مقتل خاشقجي نحو بن سلمان قلب الأمور رأسًا على عقب”.
وأقرت الرياض، فجر السبت الماضي، بمقتل خاشقجي (59 عامًا) في قنصلية بلدة بمدينة إسطنبول، إثر “شجار مع مسؤولين سعوديين”، وقالت إنها أوقفت 18 سعوديًا، دون أن توضح مكان الجثمان.
بينما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مصدر تركي أن خاشقجي قُتل بعد ساعتين من دخوله القنصلية، في 2 أكتوبر/ تشرين أول الجاري، وتم تقطيع جسده بمنشار.
وشكك ترامب في الرواية السعودية بقوله، في حوار نشرته صحيفة “واشنطن بوست” اليوم، إنه يوجد “الكثير من الخداع والأكاذيب”.
ورغم هذا الانتقاد، قال ترامب، خلال حواره، إنه لا توجد أدلة حتى الآن تدفع إلى توجيه اتهام مباشر إلى ولي العهد السعودي في مقتل خاشقجي، أو تطالب بعزله.
وقال بروس ريدل، وهو موظف سابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) إن الرؤساء الأمريكيين منذ فرانكلين روزفلت (1933: 1945) وحتى باراك أوباما (2009: 2017) أقاموا علاقات مصالح مع السعودية.
واستدرك منتقدًا الرئيس الأمريكي الحالي: “إلا أنه لم يتعامل أحد من هؤلاء الرؤساء مع السعوديين بالأسلوب الفظ والشره الذي تعامل به ترامب”، حسب تقرير “إن بي سي نيوز”.
فيما قال جيرالد فييرستين، سفير أمريكي في عواصم بينها صنعاء، إن الطريقة الوحشية والمقززة التي قتل بها خاشقجي أدّت إلى خلق حالة من الصدمة.
ورأى أن “أحد أهم من لعبوا دورًا في عقد الإدارة الأمريكية آمالها على محمد بن سلمان، هو صهر وكبير مستشاري ترامب، جاريد كوشنر، الذي تربطه علاقة وطيدة مع ولي العهد”.
وذهب فييرستين إلى أن إدارة ترامب تقرّبت من السعودية، كرد فعل منها، على إدارة باراك أوباما، التي وُصفت بأنّها كانت تتقرّب وتتودّد من الحكومة الإيرانية، وفقا للأناضول.