تقرير: أي حصيلة للحرب الأمريكية على الإرهاب بعد 20 عاما من أحداث 11 شتنبر؟
هوية بريس – متابعة
يصادف الحادي عشر من سبتمبر الذكرى العشرين لأحادث “11 سبتمبر” في الولايات المتحدة. حيث تحطمت أول طائرة في مبنى مركز التجارة العالمي في نيويورك على الساعة 8:46 يوم 11 سبتمبر 2001. وبعد هذا الحادث المزلزل، شنت الولايات المتحدة حربًا عالمية على الإرهاب تحت راية “مكافحة الإرهاب”. وخلال السنوات العشرين الماضية، شنت الولايات المتحدة عمليات عسكرية في أفغانستان وأماكن أخرى، مما خلّف خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات وكوارث إنسانية فظيعة. وبعد عشرين عامًا من هجمات 11 سبتمبر، قام الجيش الأمريكي بإخلاء أفغانستان على عجل، تاركا وراءه بلادا مدمّرا بسبب الحرب.
فاتورة حرب ثقيلة
الأمد: 20 عامًا
التكلفة: حوالي 8 تريليون دولار أمريكي
الضحايا: حوالي 900 ألف شخص
وذكر تقرير صادر عن مشروع تكلفة الحرب بجامعة براون أن الحرب التي استمرت 20 عاما بعد حادثة “11 سبتمبر” كلفت الولايات المتحدة حوالي 8 تريليونات دولار أمريكي، وأدت إلى مقتل ما يزيد عن 900 ألف شخص.
أنهار من الدماء
الحرب الأفغانية
القتلى والجرحى: مقتل ما يزيد عن 30 ألف مدني، وجرح ما يزيد عن 60 ألف آخرين
اللاجئون: 11 مليون لاجئ
الخسائر الاقتصادية: أكثر من 60 مليون دولار أمريكي يوميا
الحرب العراقية
القتلى والجرحى: من 200 إلى 250 ألف قتيل من المدنيين، بينهم ما يزيد عن 16 ألف مدنيا قتلوا مباشرة برصاص الجيش الأمريكي.
اللاجئون: 3.25 مليون لاجئي
الأضرار: انتهك الجيش الأمريكي بشكل خطير المبادئ الإنسانية الدولية وتسبب في العديد من حوادث تعذيب السجناء. كما استخدمت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة عددًا كبيرًا من قنابل اليورانيوم المنضب والقنابل العنقودية وقنابل الفوسفور الأبيض في العراق، ولم تتخذ أي إجراءات لتقليل الضرر اللاحق بالمدنيين. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، لا يزال لدى العراق نحو 25 مليون لغم أرضي ومتفجرات أخرى يجب إزالتها.
الحرب السورية
القتلى والجرحى: بين عامي 2016 و2019، تم تسجيل مقتل 33584 مدنيا سوريا جرّاء الحرب. بينهم 3833 شخصا قتلوا تحت قصف التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، نصفهم من النساء والأطفال.
اللاجئون: غادر ما يقرب من 15000 طبيبا (ما يقرب من نصف العدد الإجمالي للأطباء في البلاد) وطنهم سوريا. ونزح 6.5 مليون مدنيا داخليًا، ووصل عدد اللاجئين إلى 5 ملايين.
الأضرار: بحسب استطلاع أجراه برنامج الغذاء العالمي في إبريل 2020، فإن حوالي ثلث السوريين ليس لديهم طعام كاف، و 87٪ منهم ليس لديهم مدّخرات.
مخلّفات الحرب
أدت الحرب بشكل مباشر إلى إحداث كوارث إنسانية في البلدان المعنية. بما في ذلك وقوع إصابات وتدمير للمنشآت وركود الإنتاج، مما تسبب في وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين الأبرياء.
وجلبت الحرب سلسلة من المشاكل الاجتماعية المعقدة. بما في ذلك اللاجئين والاضطرابات الاجتماعية والأزمات البيئية والصدمات النفسية وغيرها من الأضرار. كما أنتجت الحرب التي شنتها الولايات المتحدة آثارًا غير مباشرة، مما تسبب في إلحاق أضرار خطيرة بالدول غير المتورطة في الحادث. على سبيل المثال، أثناء الحرب في أفغانستان، غالبًا ما كانت المقاتلات والطائرات المسيرة تلقي قنابل على القرى الباكستانية المجاورة أثناء ملاحقتها للإرهابيين، مما تسبب في مقتل العديد من الأبرياء، وحتى سيارات الزفاف وجنود حرس الحدود الباكستانيين لم يسلموا.
وقد تحوّلت الولايات المتحدة نفسها إلى ضحية لحروبها الخارجية. وعلى سبيل المثال، من بين 103788 جنديا أمريكيا شاركوا في الحرب من 2001 إلى 2005، في العراق وأفغانستان وعادوا إلى أمريكا، تم تشخيص حوالي ثلثهم بأمراض عقلية أو نفسية، و56٪ من هؤلاء يعانون من أكثر من مرض واحد.
قبل عشرين عاما، شنت الولايات المتحدة الحرب على أفغانستان بدعوى “مكافحة الإرهاب”، ومساعدة الشعب الأفغاني على إعادة بناء حياة أفضل. لكن على العكس من ذلك، لم يتناقص عدد المنظمات الإرهابية في أفغانستان خلال العشرين عام الماضية بل ازداد. كما كانت عمليات إعادة الإعمار في البلاد بطيئة، وتضررت معيشة المواطنون الأفغان بشكل خطير. وتظهر السنوات العشرين التي أمضاها الجيش الأمريكي في أفغانستان أن التدخل العسكري في الدول الأخرى وفرض الأيديولوجيا والقيم الأمريكية على الآخرين لن يساعد في حل المشكلة، وتكون نهايته الفشل. (عن صحيفة الشعب اليومية).