تقرير.. اليونيسيف ترصد ظروفا بالغة الصعوبة لأطفال الروهنغيا في ميانمار
هوية بريس – الأناضول
قالت ماريكسي ميركادو، المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، اليوم الثلاثاء، إنها رصدت مشاهد بالغة الصعوبة، على مستويات الصحة والتعليم والحياة العامة، في مناطق أقلية الروهنغيا الميانمارية المسلمة، بولاية أراكان، غربي البلاد.
وأوضحت “ميركادو”، خلال مؤتمر صحفي عقدته بمقر مكتب الأمم المتحدة في جنيف، أنها أجرت زيارة لميانمار لتقصي أوضاع أطفال الروهنغيا في أراكان، في الفترة من 6 ديسمبر 2017، إلى 3 يناير الجاري.
وأضافت أن الظروف هناك تتلخص في “انتشار مستويات عالية من الخوف المميت”.
وتابعت: “ذهبت إلى راخين (أراكان) حيث تتقطع السبل بأكثر من 120 ألفًا من الروهنغيا في مخيمات قاسية، منذ عام 2012، بينما يعيش 200 ألف شخص آخرين في قرى يواجهون فيها قيودًا كبيرة على حرية التنقل والحصول على الخدمات الأساسية”.
وأشارت المتحدثة أن المنظمات الأممية “لا تعرف بعد ما هي الصورة الحقيقية لأوضاع الأطفال الذين ما زالوا في راخين، لأننا لا نملك سبلًا كافية تمكننا من الوصول إليهم”، مضيفة: “ما نعلمه يبعث على القلق العميق”.
* الصحة
وحول الأوضاع الصحية، قالت ميركادو: “قبل 25 غشت، كنا نعالج أربعة آلاف و800 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، ولم يعد هؤلاء الأطفال يتلقون العلاج المنقذ للحياة”.
وأضافت: “تم إغلاق جميع مراكز العلاج التي يديرها شركاؤنا، لأنها إما تعرضت للنهب أو التدمير، أو ربما لم يتمكن الموظفون من الوصول إليها”.
كما أكّدت فرض السلطات قيودًا “تجعل من الصعب للغاية على الروهنغيا مغادرة مخيماتهم لتلقي العلاج الطبي”.
وقالت: “لا يُمنح الإذن بالسفر لطلب المساعدة الطبية إلا إذا كان هناك مبرر معتمد من الطبيب، وتصريح السفر يكلف المال الذي لا يستطيع معظم الناس في المخيمات تحمله”.
* التعليم
وعلى صعيد التعليم، قالت المتحدثة إن طلاب الروهنغيا يتلقون تعليمهم في غرف مدرسية مؤقتة ومكدسة وضعيفة الموارد، مع مدرسين متطوعين لا يحصلون إلا على قدر ضئيل من التدريب الرسمي.
وقالت إنه لا توجد فصول كافية تستوعب أعداد التلاميذ، فيما لا توجد سوى مدرسة ثانوية واحدة بمدينة “سيتوي” التي تضم معظم المخيمات.
وأشارت أن فرص التعليم الجامعي لا تتوافر، و”لا يوجد أي مسلم التحق بالجامعة منذ عام 2012″.
وأردفت: “أطفال الروهنغيا بحاجة ماسة إلى التعليم، إذا كان لديهم أي نوع من الفرص لمستقبل أفضل”.
* ندوب العنف
وقالت ميركادو إن “مدينة ماونغدو (في أراكان) تحمل بوضوح ندوب العنف الأخير، فقد قامت الجرافات بتدمير مساحات واسعة من المناطق وتمت تسويتها بالأرض، كما تم إغلاق معظم المحلات التجارية، ولم يتبقّ سوى عدد قليل من الناس يمكن رؤيتهم في الشوارع، وعدد قليل جدًا من النساء بل وأقل من الأطفال”.
وتابعت: “تشير أفضل التقديرات لدينا تشير أن نحو 60 ألفًا فقط من الروهنغيا لا يزالون في ماونغداو، من أصل 440 ألفًا قبل 25 غشت”.
وأضافت: “نحن نسمع عن مستويات عالية من الخوف القاتل بين أطفال الروهنغيا في أراكان”.
وقالت: “تقف اليونيسف على أهبة الاستعداد للعمل مع حكومة ميانمار وحكومة ولاية راخين للوصول إلى جميع الأطفال، بغض النظر عن عرقهم أو دينهم أو وضعهم أو ظرفهم، من أجل توفير الحماية والمساعدة التي يحتاجون إليها، ونحتاج لتحقيق ذلك إلى الوصول المنتظم وغير المحدود إلى الولاية، بشكل عاجل”.
وذكرت ميركادو أنه “في حين تتجه أعين العالم إلى الوضع في راخين وكوكس بازار (حيث توجد مخيمات اللاجئين الروهنغيا في بنغلاديش)، ما يزال أكثر من 60 ألفًا من أطفال الروهنغيا منسيين ومحاصرين في 23 مخيمًا في وسط راخين، بسبب أعمال عنف تعود إلى عام 2012”.
وأضافت: “إن أسوأ المخيمات في حالة مروعة؛ فمخيم نغيت تشونغ 1 وونغيت توشنغ 2، في بلدة بوكتاو، لا يمكن الوصول إليهما إلا عن طريق القوارب، في رحلة مدتها 4 إلى 5 ساعات على القوارب المحلية”.
وتابعت: “إن أول شيء تلاحظه عند وصولك إلى المخيمات هو الرائحة الكريهة بسبب انتشار القمامة والفضلات البشرية”.
وشدّدت: “يتعين تحسين ظروف المعيشة الأساسية والحصول على الخدمات المنقذة للحياة على نحو عاجل”.
ومنذ 25 غشت الماضي، يرتكب جيش ميانمار ومليشيات بوذية متطرفة، جرائم واعتداءات ومجازر وحشية ضد أقلية الروهنغيا المسلمة في إقليم أراكان.
وتقول إحصاءات الأمم المتحدة، إن الجرائم المستمرة ضد الروهنغيا منذ سنوات، أسفرت عن لجوء قرابة 826 ألفًا إلى بنغلادش بينهم 656 ألفًا فروا منذ 25 غشت الماضي.