ذكرت تقارير صحافية بريطانية أن الأمير أحمد بن عبد العزيز، شقيق العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، يدرس البقاء في لندن كمنفى اختياري، بسبب تعليقات أدلى بها لمتظاهرين يمنيين أمام السفارة السعودية في العاصمة البريطانية، حول الحرب التي يقودها التحالف بقيادة الرياض في اليمن.
وقال موقع “ميد ايست آي” البريطاني في تقرير له نشره، يوم أمس الجمعة، إنه حصل على هذه المعلومة من مصدر قريب من الأمير أحمد بن عبد العزيز. وأشار الموقع إلى أن الأمير أحمد يفكر في عدم العودة إلى السعودية على خلفية التصريحات التي أثارت جدلاً في المملكة، ودفعت الأمير أحمد إلى إصدار توضيح بشأنها فيما بعد، والتي يبدو أنها أثارت غضب الملك سلمان وابنه ولي العهد محمد.
وكان الأمير أحمد بن العزيز وفي تسجيل مصور نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أيام، طلب من متظاهرين في العاصمة البريطانية عدم توجيه اللوم لجميع أسرة “آل سعود”، حول كل الأحداث التي تجري في المنطقة، قائلاً إن المسؤوليْن عن ذلك هما الملك سلمان، وولي عهده محمد. معرباً عن أمله في أن تنتهي حرب اليمن، اليوم قبل الغد.
وبعد تلك التصريحات، دعا سعوديون لمبايعة الأمير أحمد ملكاً على السعودية، مؤكدين أنه أفضل من الملك سلمان وولي العهد محمد.
وأثار الفيديو تكهنات بوجود خلاف مُحتَمَل في صفوف العائلة الحاكمة، وفي المقطع المُصوَّر الذي استغرق حوالي دقيقتين، بدا أن الأمير أحمد يسأل المحتجين عن سبب شكواهم إليه وإلى أبناء العائلة الآخرين، بدلاً من التقدُّم بالشكوى إلى أخيه وابن أخيه، أي الملك سلمان ووليّ العهد الأمير محمد بن سلمان. وقال لاحقاً إنه يتمنَّى أن تنتهي الحرب في اليمن، وفي أيِّ مكانٍ آخر في أقرب وقتٍ ممكن. ويظهر في الفيديو الأمير أحمد وهو يخاطب مجموعةً صغيرة من المحتجين يهتفون بالإنكليزية: «يسقط، يسقط آل سعود»، و «عائلة آل سعود المجرمة». وقال الأمير الذي كان في صحبته سفير السعودية لدى المملكة المتحدة: ما دخل جميع أبناء آل سعود؟ أفراد معينون قد يكونون مسؤولين. فما دخل العائلة بهذا؟». وعندما سأل محتجٌّ عن هوية المسؤول، قال الأمير أحمد إن الملك ووليّ العهد هما المسؤولان.
وفسَّر بعض السعوديين هذه التعليقات بأنها محاولةٌ لينأى بنفسه بعيداً عن القيادة، فيما يرى آخرون أنها لإظهار الدعم، بحسب وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية. وكانت هذه التصريحات غامضةً ولافتة، خاصة أنها صدرت من أحد أفراد العائلة المالكة السعودية، وتأتي في توقيت حساس للأمير، لا سيما وأن العائلة المالكة تحافظ على سرية شؤونها الداخلية، ومن النادر جداً أن تُطرَح أيُّ خلافاتٍ في العلن.
وقال موقع “تاكتيكال ريبورت” الاستخباراتي، إن الملك السعودي سلمان بن العزيز، يشعر بغضب شديد من تصريحات شقيقه الأمير أحمد بن العزيز. وأكد الموقع، نقلاً عن مصادر سعودية، أن الملك سلمان طلب من سفير الرياض في لندن الأمير محمد بن نواف، أن يجتمع فوراً مع الأمير أحمد، ويطلب منه العودة الفورية للمملكة بناء على أوامر الملك، من أجل تجديد بيعته.
ورغم أن وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) نقلت عن الأمير أحمد أن ما نشر على لسانه في لندن “غير دقيق”، إلا الموقع الاستخباراتي قال إن ذلك لم يكن كافياً لتهدئة غضب الملك سلمان، الذي كان يتوقع من الأمير أحمد أن يجدد بيعته بالولاء له، وأن يهاجم المعارضين السعوديين في الخارج، وينكر المزاعم حول ارتكاب جرائم حرب في اليمن.
وبعد ردود الأفعال التي أثارها مقطع الفيديو للأمير أحمد، أصدر الأخير الثلاثاء الماضي، بياناً رسمياً موجزاً قال فيه إنه كان يوضح بكل بساطة أن “الملك ووليّ العهد مسؤولان عن الدولة وقراراتها”. ونُشِرَ البيان في الصفحات الرئيسية لكثيرٍ من الصحف السعودية يوم الأربعاء 5 سبتمبر؛ إذ قال: “يستحيل تفسير ما قلت بأيِّ طريقةٍ أخرى”.
والأمير أحمد هو أصغر أبناء مؤسس المملكة، واعتبر من قبل المرشح المحتمل للجلوس على العرش. ونظراً إلى أنه شقيق الملك سلمان، فإنه أيضاً أحد «السديريين السبعة»، وهو جناح قوي داخل العائلة. وتشير بعض التسريبات إلى أن الأمير محمد كان واحداً من أصل 3 فقط، في هيئة البيعة البالغ عدد أعضائها 34 عضواً، لم يصوِّتوا على تعيين محمد بن سلمان ولياً للعهد. ولم تُحدِّد الحكومة هوية الأصوات الثلاثة. وكالات