تقرير رسمي للمارشال بيجو حول معركة إيسلي والرسائل المتعلقة بها
هوية بريس – ذ.إدريس كرم
نص الرسالة التي بعث بها المرشال بيجو لوزير الحرب قبل معركة إيسلي
لالة مغنية في 13/8/1844
السيد المارشال
منذ عدة أيام، أبلغت من قبل العرب، الخاضعين في ساحل ندرومة، وأعالي تافنا، بأن معسكر ابن الإمبراطور كان يُعزَّز كل يوم.
غياب التواصل مع مناصرينا في وجدة، صليات المدفعية، البنادق التي نسمعها صباح مساء من معسكر العدو، روح الشجاعة والوقاحة التي عرفناها تسود في ذلك المعسكر، كل شيء يشير إلى خطط عدائية على نطاق واسع، إنه بالنسبة لنا كما يمكنك أن تتخيل جيدا أن هذه الاستعدادات تجري لإجبارنا على إخلاء مواقعنا في لالة مغنية، وهو بحسب تصريحات المعسكر، ليس أقل من أخذ الجزء الأكبر من الجزاير منا، ولا يمكننا حتى أن نتصور أننا نستطيع أن نقاوم لحظة واحدة.
هذا الصباح جاء عندنا اصبايحي، مبعوثا من قبل الكولونيل يوسف، الذي فر من الأعداء منذ ثمانية أيام، وقال إنه زار جميع المعسكرات، بحجة البحث عن امرأة وأبوين، ويبلغ عدد تلك المعسكرات تسعة، وتقع على إيسلي، من الجرف الأخضر إلى سيدي عبد الرحمان، على مساحة فرسخين، أربعة معسكرات تتكون من الفرق المغربية أو المخزن، والخامس يحيط بمنزل ابن الامبراطور ومحظياته، وأمتعته، وخيوله، وما إلى ذلك، ويقول إن عدده كبير مثلنا، وتتكون المعسكرات الأخرى من وحدات قبلية.
ويقول عرب آخرون ممن شاهدوا معسكرات الخطوط المجاورة، أنه ليس هناك خمس فرق فقط، بل هي تتعزز يوميا بنحو 40 ألف رجل، يقول الصبايحي بأنه شاهد تسع قطع مدفعية، ستة منها للجبال، وثلاثة للميدان، وهناك قطعتا هاون، بمعنى إحدى عشر قطعة يقوم بتشغيلها منشقون إسبان وإنجليز.
ينتظر وصول معسكر آخر، مع الابن الثاني للإمبراطور.
لقد رأيت أننا لا نستطيع أن نبقى في موقف دفاعي لفترة طويلة دون التعرض لمخاطر جسيمة، ليس أقلها أن العدو يعزز نفسه كل يوم، ولكن الأهم من كل شيء هو أنه رغم تكاثره، لا يمنعني من تقوية جناحي لاستنهاض البلد خلفي.
ومما لا شك فيه أن من المتوقع عدم تغير نية القبائل المشكلة لأرتالي، سوء القادمة من تلمسان أو جماعة الغزوات، بعد انضمام الجنرال بيدو إلي بالأمس، قررت التقدم للأمام في هذا المساء مقدار ثلاث فراسخ في السهل لغاية دخول الليل، أوقفت أمر السير، تركت الكولون ينام بضع ساعات، مع بداية اليوم الموالي وصلت لإيسلي على بعد مرحلتين من معسكر العدو، توقفت هناك لمدة ساعة، إذا لم أجد عدوا سأروي الرجال والدواب، ثم أتقدم للهجوم إذا كان العدو ما يزال في نفس مكانه، وإذا كان قد رجع على عقبه فمن المحتمل أن أتوقف عند الجرف الأخضر للسماح بمرور الحرارة الشديدة وأهاجم في المساء أو على أبعد تقدير في صباح اليوم التالي.
لدي حوالي 8500 من المشاة و1400 فارس نظامي و400 فارس غير نظامي، و16 مدفع موزعة على أربعة فرق، بهذه القوة الصغيرة العدد سنهاجم هذه القوة المتعددة المكونة من 3000 فارس و10000 من المشاة و11 مدفعا لكن قواتي مفعمة بالحماس والثقة، معتمدة على النصر وضباطها، فإذا فهمنا ذلك فسيكون مثالا جديدا على أن النصر لا يكون دائما في جانب القوات الكبيرة العدد، لن يسمح بعد الآن بالقول إن الحرب ليست أكثر من لعبة حظ.
سيكون لي الشرف الكتابة إليك أيضا لإخبارك بالنتيجة بالضبط.
نص رسالة الجنرال كونت دولارو للسلطان مولى عبد الرحمان في مارس 1845
بعد معاهدة لالة مغنية لترسيم الحدود بين فرنسا والمغرب التي جرت بين هذا الجنرال وبين قايد وعامل وجدة احميدة بن علي الشجعي، والتي تلت معركة إيسلي الشهيرة، وجه الجنرال للسلطان الرسالة التالية بالعربية هذا نصها:
الحمد لله وحده، ولله ملك السموات والأرض:
إلى سعادة سلطان المغرب الأعظم، فخر ملوك الإسلام، مولاي عبد الرحمان بن هشام أيده الله، وبلغه الخير ما أراد، وأطال عمره آمين.
من عبد ربه سبحانه، الفارس الكونت دولارُو، وصاحب نيشان الافتخار الدولة الفرنصوية، وجنرال بعض عساكر سعادة سلطان فرانصة نصره الله، ونائبا عن حضرته، أعزه الله على تحديد بلد مملكة المغرب، وبلد مملكة الجزاير، ومفوضا التفويض التام بالحل والربط، وأن يحل ويعقد ويلتزم على كل حال، ما يجب لترسيخ المحبة الخالصة بين الدولتين.
بعد السلام اللائق بالمقامين
فالمعروض على مسامعكم الشريفة، هو أن سعادة سلطاننا، لما عينني مرسولا إلى ناحيتكم، لأجل التحديد المذكور أعلاه، ظن أن سعادتكم تسر بذلك، لأنكم كنتم تفضلتم علي بالقبول والرضا، وشرفت بمقابلتكم، وإنا نفتخر بذلك الافتخار التام، ونرجو أن تقبلوا كلامي الذي هو كلام سلطاننا المفوض إلى الأمر.
فسعادته أول ما أوصاني به خصوصا، هو أن نمتن ونصحح عقد الصلح الذي ثم حديثا بين ملِكَيْ المغرب والفرنصيص، ولأجل تسهيل الأمر الذي أُرسِلتُ لأجله، نستأذن منكم بأن نخلي العوائد المعلومة على جهة، لما كنتم أنعمتم عليَّ سابقا حين كنت أُرسِلتُ إلى سعادتكم، ونطلب منكم أن تقبلوا كتابي هذا، لأن مقصودي تعجيل الأوبة، وإنا نعلمكم بأن قدومي هذا ليس هو مقصورا على تحديد البلاد فقط، بل لبيان أمر مهم آخر، وهو أن سلطاننا تحقق عنده ما فعلتم قبل من الخير، وأن نيتكم دوامه، كما تحقق عندكم أن نيته ثبات الخير، وهو أفضل من كل فائدة.
وسبب الفساد الواقع بين الدولتين، إنما نشأ عن حلول الحاج عبد القادر بقرب الحدود، ولا يخفاكم أنه أصل كل فساد، وعنه ينشأ، وبفساده تنتقض المحبة المعقودة بين الدولتين، وهو الآن نازل في بلد قلعية، وتروهم في ضيافته وإعانته هو وسائر دائرته، وما ذلك إلا كذبه على القبائل بالتربيط والجهاد يختلهم بلا طاقة، وفعله هذا كذب محض، يزعم أن ليس آمرًا بالدين والجهاد.
ونيته بذلك أن يقيم رعية، ويختلس لنفسه القوة، ويضرم نار الفتنة بين الجانبين، لما علمتم أن مقصوده الأهم، إنما هو سعيه في إفساد رعية المغرب، وهذا الحال لا يخفى على سعادتكم، وفيه خطر كبير للدولتين، ولأجل مصالح الفريقين، وجب علينا إزالة هذا المرض، خوفا من زيادته، لأن الذي يحب حفظ الصحة، الواجب عليه اتقاء ما فيه زوالها، فعليكم مسامحتنا، فإنا نذكركم أني حين جئت عندكم سابقا منذ ثمان سنين، وبذلت قصارى جهدي عند سعادتكم، وعند وزيركم الطيب البياز، وبينت لكم كل الفساد الذي سيصدر من الحاج عبد القادر، وكنت حذرتكم من بيع السلاح وآلة الحرب له، لما علمت أنه لا بد أن يطرد من مملكته، لأنه لا يستطيع المقاومة.
ومن المعلوم أنه لا يلجأ إلا إليكم، وربما جر لنواحيكم البلاء المحيط به، وكل ذلك وقع بإذن الله، فترجوا سعادتكم العمل بكلامي، وتبذل مجهودك في إزالة الحاج عبد القادر، لأنك ألزمت نفسك بذلك بواسطة الشرط الرابع من شروط الصلح الذي انعقد، ووافقتم عليه بطابعكم.
فالتحرض الذي حرضني سلطاننا عليه لأجل الوفاء بهذا الشرط، وهو يبين لكم أن نيته دوام الخير وأمر محقق ظاهر ما يثبت الخير بوجود الحاج عبد القادر بمجاورة الحدود، واليوم إن حصل لكم مانع سري لأجل ذلك، فالطريقة الموافقة أكثر من كل شيء، هو أن ترسل أحد عمالكم من خواص حضرتكم وكنز سركم، وتكفلوه بكامل أسراركم عند سلطاننا، وهو يتكلم عند سعادته بجميع أموركم، وما يلزم أن نبين لكم أنه يكون مقبولا بالفرح والسرور، كما هي عادة الملوك، كما فعل جدكم المعظم المبجل المفتخر مولاي اسماعيل، حين أرسل إلى جد سلطاننا لويز الرابع عشر، فلا نقدر نحن ولا أنتم ننسوا الخير الذي صدر من هذه الرسالة بين النصارى والمسلمين.
فتجديد هذه المراسلة تحصيل فوائد شتى، من جملتها: تجديد الشروط التي وقعت بين الأسلاف السابقين على التجارة وغير ذلك، وامتثال أمر سلطاننا الذي بفعله نسى جميع من مضى من الفتنة التي اشتعلت بواسطة الشيطان من غير نية الجانبين، والحاصل بهذه المراسلة تظهر المحبة على عيون الجنوس كلهم، والآن أنا قادم إلى الحدود لأجل تحديد البلاد مع نائبكم إن شاء الله، وحين نكمل ذلك يأتيني مكتوبكم برضاكم موافقا لحين التمام، أو بإرسال نائب من سعادتكم وبموجب مرسومكم الشريف متضمنا الانتظار بتلمسان أو نقدم إلى طنجة ونركب في مركب سلطاني، ونذهب سوية لباريز، وتكون له حرمة ورفعة كما يليق بمرسول سعادة الأعظم، سلطان الإسلام الذي صار الآن محبا للدولة الفرانصوية، وفي هذا كفاية والسلام.
بتاريخ صفر عام 1261 وبأمر المعظم الجنرال المذكور الواضع طابعه فيه.
وأعلمكم أيضا أن خليفة سلطاننا المعظم المارشال بيجو، الضامن العافية في الوطن، قد أخبر السلطان أنه كاتبكم، وكاتب ابنكم بما فيه مصلحة الفريقين، وأن سبب الفتنة، هو وجود الحاج عبد القادر في الحدود، وأخبره أنه حذركم، فلا تظنوا أنه غير عالم بذلك، فقد علم كل الواقع في الوطن، وقد كتبنا لك كتابين أحدهما برا، والآخر بحرا، مضمنهما واحد، وقد حط خط يده أسفا.
تقرير رسمي للمارشال بيجو حول معركة إيسلي
معسكر قرب كدية عبد الرحمان في 17غشت 1844
ابن الإمبراطور مولاي عبد الرحمان، لم يرد على الرسالة التي كنت قد كتبتها إليه، بعد مطالبته بإخلائي لالة مغنية إذا أردت السلام.
وكان يقوم بتعزيز فواته يوميا بوحدات جديدة، ويزداد فخرا بها، وكان هناك حديث علني عن الإستيلاء على تلمسان ووهران ومعسكر وحتى الجزاير العاصمة، لقد كانت حملة جقيقية لإقامة الشؤون الإسلامية.
كنت أعتقد أنه من المستحيل مقاومة أكبر تجمع مشهور للفرسان في إمبراطورية المغرب.
لم يكن من المتوقع أن نتعرض للهجوم إلا بعد وصول وحدات المشاة من بني يزناسن والريف، التي كانت ستهاجمنا عبر الجبال التي تقع لالة مغنية في سفوحها بينما كان يحيط بنا من جميع نواحي السهل.
لكن مخاطر الإنتقال الطويل دفعتني لأخذ زمام المبادرة.
لقد ألقت الأيام التسعة في أذهان القوات المتواجدة خلفي بعض الشك والإضطراب، نتيجة تقاعسنا عن التحرك بسبب الخوف، حيث كانت الأطراف المعادية هاجمت بالفعل قوافلنا المنتمية لجماعة الغزوات مرتين، لكن عزيمة القبايل القريبة كادت أن تنطفئ حماستها، مستطلعين جاءا لغاية لالة مغنية ببندقيتيهما وهاجما مراكزنا المتقدمة.
إن الشك في قواتنا لفترة طويلة وفي استعدادنا لمحاربة الخصوم الذين نواجههم قد يثير خلفنا ثورات من شأنها بغض النظر عن الإحراجات الأخرى أن توقف تموين قوات جيش الغرب، أفضل في هذه الحرارة المفرطة استقبال المعركة التي سأقاتل فيها العدو البعيد عني بثمانية مراحل.
لكن مخاطر الإنتظار الطويل دفعتني لأخذ زمام المبادرة.
بعد أن حفزني الجنرال بيدو في اليوم الثاني عشر12 مع ثلاث فرق 3 وستة 6 فصائل تقدمت للأمام يوم 13 على الساعة 3 بعد الظهر، وقمت بمحاكاة حفرة كبيرة حتى لا أسمح للعدو أن يفهم أنها كانت بالفعل حركة هجومية.
عندما حلّ الليل عاد العلافة للكولونات، وعسكرنا بنظام وهدوء من غير إشعار نيران، في الساعة 2 الثانية صباحا بدأت التحرك، لقد تجاوزت النقطة المعزولة من اليوم لأول مرة دون أن أقابل العدو، وصلنا الساعة الثامنة 8 صباحا إلى مرتفعات جرف لخضر، وألقينا نظرة على كل المعسكرات المغربية وهي في مكانها، الممتد على تلال الضفة اليمنى.
تم وضع كل الفرسان الذين سيهاجموننا في الأمام، على الممر الثاني للوادي، وفي وسط كتلة كبيرة تقع على الجزء العلوي رصدنا تماما مجموعة ابن الإمبراطور، من خلال أعلامه ومظلته التي ترمز لمقر أركانه، وكانت هذه هي النقطة التي أعطيتها لقيادة الكتيبة الواقعة تحت إمرتي المباشرة، وصلنا هناك فوجهت نيران المدافع الأربعة المرافقة لي، وفجأة ظهرت مشكلة كبيرة في هذه اللحظة، انطلقت حشود ضخمة من سلاح الفرسان من كلا الجانبين، خلف التلال، مهاجمة جناحي ومؤخرتي، كنت محتاجا لثبات كل مشاتي، لا يجب أن يبدوا على أي فرد منها ضعفا، قناصتنا على بعد 50 خطوة من المربع، كانت تسير بخطوات ثابتة للأمام دون تهيب، وقد أمرت بالإنبطاح على الأرض، إذا وصلت الحمولة عندهم، عليهم ألا يضايقوا نيران المربع، على الزوايا الميتة للفوج المدفعية ستعتمد على الرشاشات، جموع الأعداء بدأوا يتوقفون ويدورن، سرعت في انسحابهم ورفعت من اضطرابهم عند تراجعهم على أعقابهم، مدافعي الأربعة التي تسير على رأس المجموعة بمجرد ما رأيت جهود العدو على جناحي انكسرت واصلت تقدمي للأمام فانتزعت التلة الكبيرة وحولت المعسكر لمسرح العمليات.
فرسان العدو وجدوا في وضعية انقسام نتيجة هذه العملية، وبفضل تقدمي انقسموا قسمين، اعتقدت أنه قد جاءت اللحظة التي أخرجتني للنقطة الرئيسية التي من المفترض الدفاع عنها بالمشاة والمدفعية.
أمرنا الكولونيل طارطاس بترتيب أسرابه التسعة عشر على اليسار، بحيث تكون مؤخرة قواته على الضفة اليسرى لنهر إيسلي، الكولونيل يوسف كمندار الصف الأول المتكون من ستة فصايل اصبايحي بأن يكون قريبا منه ليدعمه في المؤخرة بثلاثة فصائل من الرابع رماة، بعد أن أشهر عدد مهم من الفرسان سيوفهم اجتاح الكولونيل يوسف ذلك معسكر الضخم بعدما تلقى عددا كبيرا من دعم المدفعية ووجد عددا من الفرسان والمشاة يتنازعون الميدان.
خطوة خطوة وصلت فصائل الإحتياط الثلاثة من قناصة الرابع، فظهر معطا جديدا تمثل في دافع استيلاء المدفعية على المعسكر كان مغطى بجثث القتلى من الرجال والخيول، كان كل شيء مبعثر، المدفعية ومعدات الحرب والإختراق، خيام ابن الأمبراطور، وخيام قيادته، ومحلات العديد من التجار المرافقين للجيش، كلها بكلمة واحدة بقيت في يد قواتنا، لكن هذه الحلقة الرائعة من الحملة كلفتنا غاليا فقد فقدنا أربعة ضباط اصبايحية، وخمسة عشر اصبايحي، وقناص قتلى، وعدد آخر من الجرحى في هذه الأثناء شاهد كوماندار الثاني والثالث مجموعة كبير من الفرسان تندفع مرة أخرى على جناحي الأيمن، فتجاوز واد إيسلي متصديا لهم قصد كسر هجومهم مهاجما إياهم من جهة جناحة الأيمن، وبالفعل فشل ذلك الهجوم الذي استهدف مشاتنا، لكن الكولونيل موريس جاء لدعم المعركة غير المتكافئة لم يكن قادرا على الإنسحاب دون تعريض نفسه للهزيمة، فقرر مواصلة القتال حتى تصله الإغاثة.
بعد نصف ساعة من القتال، شاركت فيه الفصائل الستة على التوالي شارك فيه قناصتنا ببسالة، فتمت إصابة حوالي 300 فارس بربري، أو من عبيد البخاري.
وأخير رأى الجنرال بيدو قائد الجناح الأيمن الخطر الهائل الذي يمثله الجناح الأيمن فوجه القوات نحو الأعداء المتواجدين على جوانب المرتفعات، وكلف الكولونيل موريس بمطاردة المتراجعين في المضيق وغيره من الأماكن التي توجهوا نحوها…
ترك المغاربة في ميدان المعركة على الأقل 800 قتيلا معظمهم تقريبا من الفرسان، المشاة أفلتوا منا عبر الوديان، علاوة على ذلك فقد هذا الجيش كل عتاده، وقد أصيب منه ما بين 1500 إلى 2000 جريح، أما خسارتنا فكانت عبارة عن مقتل أربعة 4 ضباط وجرح 19 آخرين ومقتل 23 ضابط صف أو جندي وجرح 86.
معركة إيسلي في رأي الجميع، تكريس لغزونا الجزاير، كما يمكنها تسريع وتيرة إنهاء خلافاتنا مع امبراطورية المغرب..
———————
توقيع: المرشال بيجو marechal bugeaud
في: la guerrre au maroc :mordaeq henri 1904
(ص:164-170).