تقرير.. شمال غزة يُباد.. إسرائيل تنتقم من العائلات الصامدة بمذبحة فظيعة

30 أكتوبر 2024 00:02

هوية بريس – وكالات

يواصل الجيش الإسرائيلي ارتكاب مجازر بشعة بحق الفلسطينيين الذين رفضوا أوامر التهجير القسري من محافظة شمال قطاع غزة وقرروا البقاء في منازلهم وأراضيهم.

وضمن عمليته العسكرية المتواصلة منذ 25 يوما التي تستهدف مخيم جباليا وأحياء وبلدات شمال قطاع غزة، ارتكب الجيش الإسرائيلي عددا من المجازر مخلفا آلاف الضحايا بين قتلى ومصابين ومفقودين تحت الأنقاض.

آخر المجازر الإسرائيلية، استهدفت منزلاً لعائلة “أبو نصر” بمنطقة “مشروع بيت لاهيا”، كان يتكون من عدة طبقات ويقطنه 200 شخصا.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة في بيان، إن “جيش الاحتلال يرتكب مذبحة فظيعة بقصف عمارة سكنية في بيت لاهيا فيها أكثر من 200 مدني استشهد منهم 93 شخصا، وأكثر من 40 مفقودا وعشرات الإصابات”.

وأضاف المكتب أن “جيش الاحتلال كان يعلم أن العمارة السكنية فيها عشرات المدنيين النازحين وأن غالبيتهم من الأطفال والنساء الذين شردهم من أحيائهم المدنية السكنية”.

وتابع: “تأتي هذه الجريمة الجديدة بالتزامن مع خطة الاحتلال بإسقاط المنظومة الصحية في محافظة شمال غزة وتدمير المستشفيات الأربعة وإخراجها عن الخدمة، وكذلك بالتزامن مع منع الاحتلال لإدخال العلاجات والأدوية والمستلزمات الطبية”.

أهوال المشهد

سائد الغرباوي شاب فلسطيني يتواجد بمنطقة قريبة من مكان المجزرة، يصف الحدث قائلا: “كان انفجارا ضخما كأنه زلزال، اعتقدنا أن الغارة الإسرائيلية دمرت عددا من المنازل في ذات اللحظة من هول التفجير”.

ويقول الغرباوي لوكالة الأناضول: “بعد الخروج للشارع تفاجأ الجميع باستهداف عمارة عائلة أبو نصر التي تضم الكثير من الناس داخلها من أهل البيت وأقاربهم الذين نزحوا إليهم إضافة لأضرار بالغة ودمار في المنازل المحيطة”.

ويضيف: “كانت مشاهد قاسية، كثير من الجثث تقطعت إلى أشلاء وتناثرت في الشارع وفوق أسقف المنازل المجاورة وفوق ركام المبنى المقصوف”.

ويتحدث الغرباوي عن “حالة عجز كبيرة في المكان، لا أحد يستطيع فعل شيء أمام هول المجزرة والكارثة، لا يوجد إسعافات أو دفاع مدني ليساعد في إسعاف الجرحى ونقل الشهداء إلى المستشفى”.

ويتابع: “كنا نسمع أصوات تصرخ من تحت الركام لكن للأسف لا أحد يستطيع فعل شيء فلا معدات ولا مقدرات ولا أي شيء”.

ويوضح أن “السبب في ذلك هو أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أخرج طواقم الطوارئ عن الخدمة بعد استهدافهم وتدمير مركباتهم خلال العملية العسكرية”.

ويلفت الغرباوي إلى أن “الأهالي حاولوا بأدوات بدائية وبسيطة البحث عن الجثث وإخراج العالقين من تحت الأنقاض لكن المحاولات كانت مبكية سيما وأن هناك أصوات كانت في الأسفل لا يمكن الوصول إليها”.

وحمل الأهالي ما تمكنوا من الوصول إليه من جثث ومصابين إلى مستشفى “كمال عدوان” الذي خرج عن الخدمة قبل أيام إثر اقتحامه من الجيش الإسرائيلي وتخريبه.

ويحكي الغرباوي أن “الطواقم الطبية قليلة جداً في المستشفى ولم تتمكن من التعامل مع كل ما وصل لها من مصابين ولعدم وجود أي إمكانيات طبية بالمكان”.

ويروي أن “الشهداء كُفنوا بقطع قماش وأغطية لعدم وجود أكفان بيضاء، ودفنوا في ساحة سوق مشروع بيت لاهيا لخطورة الوصول إلى المقبرة الرسمية”.

ثمن الصمود في الشمال

من جانبه، يقول محمد أبو نصر وهو أحد أقارب العائلة التي استهدفت إن “المبنى كان فيه أكثر من 200 شخصا، وهناك عائلات كاملة محيت من السجل المدني أماً وأباً وأطفالاً”.

ويزيد: “العائلة (المستهدفة) مسالمة ومدنية ولا صلة لها بالتنظيمات العسكرية ولا تخبئ أي مختطفين لكي يبرر استهدافها”.

ويذكر أبو نصر أن “العائلة رفضت الانصياع لأوامر النزوح الإسرائيلية وترك منزلها شمال قطاع غزة وهذا هو السبب الأول لاستهدافها”.

ويضيف: “العائلة فتحت أبوابها لكثير من النازحين الذين لجؤوا إليها بسبب القصف الإسرائيلي منذ بداية حرب الإبادة الإسرائيلية وعززت صمود العائلات”.

عجز الطواقم الطبية

وقال مدير المستشفيات الميدانية بغزة مروان الهمص، إن “الطواقم الطبية لا تستطيع إسعاف عشرات المصابين في مجزرة بيت لاهيا بسبب نقص الإمكانات والمستلزمات الطبية”.

وأضاف الهمص في تصريح صحفي، أن معظم المصابين في مجزرة مشروع بيت لاهيا قد يستشهدون في أي لحظة بسبب نقص الإمكانات.

ودعا الهمص، العالم إلى إرسال وفود طبية متخصصة لإسعاف عشرات المصابين في مستشفى كمال عدوان.

وفي الوقت نفسه، ذكر شهود عيان للأناضول أن الجيش الإسرائيلي يقصف محيط مستشفى كمال عدوان، أثناء إسعاف مصابي مجزرة مشروع بيت لاهيا.

وفي 5 أكتوبر الجاري بدأ الجيش الإسرائيلي عمليات قصف غير مسبوق على مناطق واسعة شمال القطاع، قبل أن يجتاحها في اليوم التالي بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها”، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجيرهم.

وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، حرب إبادة جماعية على غزة خلفت أكثر من 144 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

المصدر: وكالة الأناضول.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M