تهديد وزير الأوقاف ومطالب بـ”نقابة الخطباء”!
هوية بريس – حكيم بلعربي
في أسلوب مشحون بالتهديد خرج وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية متوعدا من اختاروا عدم الالتزام بالخطبة الموحدة، التي قرر المجلس العلمي الأعلى الذي يرأسه أمير المؤمنين على أنها لا تعدو أن تكون مقترحة غير ملزمة.
فقدم أحمد التوفيق إحصائية يعلم كل متابع للخطباء والمساجد والشأن الديني بالمغرب أنها مغلوطة وملبسة تروم تخويف الخطباء وإرهابهم.
هذه الإحصائية التي تزعم أن 95 في المائة من الخطباء يلتزمون بالخطبة المقترحة وأن 5 في المائة فقط من يخرجون عليها.
فقال في إساءة أثارت ردود فعلا غاضبة ومستنكرة، متهما نواب أمير المؤمنين بالمرض: “لكن تساءلوا عن 5 بالمائة: لماذا لا يأخذون بها؟ بمعنى أن في هذا الجسم مرضا ينبغي أن يداويه العلماء، لا يجوز أن يكون العلماء وفي حوزتهم من لا يأخذون بهذه الخطبة”.
فهل يريد الوزير من القامات العلمية المغربية التي نفاخر بها العالم، والتي تعتلي المنابر من أمثال العلامة مصطفى بن حمزة والعلامة الروكي والعلامة بلمدني والعلامة محمد جميل والدكتور سعيد الكملي…. أن يقرأوا على الناس خطبة جاهزة من الوزارة تفتقر لمعايير الخطبة المؤثرة؟!
ألا يعد هذا إزراء بهذه القامات العالمية التي هي أكبر من أن تُلقن حروفا وكلمات؟!
أكثر من هذا تساءل الوزير الوصي على الشأن الديني “من أين يأخذون خطبهم؟ ماذا يقولون فيها؟ وماذا يجدون أنه حري أن يسمعه المؤمنون وفيه مرضاة الله من غير ما يرد في هذه الخطب (يقصد الموحدة)، بمعنى أن هنالك مرضا يجب أن ينتبه إليه من جملة أمراض عديدة”.
وحوابا على هذا الخطاب قال متابعون “ما كان أغناك عن هذا يا وزير التاريخ إن عرف العلماء أن من العيب المسقط أن يُلقن العالم ما يقول”.
وأضاف آخرون “إن العلماء أعلم من الوزير بما يصلح للخطبة من حيث الزمان والمكان، وإنهم لم يكونوا عشوائيين أو فوضويين حتى ينتظروا من التوفيق أن تأتي ليسدد لهم الخطة ويلقنهم ما ينبغي يقال”.
فيما عقب مستنكرون:
– “المرض يا معالي الوزير هو أن تتعامل بسلطوية أمنية بوليسية تعود لعهد الرصاص الذي قطعت معه الدولة المغربية وما زلت تحن إليه ولو من غير سلاح”.
– وهل “بمثل هذه الحمولة الغضبية يعامل من يقومون بمهمتهم خالصة لوجه الله وليس انتظار المبلغ الحقير الهزيل المتمثل في 400 درهم في الشهر”؟
– اسأل نفسك معالي الوزير: هب أنك كنت مشرفا على قطاع آخر له نقابة قوية كالتعليم أو الصحة … هل كنت ستجرأ على سب الموظفين؟؟”.
هذا وقد علق محللون بأن الخطاب العدواني للوزير اتجاه العلماء والخطباء يمكن أن يدفع بباقي القيمين الدينيين للتفكير في تأسيس نقابة تدافع عن حقوقهم وتحفظ كرامتهم وتقلم أظافر من يسيء الأدب معهم وذلك من أجل الحفاظ على الحقوق التي تضمن الاستقلالية وأداء منبر الجمعة للدور المنوط به تاريخا وواقعا.