تهمة الإسلام السياسي
هوية بريس – د.رشيد بنكيران
الإسلام السياسي هو مصطلح حادث، أصبح له انتشار واسع في مجالات متنوعة، بدأ استعماله في الإعلام السياسي وفرض نفسه على الباحثين والمنظرين.
يطلق هذا المصطلح في الإعلام وعند الأكادميين والساسة الغربيين ومن يدور في فلكهم للتعبير عمن يعتقد أن الإسلام نظام شامل يدمج بين التدين والأخلاق والسياسة، ويدعو كل المسلمين إلى وجوب اتباع رسالة الإسلام عقائديا وشرائعيا ومنهاجا، ويسعى إلى توقيع رسالته على جميع مناحي الحياة بما في ذلك الوصول إلى الحكم وتدبير الشأن العام.
والإسلام السياسي بالتفسير الذي ذُكر هو الإسلام الذي بعث الله به نبيه محمدا عليه الصلاة والسلام وأرسله للعالمين، فإن الله عز وجل أنزل القرآن ليطبق في جميع مناحي الحياة {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)} [الأنعام].
ومن مكر الأعداء فإنهم يلتجئون إلى حيل خبيثة تدفع عنهم من حيث الظاهر عداوتهم للإسلام الصريحة فيخلقون مصطلحات ضبابية ويختبئون وراءها، ويصفون بها المتمسكين بالدين الصحيح ويحملونها من المعاني ما تجعل هؤلاء المتمسكين عرضة للشك والريبة في المجتمع أو العالم. ومن هذه المصطلحات الإسلام السياسي، فقد اختزل فيمن يرغب من المسلمين للوصول إلى الحكم وتدبير الشأن العام إلا أنه ألصقت به تهمة استغلال الدين لتحقيق رغبته. وهذه الأخيرة تهمة جاهزة لا برهان لها من الواقع، والمقصد من إرسالها الطعن في مصداقية العاملين، وبالتبع التنفير من الإسلام االسياسي الذي هو جزء من الدين الصحيح.
فأنت أيها المسلم لو آمنت بشمولية الدين عقيدة وشريعة وأخلاقا وأحقيته في تدبير الشأن العام فإن سهام الأعداء تتربص بك لكي تصيبك بتهمة الإسلام السياسي.