توجيهات للآباء بعد نجاح الأبناء..

هوية بريس – د.يوسف فاوزي

فنحمد الله تبارك وتعالى على نعمة توفيق أبنائنا وبناتنا في امتحانات البكالوريا، وهي نعمة تستحق الحمد والشكر للمولى سبحانه، ونسأله جل وعلا أن يعين من سيضطر لولوج الدورة الاستدراكية وأن يجعل التوفيق حليفه آمين.

وأحب في هذه المناسبة أن أتحدث عن توجيهات للآباء تتعلق باختيارات الأبناء لما بعد البكالوريا، لوجود اضطراب لدى الآباء والأبناء في مسألة التوجيه والاختيار، فأقول وبالله التوفيق:

1- يجب أولا إعطاء الأبناء فرصة للراحة النفسية بعد فترة الضغط النفسي أيام الامتحانات، وعدم الربط السريع بالبحث عن الاختيارات الجامعية، تفاديا للارهاق النفسي.

2- يجب أن نشعر أبناءنا من الآن بأنهم كبار، ولقد حان الوقت لتحمل المسؤولية، بأن يختاروا ما يرونه منسجما مع ميولاتهم ورغباتهم وقناعاتهم الشخصية، دون فرض الاجبار في الاختيار.

3- اشعار الأبناء بعدم تضخيم الموضوع، وأن الأمر يحتاج فقط إلى القليل من التركيز والجرأة.

4- يجب أن نغرس في أبناءنا عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر، وأن الله سبحانه و تعالى تكفل بأرزاقنا، والمستقبل رزق بيد الله فلا داعي للتفكير فيه، فالرزاق هو الله جل في علاه.

5- لا ينبغي أن ندفع بأبناءنا إلى فخ المقارنة بالآخرين، بل يجب أن يقتنع هو باختياراته وأن يعتز بها، وأن أي تخصص يتيح لك فرصة عمل فهو عمل شريف.

6- تربية الأبناء على عبادة الدعاء واللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بصلاة الاستخارة، مع اتخاذ الأسباب المشروعة ثم التوكل عليه سبحانه.

7- سؤال أهل الخبرة من رجال التعليم والاستئناس بتوجيهاتهم، وهنا أحذر الأبناء والآباء من الإفراط في المشاركة فيما يسمى بالدورات التدريبية، فالناظر في أغلب هذه الدورات أنها عقدت الأمور بدل تيسيرها، خصوصا أن الكثير من مؤطريها من المتطفلين، والناصح مؤتمن.

8- تقوى الله هي سبيل النجاح، قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)؛ {الطلاق:2-3}.

وفق الله فلذات أكبادنا لكل خير، آمين آمين، والحمد لله رب العالمين.