تَعرَّفْ على قصة مسلمي الهند الذين أعدمتهم بريطانيا لرفضهم القتال ضد العثمانيين

06 ديسمبر 2021 15:33

هوية بريس – وكالات

إن الدعم المعنوي والمادي الذي قدمه مسلمو الهند للإمبراطورية العثمانية والأتراك خلال الحرب العالمية الأولى وحروب التحرير والاستقلال بقيادة أتاتورك بين عامَي 1919 و1923 هو مجرد واحدة من القضايا التي بقيت راسخة في أذهان الأتراك ووجدانهم حتى يومنا الحالي. فقد تنوع الدعم الهندي بين المساعدة في شراء ذخيرة الأسلحة والأدوية والمواد الغذائية والملابس مروراً بإرسال مبالغ كبيرة من الدعم النقدي والذهب ووصولاً إلى أنشطة الضغط والعصيان العسكري والمدني الذي يجري تنظيمه من خلال “لجنة الخلافة الهندية”.

جانب آخر غير معروف من الدعم الذي قدمه مسلمو الهند هو أعمال العصيان العسكري والتمرد ضد الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الأولى، فقد اندلعت في 15 فبراير 1915 واحدة من أخطر الثورات العسكرية الهندية ضد الحكم البريطاني في سنغافورة إحدى مستعمرات الإمبراطورية البريطانية في الشرق الأقصى آنذاك.

وتمرد سنغافورة المعروف أيضاً باسم تمرد السيبوي أو تمرد فوج المشاة الخفيفة الخامس، هو تمرد شنه قرابة نصف فوج مكون من 850 سيبوي (جندي هندي مسلم) ضد البريطانيين في سنغافورة خلال الحرب العالمية الأولى رفضاً لإرسالهم لمحاربة الدولة العثمانية، وانتهى بردة فعل وحشية من قبل قوات الاحتلال البريطاني.

نداء الخليفة العثماني

مع بدء الحرب العالمية الأولى رسمياً ودخول الإمبراطورية العثمانية الحرب إلى جانب حلفائها الألمان حث السلطان العثماني محمد الخامس جميع المسلمين في العالم على حمل السلاح ضد الإمبراطورية البريطانية وحلفائها.

كانت دعوة السلطان هذه مهمة للغاية إذ كان يعيش وقتها ما يقرب من نصف سكان العالم المسلمين تحت الحكم البريطاني أو الفرنسي أو الروسي، وكان هؤلاء المسلمون يرون في السلطان العثماني خليفتهم وقائدهم. فمنذ انتقال الخلافة الإسلامية إلى إسطنبول في عهد السلطان سليم الأول عام 1517 أصبح السلطان العثماني رأس هرم نظام الخلافة الإسلامية الذي بدأ بوفاة محمد واستمر حتى إلغاء نظام الخلافة وتأسيس الجمهورية التركية الحديثة.

فعلى الرغم من أن العثمانيين كانوا في أضعف حالاتهم، فإن تأثيرهم على العالم الإسلامي استمر حتى الأيام الأخيرة من عمر الخلافة الإسلامية، وبقي نفوذهم مستمراً من أوروبا إلى الشرق الأوسط ومن إفريقيا إلى أبعد مناطق آسيا، حيث أشعل مسلمو الهند تمرد سنغافورة بداية عام 1915.

انتفاضة سنغافورة

بعد وقت قصير من وصول فوج المشاة الخفيف الخامس إلى سنغافورة الذي يتألف بالكامل من مسلمي الراجبوت والمغول والبشتون، وهم من القوميين الهنود المنتمين إلى “حزب قدر” المعروفين بجهودهم في الكفاح من أجل الاستقلال ضد بريطانيا، أعلنت الدولة العثمانية “الجهاد الكبير” ضد بريطانيا وحلفائها.

وكان لانتشار الشائعات التي تفيد بأنه بدلاً من إرسالهم إلى هونغ كونغ، سيجري إرسالهم للقتال ضد الإمبراطورية العثمانية والمسلمين، دور أساسي لاشتعال الانتفاضة ضد أعداء الأمة الحقيقيين وهم بريطانيا وفرنسا.

وفي يوم 15 فبراير 1915 ثار 850 مسلماً هندياً (جندياً سيبوياً) ضد القادة البريطانيين، مما أسفر عن مقتل 40 ضابطاً بريطانياً والاستيلاء على أسلحتهم وذخائرهم. استمرت الانتفاضة نحو 7 أيام إذ انقسم المنتفضون إلى ثلاث مجموعات ولم ينجحوا بالسيطرة على الحصون والترسانات وحسب، بل أطلقوا سراح سجناء ألمان نمساويين محتجزين في السجون ومعسكرات الاعتقال البريطانية.

ردة فعل وحشية

خوفاً من أن يؤدي ما حدث في سنغافورة إلى مزيد من التمردات والثورات في المستعمرات الأخرى عاقبت الإدارة الاستعمارية البريطانية الأسرى الهنود بوحشية، بعدما تمكنت من قمع التمرد بدعم من قوات البحرية لدول الحلفاء. ففي حين تعرض معظم المشاركين في التمرد البالغ عددهم 850 جندياً وأكثر من 200 ضابط للإعدام شنقاً أو رمياً بالرصاص، حكم على القلة المتبقية بالسجن والمحاربة ضد الألمان شرقي إفريقيا.

ومن ناحية أخرى، بينما بدأت محاكمات الجنود الهنود المسلمين المنتمين إلى فوج المشاة الخامس في المحاكم العرفية وإعداماتهم، أطلق البريطانيون دعاية مضادة لإخفاء المدى الحقيقي للحادث وإضعاف تأثيره. وأعلن من خلال البيان الرسمي والصحافة أن التمرد اندلع بالفعل بسبب رفض البريطانيين مطالب الفوج الذي أراد القتال في أوروبا.

تجدر الإشارة إلى أن حادثة أخرى تمرد فيها الجنود الهنود المسلمون، وهي معركة “كوت العمارة”، حيث رفض الجنود الهنود في الفرقة السادسة الذين أخذوا إلى البصرة لغزو العراق عام 1916. وبدلاً من مهاجمة الأتراك بدأ الجنود مهاجمة زملائهم البريطانيين، وهربوا كلما وجدوا الفرصة من أجل الانضمام إلى الجيش العثماني، حسب “TRTعربي”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M