ثلاث ملاحظات بخصوص بيان العدل والإحسان بشأن قرار مجلس الأمن

هوية بريس- د.نور الدين لشهب

ثلاث ملاحظات بخصوص البيان الذي أصدرته الامانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان:

الملاحظةالأولى: في الشكل والخطاب

البيان صيغ بلغة متوازنة تمزج بين الخطاب الوطني والخطاب المبدئي المعارض، ويحاول تقديم موقف “وسطي” يربط بين الدفاع عن الوحدة الترابية ورفض “الاستبداد والفساد”.

يقدم البيان/الوثيقة قراءة سياسية هادئة للقرار الأممي دون انفعال، مع تقدير واضح لجهود الأمم المتحدة، وهو ما يضفي على الخطاب بعدا عقلانيا ومسؤولا.

الملاحظة الثانية: في المضمون والموقف السياسي

البيان يعرب عن موقف الجماعة الواضح، وهو موقف عام للجماعة رافض لأي مشروع يؤدي إلى تفتيت وحدة المغرب أو تمزيق نسيجه، وبالتالي فإن الوحدة الترابية مبدأ غير قابل للمساومة.

في المقابل، يشدد البيان/ الوثيقة على أن هذه الوحدة لا تغني عن ضرورة الإصلاح السياسي والديمقراطي.

ترى الجماعة أن قرار مجلس الأمن يمثل “خطوة مهمة” نحو حل معقول، لكنها تشترط أن يتم تفعيل مقترح الحكم الذاتي في إطار ديمقراطي وشفاف، بما يحقق التنمية والعدالة في الأقاليم الجنوبية.

وتربط الوثيقة بين القضية الوطنية والإصلاح السياسي، وهي من أهم أفكار البيان:

ــ تؤكد الجماعة أن الوحدة الترابية والديمقراطية وجهان لقضية واحدة.
ــ ترفض الوثيقة (شخصيا اعتبر البيان وثيقة) فصل الدفاع عن الصحراء عن قضايا العدل والحرية داخل المغرب.
ــ البيان يهاجم بشدة كل محاولة لربط حل قضية الصحراء بـ”التطبيع مع الكيان الصهيوني” أو بالمصالح الاقتصادية مع القوى الأجنبية.
ــ يقدم هذا الموقف بلغة قوية، فيها بعد أخلاقي وشرعي.
ــ يؤكد أن التطبيع خيانة للقيم الوطنية والإنسانية، خصوصا في ظل ما يجري في قطاع غزة.
ــ كما يدعو البيان إلى مصالحة داخلية.
ــ يختتم البيان بدعوة واضحة إلى:
ــ إطلاق سراح المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي.
ــ فتح صفحة جديدة من المصالحة الوطنية.
ــ تحقيق انفراج سياسي يسمح بتعبئة وطنية حقيقية حول القضية الترابية.

الملاحظة الثالثة: في التوجه العام

البيان يجسد محاولة من الجماعة لتأكيد حضورها السياسي الوطني دون أن تنخرط في البلاغة الرسمية أو تنزلق نحو الخطاب الانفصالي، إنه موقف وطني نقدي مبدئي:

1ــ وطني لأنه يدافع عن وحدة المغرب.
2ــ نقدي لأنه يرفض احتكار القرار ويطالب بالديمقراطية.
3ــ مبدئي لأنه يرفض التطبيع والمقايضات السياسية.

السؤال: ما الجديد في البيان؟

الجواب: الجديد هو البيان نفسه الذي يعد وثيقة بخصوص ملف الصحراء.