حذر تقرير دولي أعده معهد لندن للدراسات الاستراتيجية من عواقب استمرار الحرب في سوريا، مؤكداً أن ثلث ضحايا العالم سقطوا هناك خلال 2015.
وقالت أنستاسيا فورونكوفا، وهي خبيرة ساهمت في إعداد التقرير، إن عدد الضحايا خلال 2015 بلغ 167 ألفاً، لافتة النظر إلى أن “نصفهم سقطوا في النزاعات المسلحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، كاشفة أن “الحرب في سوريا أوقعت وحدها حوالي ثلث الضحايا”.
وأضافت أن التقرير وثق “ارتفاعاً لعدد الضحايا في كل من تركيا واليمن ومصر”، متابعة: “لقد تعقدت أوضاع بعض الدول، وما يثير قلقنا أكثر في الوقت الراهن هو غياب آفاق حلول سلمية للصراعات المندلعة في دول الشرق الأوسط”.
وفيما يتعلق بتنظيم “الدولة” أشارت فورونكوفا إلى أن “هناك نقلة نوعية في نشاطه، إذ فقد التنظيم سيطرته على بعض المناطق في العراق وسوريا، لكنه عزز نفوذه في ليبيا وأحكم سيطرته على بعض المناطق هناك، رغم أن ليبيا لا تعاني من انقسام طائفي وديني، ومقاتلوه غير مرحب بهم مثلما هو الحال في سوريا والعراق، هذا التنظيم نجح في تدعيم وجوده خاصة في مدينة سرت، ما يعني أنه تنظيم متماسك ومستقر”.
وبالرغم من أن التقرير السابق سجل 42 نزاعاً مسلحاً في العالم، لكنها انخفصت إلى37 نزاعاً حسب التقرير الجديد، فإن فورونكوفا لا ترى أن ذلك يعني وجود تقدم في عمليات السلام في عام 2015، وذلك “لأن حل الصراعات المندلعة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بطريقة سلمية أمر بعيد المنال حسب اعتقادنا”.
وبينت أن “التقرير الجديد سلط الضوء أيضاً على مدى تركز النزاعات المسلحة خاصة في المدن الكبرى، التي صارت بؤراً للإرهاب”، مبدية القلق من “ارتفاع عدد اللاجئين النازحين من المدن خلافاً لما هو عليه الأمر في الأرياف”، حيث “تزايدت حدة أعمال العنف في مدن متفرقة في العالم خاصة في تركيا وأوكرانيا”.