جدلٌ حادٌّ.. الميداوي يدافع عن هجرة الأدمغة.. والوردي يدق ناقوس الخطر!

هوية بريس – متابعات
شهد مجلس المستشارين، يوم الثلاثاء، نقاشًا حادًا بين وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين الميداوي، ووزير الصحة الأسبق، الحسين الوردي، حول هجرة الكفاءات الطبية المغربية، خلال لقاء دراسي خصص لتشخيص الظاهرة وبحث سبل معالجتها.
اللقاء نظمته مؤسسة أساتذة الطب بالقطاع الحر، بشراكة مع الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، تحت عنوان: “هجرة الكفاءات الطبية المغربية.. التشخيص واستشراف الحلول”.
🗣️ الميداوي: الهجرة حق وليست نزيفًا
في مداخلته، رفض الوزير الميداوي وصف هجرة الأدمغة المغربية بـ”النزيف”، مؤكدًا أن الأمر يتعلق بـ”حق من حقوق الشباب”، لا سيما حين يتعلق بالسفر من أجل التحصيل العلمي أو البحث عن آفاق أرحب لتطوير الذات.
❞ كيف نمنع شابًا مغربيًا من الهجرة لمتابعة دراسته في الخارج؟❝!
يتساءل الميداوي مستنكرًا الدعوات إلى تقييد هذه الظاهرة.
وأوضح الوزير أن الهجرة تحمل فوائد اقتصادية ملموسة، حيث تدر على المغرب نحو 117 مليار درهم سنويًا من تحويلات الجالية. لكنه في المقابل، دعا إلى بلورة سياسة عمومية لتأطير هجرة الكفاءات وضمان استفادة البلاد منها.
وأشار إلى النموذج الصيني في الثمانينيات، حين أرسلت بكين 100 ألف طالب إلى الولايات المتحدة، وتتبعت مساراتهم، قبل أن تنجح في استقطاب عدد كبير منهم للعودة والمساهمة في نهضة الصين.
⚠️ الوردي: نزيف يهدد استقرار المنظومة الصحية
على النقيض، اعتبر وزير الصحة الأسبق، الحسين الوردي، أن هجرة الأطباء المغاربة تمثل نزيفًا خطيرًا يهدد استقرار المنظومة الصحية الوطنية.
وأكد الوردي أن الرغبة في تحسين الوضعية المادية تُعد أبرز دوافع هجرة الأطر الصحية، محذرًا من تفاقم العجز في الموارد البشرية إن لم تتدخل الدولة بسياسة استباقية لوقف النزيف.
🔴 “إذا لم نتحرك، فإن القطاع الصحي مقبل على أزمة خانقة في التكوين وجودة الخدمات”، يقول الوردي.
وكشف الوزير السابق أن الدولة تنفق حوالي مليون درهم لتكوين طبيب واحد، بينما يعيش بالخارج ما يقرب من 15 ألف طبيب مغربي، ما يُعادل خسارة تُناهز 15 مليار درهم من المال العام.
كما أشار إلى أن ثلثي طلبة كليات الطب يفكرون في الهجرة وهم لا يزالون على مقاعد الدراسة، متوقعًا أن يصل العجز في الأطر الصحية إلى 120 ألف مهني صحة خلال السنوات المقبلة.
🏛️ مداخلات برلمانية: الهجرة تُهدد ورش الحماية الاجتماعية
من جهته، عبّر المستشار البرلماني عن الفريق الاستقلالي، محمد زيدوح، عن تفهمه لهجرة الأطباء من أجل طلب العلم والتكوين، لكنه شدد على أن الهجرة غير المؤطرة تُفاقم الخصاص في الموارد البشرية الطبية، وتُعيق تنزيل أوراش كبرى، مثل الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية الشاملة.



