جديد وزارة الأوقاف.. الشبكات الاجتماعية الخاصة بالحياة الطيبة لمواكبة خطة التبليغ
هوية بريس – متابعة
تم انشاء الشبكات الاجتماعية الخاصة بالحياة الطيبة لمواكبة خطة التبليغ التي يشرف عليها المجلس العلمي الأعلى ويواكبها الآئمة المرشدون والمرشدات قصد تنزيل منهج مسدد يستثمرون فيه تجربتهم الخاصة بالتبليغ,
في عرض قدمه بين يدي أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده خلال الحفل الديني الذي ترأسه جلالته بمسجد حسان بالرباط إحياء لليلة المولد النبوي الشريف، أبرز أحمد التوفيق وزير الآوقاف والشؤون الإسلامية أن الأمر يتعلق بتبليغ مبين، صنع أمة نموذجية، مشيرا إلى أن مقياس جدوى هذا التبليغ هو النجاح في تغيير الإنسان على أساس إقناعه باتباع سبل الحياة الطيبة التي وعد الله بها بشرطي الإيمان والعمل الصالح.
إن العنوان الأسمى لرسالة الرسول الكريم هو التبليغ وضعف أثر التبليغ على الحياة اليومية للناس يرجع إلى القصور في تقديم الدين للناس من منظورين : أخلاقي مبني على التوحيد الذي يثمر محاسبة الذات مع تنمية الاستعداد للخير في الأمة وسلوكي مبني على ترتيب الممارسة الدينية على الأولويات العملية، لاسيما في باب الحرص على أكل الحلال، أي تجنب الغش في الأعمال والمعاملات، وأداء الحقوق.
وجاء في عرض الوزير أن اليقظة المنهجية تقتضي إعادة بناء التبليغ حول حياة مندمجة تخدمها كل أنواع الخطاب بدءا من خطبة الجمعة ومرورا بدروس الوعظ في المساجد وانتهاء إلى الإرشاد الذي “ينبغي أن يجري على وسائل الإعلام والتواصل بكل الأساليب المعتادة والمستجدة.
ومن مفاتيح الإقناع قيام المبلغين بتبصير الناس بالمنافع الشخصية والجماعية المتوقع تحصيلها من توجيه الكتاب والسنة تأسيسا للمعروف وتكريسا للاعتدال في كل مناحي الحياة.
كلنا يحب النجاح ويكره الخسران، وكلنا يحب الحياة الطيبة التي نسميها “السعادة”، وبخلاف ذلك فإننا نكره حياة الشقاء، ويترتب على ذلك أن نسأل: ما الذي يجعل الناس لا يحققون النجاح والحياة الطيبة؟ دور المبلغ هو الجواب على هذا السؤال من خلال الخطبة والموعظة والإرشاد وتذكير الناس بأن الله تعالى وعدهم بالحياة الطيبة في قوله سبحانه: “من عمل صالحا من ذكر او أنثى وهو مومن فلنحيينه حيوة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون” (النحل: 97).
فالدين أمران لا ثالث لهما: إيمان وعمل صالح من أجل حياة طيبة، وهي مطلوب كل مؤمن، وهي حياة النجاح والذي يسميه القرآن الكريم “الفلاح” في قوله تعالى: “قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى”، وقوله تعالى: “ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون”, فغايتنا أن يكون تديننا وسيلة وغاية للفلاح والحياة الطيبة. فالمنظور الأول هو منظور أخلاقي مبني على التوحيد الذي يثمر محاسبة الذات مع تنمية الاستعداد للخير في الأمة على غرار ما تجلى لديها من وجوه التضامن لمواجهة آثار الزلزال والمنظور الثاني هو منظور سلوكي مبني على ترتيب الممارسة الدينية على الأولويات العملية، لاسيما في باب الحرص على أكل الحلال، أي تجنب الغش في الأعمال والمعاملات، وأداء الحقوق.
إن السبيل إلى هذه الحياة الطيبة هي الجمع بين الإيمان الصحيح والعمل الصالح، في تمثل باطني عميق لتوحيد الله تعالى وتحرر من سلطة الأغيار تحررا مرهونا بالوقاية من شح النفس بمحاسبتها وجعلها لوامة ثم مطمئنة.
السعادة في القرآن هي الحياة الطيبة، ولها شرطان: الإيمان والعمل الصالح، وهو ما يجب على من يتصدى للتبليغ شرحه للناس وإعانتهم عليه، مصداقا لقوله تعالى “من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مومن فلنحيينه حياة طيبة”، وليست السعادة هي الحرية المتوهمة للناس، حيث يلبسون ويشترون ويأكلون ما يريدون، بل هذه في الحقيقة نوع من العبودية والشرك، يعبد فيها الإنسان نفسه دون أن يدري، ولكن الحرية الحقيقية هي التحرر من النفس والهوى، حسب موقع الوزارة.