جماعات مسيحية تكفر فرقة موسيقية وتهددها بالقتل والكنيسة تنجح في إلغاء الحفل
هوية بريس – الزبير الإدريسي
أخيرا تم إلغاء حفل الفرقة الموسيقية اللبنانية المعروفة باسم “مشروع ليلى”، الذي كان سيعرض، في مدينة بنت جبيل اللبنانية، ليلة الجمعة 09 غشت 2019، بعد جدل ونقاش وتكفير وتهديدات بالقتل وتحقيقات بوليسية.
وقالت إدارة مهرجان ”بيبلوس“، إنه ”في خطوة غير مسبوقة ونتيجة التطورات المتتالية أُجبرت اللجنة على إيقاف حفل مشروع ليلى، منعًا لإراقة الدماء وحفاظًا على الأمن والاستقرار؛ خلافًا لممارسات البعض“.
وأضافت إدارة المهرجان، الدولي الشهير، في بيان لها، صدر يوم أمس، “نأسف لما حصل، ونعتذر من الجمهور”.
وصرح المدير الفني للمهرجان، ناجي باز لوكالة الأنباء الفرنسية قائلا “تقرر إلغاء الحفلة (..) لأن الوضع أصبح هستيريا بوجود تهديدات مباشرة لأمن الجمهور والفنانين وسلامتهم”.
وكانت إدارة المهرجان، قد أعلنت الأسبوع الماضي، أنها توصلت إلى اتفاق مع السلطات الدينية، لإبقاء الحفل في موعده شرط أن تعتذر الفرقة ممن قد تكون “أساءت إلى مشاعرهم الدينية”، غير أن الأمور رجعت لمربع الصفر.
وقالت فرقة ”مشروع ليلي“، التي يجاهر أحد أعضائها بمثليته الجنسية، أنها تعرضت ”لحملة تشهير في لبنان بهدف النيل من حرية التعبير“.
وكانت صدرت في لبنان، تهديدات صريحة بهدر الدماء، من طرف نشطاء مسيحيين، ودعوات لاستخدام القوّة لمنع إحياء حفلة “مشروع ليلى”.
وعرض بعض النشطاء المسيحيين، على مواقع التواصل مضمون ألبوم الفرقة بعنوان “ابن الليل” (2015)، بعد 4 سنوات على إصداره، كما أعادوا نشر مقاطع من أغنية أصنام، التي يردد فيها أعضاء الفرقة، مقطع “حرّفوه، رددوه، قدّسوه، ورتلوه”. وذلك لتبرير الهجوم على الفرقة.
واستعاد نشطاء مسيحيون، منشورات قديمة لمغنّي الفرقة الرئيسي حامد سنّو، يشارك في أحدها رابط مقال يحتوي صورة معدلة لمريم العذراء، استُبدِل وجهها بوجه المغنية الأميركية مادونا.
ووصف الكاهن ثاوذورس داود الفرقة بـ” الشباب الفاجر المجدّف الذي يهين المقدسات باسم الفنّ”. وناشد الكاهن كميل مبارك اللبنانيين مقاطعة “الفرقة التي ستغني في جبيل لنشر الخلاعة والفساد واحتقار المقدسات”.
وكان موقف الكاهن نسيم قسطون أكثر لينًا، إذ دعا لمواجهة الحفلة بالصلاة، واستخدام طريقة المسيح بالاعتراض السلمي، لأن “التهديد والوعيد (…) وسيف القسوة”، بعيدة عن تعاليمه.
وتلقفت السلطات الكنسية الرسمية فورة مواقع التواصل بسرعة، فأصدرت مطرانية جبيل المارونية بيانًا طالبت بمنع الحفلة، لأنّ أغاني الفرقة “تمسّ بالقيم الدينيّة والانسانيّة وتتعرّض للمقدّسات المسيحيّة. كما صرّح رئيس “المركز الكاثوليكي للإعلام” عبدو أبو كسم في حديث إذاعي أنّ بعض أغاني “مشروع ليلى” تشكّل “إساءة وخطرًا على المجتمع”، وأضاف: “ما رح تقطع” (أي أنّ الحفلة لن تمرّ).
وكان جهاز أمن الدولة قد حقق مع بعض أفراد الفرقة إثر الحملة، أخلت بعدها المدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون سبيلهم الأربعاء الماضي.
وواجهت الفرقة وإدارة مهرجان بيبلوس حملة عنيفة ودعوات في الفترة الأخيرة تطالب بإلغاء الحفل ولا سيما من قبل الكنيسة المارونية.
وكانت اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام التابعة للكنيسة الكاثوليكية في لبنان قد طالبت مجددا في اجتماع الاثنين المسؤولين والأجهزة المختصة باتخاذ “الإجراءات اللازمة لمنع أي فرصة تعطى لأي كان بالمس بالأديان ووقف هذه الحفلة”.
وأضافت “ترفض الكنيسة أن يمس بشعائرها وإيمان أبنائها، وإن رفضها لهذه الفرقة والعرض الذي تؤديه يبنى على ما تقدمه من أفكار وأعمال تتهكم على العقيدة الإيمانية والرموز الدينية وتشوه صورة الله كما تعلمها الكنيسة”.
ونددت منظمة “هيومان رايتس ووتش” بإلغاء الحفل. وقالت آية مجذوب الباحثة في المنظمة في لبنان لوكالة الأنباء الفرنسية الثلاثاء “من المؤسف فعلا أن ترضخ إدارة مهرجان بيبلوس الدولية للضغوط وتلغي حفلة ’مشروع ليلى‘. إنها خطوة إلى الوراء بالنسبة للبنان الذي لطالما فاخر بكونه حاضنا للتنوع ومركزا للموسيقى والفن والثقافة”.
مرحبا بهم و بمهرجان ثويزا و كل العراة والشواذ في بلد طارق بن زياد، بلد الحريات والتناقضات بلد تغتصب لغته إرضاء لماما فرنسا