جهد المُقل في تبرئة يوسف عليه السلام من الهمّ المُخل (تابع 6)
هوية بريس – محمد بوقنطار
القطرة السابعة : “سبعة يظلهم الله بظله… ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال…”
روى البخاري رحمه الله تعالى عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :”سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل وشاب نشأ في عبادة ربه، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق وأخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفقه يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه” الحديث
يأتي سوق هذا الحديث الصحيح الرواية العظيم الدراية من بابا الاستشهاد ببعضه وكلّه شاهد في بابه ومقامه، وكذا من باب حشد الأدلة في سياق رحلة السطور، أي في سياق ما نحن فيه من الجهد القليل تعضيدا لبراءة هذا النبي الكريم من خاطرة الهمّ المخل، وإنما كان وجه الاستدلال في الحسبان مناسبا من جهة ما اشتمل عليه هذا الحديث في سلسلة معطوفاته السبعة ـ التي لا مفهوم لعددها ـ من حالة وموقف ذلك الرجل الذي طلبته لفراش السفاح تلك المرأة ذات المنصب والجمال، ثم من جهة الانطلاق من مسلمة أن كل هذه الحالات السبعة هي تشخيصات ذوقية وقعت في تاريخ الإنسانية وسيرة الناس تحت طائلة المكرهة الاعتيادية التي يستطيعها معشر المكلفين، متى ما انتصرت عرى الإيمان وأفلح عامل تزكية النفس وتغلب على خيبة تدسيتها، وقد علمنا من المعلوم من الدين بالضرورة أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، فلا يكلف عباده ما لا يطيقون، أو ما لا تطيقه نفوسهم أو تستحيله طباعهم وقدراتهم البشرية، فالحجة قائمة بما اسطاعه الأنبياء والمرسلون كبشر يوحى إليهم، وما استطاعه أتباعهم معهم ومن بعدهم إلى يوم الدين، فكلها أي تلك المعطوفات التي جاءت في سياق الحديث الشريف نماذج معقولة الجهد مستساغة الوقوع، إذ لم يخرج الحديث من مشكاة النبوة مخرج التعجيز والتحدي بالمستحيل المؤشر عليه في السياق القرآني بقوله تعالى “فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا”، معطوفات قد أوجدها الإيمان متى ما قاد النفوس وجعل هواها تبعا لما جاء به المرسلون، ثم لما كانت جاءتها (أي هذه المعطوفات) البُشرى كان عاقبة أمرها أن حظيت من ربها وحباها بهذا الامتياز والاصطفاء العظيم في ذلك اليوم الذي تدنو فيه الشمس قيد رمح من رؤوس الأشهاد الغارقة في صبيب عرقها، فلا تكاد تسمع إلا همسا، يوم يفر فيه المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه فاللهم سلم فاللهم سلم…
ولا شك أن تاريخ الأمم السالفة، وخاصة أمة الوسط أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حافل سجلها بترجمات تحكي بالتواتر عن أئمة عدل سادوا واستظلت الرعية بظل رعايتهم، وعن شباب تربوا ونشأوا في محراب الطاعة، وعن رجال تعلقت قلوبهم بالمساجد فلم تكن لتلهيهم تجارة أو بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة، وعن أخلاء جمعتهم الخلة في الله تجالسا وتزاورا وتذاكرا فيه، وعن محسنين وصلت صدقاتهم واستوعبت أكف الأغنياء والفقراء وقد تصدقوا بما وراءهم وما بين أيديهم حتى قيل “ربح البيع يا أبا الدحداح”، وعن رجال ونساء تجلت في سيرتهم معاني العفة في أرقى تجلياتها وأطهر تمثلاتها، فكان منهم من دعته امرأة اجتمعت في شخصها قرائن الاستجابة وسلطان الإغراء وداعي الانجذاب فأسمعها كلمة إني أخاف الله رب العالمين.
نعم لقد جاءت كتب السير ملأى بحوادث ووقائع صدقها الذوق الخاص قد تجلت في ركزها وسعيها المحمود العفة والقناعة والطهارة، فكان من أمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام من سلف الأمة كما خلفها من تربوا في كنف الطاعة، فتعلقت قلوبهم بالمساجد، وضربوا أروع الأمثلة من رصيد الصدقات المعلومة وغير المعلومة، وكانوا متى ما اختلوا بربهم فاضت مُقلهم بدمع منهمر مدرار، وشاء الله أن يتعرضوا لفتنة الإمامة وفتنة النساء فكانوا كما أراد الله من الصادقين مصداقا لقوله تعالى :”الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين”.
وإنه لو تعلمون لبيت قصيد وافتتان صعب، ولكن اقتحام عقبته ليس بالمستحيل المعدوم المثال والنظير، يبقى له وزنه، كما يبقى لأصحابه حجمهم من الاعتبار الذي كان من شأنه وعظيم سلوكه، أن كان الكف والإمساك والترك في لحظة فاصلة مردية مليئة بصنوف الإغراء ومكرهة الانحدار سببا في إلحاق رجل من أيّها الناس عند الله ليشارك الإمام العادل امتياز الاستظلال بظل عرش الرحمن، فسبحانك ربي سبحانك ما أعدلك.
هذا وقد نقل سلفنا الصالح من علماء الأمة الكثير من الروايات المتصلة السند، ترجموا فيها لمواقف وصور من العفة ضاربة في عمق العفة ونقاوة الفطرة، والشبيهة بما كان من يوسف عليه السلام وما أبداه من مقاومة واستعصام وعفة وإيثار لقدرة العيش وضيق الحياة خلف غياهب السجن عن الرفل في ثوب الرفه والزينة المكذوبة السرابية الحسبان.
•فقد أورد الإمام بن القيم رحمه الله قصة شبيهة بقصة نبي الله يوسف عليه السلام حصلت لشاب من شباب المسلمين في عهد خلافة الفاروق عمر رضي الله عنه، فعن حصين بن عبد الرحمن قال :بلغني أن فتى من أهل المدينة كان يشهد الصلوات مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان عمر يتفقده إذا غاب، فعشقته امرأة من أهل المدينة فذكرت ذلك لبعض نسائها فقالت أنا أحتال لك في إدخاله عليك، فقعدت له في الطريق فلمّا مرّ بها قالت له : إني امرأة كبيرة السن ولي شاة لا أستطيع أن أحلبها، فلو دخلت فحلبتها لي، وكانوا أرغب شيء في الخير، فدخل فلم ير شاة فقالت اجلس حتى آتيك بها، فإذا المرأة قد طلعت فلما رأى ذلك عمد إلى محراب في البيت فقعد فيه، فراودته عن نفسه، فأبى وقال : اتقي الله أيّتها المرأة، فجعلت لا تكف عنه ولا تلتفت إلى قوله فلما أبى عليها صاحت عليه، فجاءوا فقالت :إن هذا دخل علي يريدني عن نفسي، فوتبوا عليه وجعلوا يضربونه وأوثقوه، فلما صلى عمر الغداة فقده فبينا هو كذلك إذ جاءوا به في وثاق، فلما رآه عمر قال :اللهم لا تخلف ظني به قال ما لكم؟ قالوا استغاثت امرأة بالليل فجئنا فوجدنا هذا الغلام فضربناه وأوثقناه فقال عمر رضي الله عنه :اصدقني، فأخبره بالقصة على وجهها فقال له عمر رضي الله عنه :أتعرف العجوز؟ فقال نعم إن رأيتها عرفتها، فأرسل عمر إلى نساء جيرانها وعجائزهن فجاء بهن فعرضهن فلم يعرفها فيهن، حتى مرّت به العجوز فقال :هذه يا أمير المؤمنين، فرفع عمر عليها الدرة وقال اصدقيني فقصت عليه القصة كما قصّها الفتى، فقال عمر : الحمد لله الذي جعل فينا شبيه يوسف عليه السلام “روضة المحبين ونزهة المشتاقين ص 462 محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله الناشر دار الكتب العلمية بيروت”.
••وذكر الإمام ابن القيم أيضا عن أبي الفرج وغيره أن امرأة جميلة كانت بمكة وكان لها زوج فنظرت يوما إلى وجهها في المرآة فقالت لزوجها :أترى أحدا يرى هذا الوجه ولا يفتتن به؟ قال : نعم قالت من؟ قال :عبيد بن عمير قالت فائذن لي فيه فلأفتتنه، قال أذنت لك قال فأتته كالمستفتية فخلا معها في ناحية من المسجد الحرام فأسفرت عن وجه مثل فلقة القمر فقال لها :يا أمة الله استتري فقالت : إني فتنت بك قال إني سائلك عن شيء فإن أنت صدقتني نظرت في أمرك قالت :لا تسألني عن شيء إلا صدقتك قال :أخبريني لو أن ملك الموت أتاك ليقبض روحك أكان يسرك أن أقضي لك حاجتك؟ قالت اللهم لا، قال صدقت، قال فلو دخلت قبرك وأجلست للمساءلة أكان يسرك أني قضيتها لك؟ قالت :اللهم لا، قال :صدقت، قال فلو أن الناس أعطوا كتبهم ولا تدرين أتأخذين كتابك بيمينك أم بشمالك أكان يسرك أني قضيتها لك؟ قالت :اللهم لا، قال :صدقت، قال فلو أردت الممر على الصراط ولا تدرين هل تنجين أو لا تنجين أكان يسرّك أني قضيتها :قالت :اللهم لا، قال صدقت، قال فلو جيء بالميزان وجيء بك فلا تدرين أيخف ميزانك أم يثقل أكان يسرّك أني قضيتها لك؟ قالت :اللهم لا، قال صدقت، قال فلو وقفت بين يدي الله للمساءلة أكان يسرّك أنِّي قضيتها لك؟ قالت :اللهم لا، قال :صدقت، قال :اتقي الله فقد أنعم عليك وأحسن إليك، قال فرجعت إلى زوجها، فقال ما صنعت؟ قالت أنت بطّال ونحن بطالون، فأقبلت على الصلاة والصوم والعبادة، فكان زوجها يقول : ما لي ولعبيد بن عمير أفسد علي امرأتي كانت كل ليلة عروسا فصيّرها راهبة “روضة المحبين ونزهة المشتاقين ص 340 محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله /الناشر دار الكتب العلمية بيروت.
•••وهذه قصة عطاء بن يسار ذكرها أبو الفرج ابن الجوزي في كتابه الماتع “صفة الصفوة” عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال خرج عطاء بن يسار وسليمان بن يسار حاجين من المدينة ومعهما أصحاب لهم حتى إذا كانوا بالأبواء نزلوا منزلا فانطلق سليمان وأصحابه لبعض حاجتهم وبقي عطاء بن يسار قائما في المنزل يصلي، قال فدخلت عليه امرأة من أعراب جميلة، فلما رآها عطاء ظن أن لها حاجة فأوجز في صلاته ثم قال :ألك حاجة؟ قالت نعم قال ما هي؟ قالت : قم فأصب مني فإني قد ودقت “أي رغبت في الرجال” ولا بعل لي، فقال إليك عني لا تحرقين نفسك بالنار، فجعلت تراوده عن نفسه ويأبى إلا ما يريد، قال فجعل عطاء يبكي ويقول :ويحك إليك عني، قال فاشتد بكاؤه فلما نظرت المرأة إليه وما داخله من البكاء والجزع بكت لبكائه… فبينما هما كذلك إذ جاء سليمان من حاجته، فلما نظر إلى عطاء يبكي والمرأة بين يديه تبكي في ناحية البيت، بكى لبكائهما لا يدري ما أبكاهما، فجعل أصحابهما يأتون رجلا رجلا كلما أتى رجل جلس يبكي لبكائهم… وعلا الصوت فلما رأت الأعرابية ذلك قامت فخرجت… قال ثم إنهما قدما مصر لبعض حاجتهما فلبثا بها ما شاء الله، فبينا عطاء ذات ليلة نائم إذ استيقظ وهو يبكي فقال سليمان :ما يبكيك يا أخي؟ قال رؤيا رأيتها الليلة قال وما هي؟ قال لا تخبر بها أحدا ما دمت حيا، رأيت يوسف النبي عليه السلام في النوم فجئت أنظر إليه فيمن ينظر إليه، فلما رأيت حسنه بكيت فنظر إلي الناس فقال ما يبكيك أيّها الرجل؟ فقلت بأبي أنت وأمي يا نبي الله ذكرتك وامرأة العزيز وما ابتليت به من أمرها وما لقيت من السجن وفرقة يعقوب فبكيت من ذلك وجعلت أتعجب منه، فقال :فهلّا تعجبت من صاحب المرأة البدوية بالأبواء، فعرفت الذي أراد فبكيت واستيقظت باكيا، قال سليمان :أي أخي وما كان من حال تلك المرأة؟ فقص عليه عطاء القصة، فما أخبر بها سليمان أحدا حتى مات عطاء فحدث بها بعده امرأة من أهله “صفة الصفوة”.
•••• وهذه قصة الربيع بن خثيم والمرأة التي حاولت أن تفتنه، فقد حُكي أن قوما أمروا امرأة ذات جمال بارع، أن تتعرض للربيع بن خثيم فلعلها تفتنه، وجعلوا لها إن فعلت ذلك ألف درهم فلبست أحسن ما قدرت عليه من الثياب، وتطيّبت بأطيب ما قدرت عليه من الطيب، ثم تعرضت له حين خرج من مسجده، فنظر إليها فراعه أمرها، فأقبلت عليه وهي سافرة، فقال لها الربيع :كيف بك لو قد نزلت الحمى بجسمك فغيّرت ما أرى من لونك وبهجتك؟ أم كيف بك لو قد نزل بك ملك الموت فقطّع منك حبل الوتين؟ أم كيف بك لو قد سألك منكر ونكير؟ فصرخت صرخة فسقطت مغشيا عليها، فو الله لقد أفاقت وبلغت من عبادة ربها أنها كانت يوم ماتت كأنها جذع محترق. “صفة الصفوة”.
•••••وهذه قصة شاب من بني إسرائيل ذُكر أنه لم يكن فيهم شاب أحسن منه، كان يبيع المكاتل، فبينا هو ذات يوم يطوف بمكاتله، إذ خرجت امرأة من دار ملك من ملوك بني إسرائيل، فلما رأته رجعت مبادرة، فقالت لابنة الملك: إني رأيت شابا بالباب يبيع المكاتل لم أر شابا قط أحسن منه، قالت: أدخليه، فخرجت، فقالت: ادخل فدخل، فأغلقت الباب دونه، ثم قالت: ادخل فدخل فأغلقت بابا آخر دونه، ثم استقبلته بنت الملك كاشفة عن وجهها ونحرها، فقال لها: استتري عافاك الله، فقالت: إنا لم ندعك لهذا إنّما ندعوك لكذا وراودته عن نفسه، فقال لها: اتقي الله، قالت: إنك إن لم تطاوعني على ما أريد أخبرت الملك أنك إنما دخلت تكابرني على نفسي، قال لها: فضعي لي وضوءا، فقالت: أعلي تتعلل يا جارية، ضعي له وضوءا فوق الجوسق، مكانا لا يستطيع أن يفر منه، فلما صار في الجوسق، قال: اللهم إني دعيت إلى معصيتك وإني أختار أن ألقي نفسي من هذا الجوسق ولا أركب معصيتك، ثم قال: بسم الله وألقى نفسه من أعلاه، فأهبط الله ملكا أخذ بضبعيه فوقع قائما على رجليه، فلما صار في الأرض، قال: اللهم إن شئت رزقتني رزقا يغنيني عن بيع هذه المكاتل، فأرسل الله عليه رجلا من جراد من ذهب فأخذ منه حتى ملأ ثوبه، فلما صار في ثوبه، قال: اللهم إن كان هذا رزقا رزقتنيه من الدنيا فبارك لي فيه، وإن كان ينقصني مما لي عندك في الآخرة فلا حاجة لي فيه، فنودي إن هذا الذي أعطيناك جزء من خمسة وعشرين جزءا لصبرك على إلقائك نفسك، فقال: اللهم فلا حاجة لي فيما ينقصني مما لي عندك في الآخرة، فرجع الجراد” صفة المحبين لمحمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله.
••••••وهذه قصة أخرى ذكرها ابن الجوزي في “المواعظ”: ذلك أن شاباً فقيراً، كان بائعاً يتجول في الطرقات، فمرّ ذات يوم ببيت، فأطلت امرأة وسألته عن بضاعته فأخبرها، فطلبت منه أن يدخل لترى البضاعة، فلما دخل أغلقت الباب.
ثم دعته إلى الفاحشة، فصاح بها، فقالت: والله إن لم تفعل ما أريده منك صرخت، فيحضر الناس فأقول هذا الشاب، اقتحم عليَّ داري، فما ينتظرك بعدها إلا القتل أو السجن.
فخوّفها بالله فلم تنزجر، فلما رأى ذلك، قال لها: أريد الخلاء.
فلما دخل الخلاء : أقبل على الصندوق الذي يُجمع فيه الغائط، وجعل يأخذ منه ويلقي على ثيابه، ويديه وجسده، ثم خرج إليها، فلما رأته صاحت، وألقت عليه بضاعته، وطردته من البيت، فمضى يمشي في الطريق والصبيان يصيحون وراءه: مجنون، مجنون، حتى وصل بيته، فأزال عنه النجاسة، واغتسل، فلم يزل يُشمُّ منه رائحة المسك، حتى مات. رحمه الله… (عن سلسلة محاضرات ألقاها الداعية محمد العريفي بعنوان “اعترافات عاشق”)
ولعل بل الأكيد أن هذه القصص ما هي إلا فيض من غيض، ونقطة من ماء مستبحر ينضح طهارة بأخبار عفة الصالحين من شباب هذه الأمة الموصولة بالله عما حرمه الله عليهم وجاء التنصيص على تحريمه بأغلظ الألفاظ وأوثق العهود في شريعة الإسلام الغراء، مما دلّ ويدل بالمنطوق قبل المفهوم على أن الزنا كان مقتا وساء سبيلا.
……………
يتبع مع القطرة الأخيرة في هذا الجهد الذي لا يطمع صاحبه أن يُجاوز هو صفة المُقل، كما لا يبغي أن تتجاوز هذه القطرات سقف القليل، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.