طيلة القرون الثلاثة طور أعداءنا دورة لعينة للإخضاع وفرض الهيمنة، من الحلف المقدس فالمحفل الأوربي إلى عصبة الامم ووصولا إلى الأمم المتحدة.
دورة تبدأ بالاختراق في المرحلة السلمية، ثم خلق الأزمة وتصعيدها ثم إدارتها ثم الشروع في التسوية والعملية السياسية ليصل الجيل منهكا إلى مرحلة تخضع فيها جميع مكوناته لإملاءات فترة السلم بنكهة العبودية… حتى إذا قرب إفلاسهم نصبوا سوق حربهم وأدخلوا الجيل الجديد في نفس الدورة..
لقد نجحوا نجاحا باهرا في هذه القرون الثلاث، وكان السبب الرئيس أن الجيل الذي أنهكه الصراع يبقي على نفس العقلية والنفسية والمرجعية التي قادته خلال مراحل الأزمة.. فترى أسمى أمانيهم أن يرجعوا للحال الذي كانوا عليه أول مرة، ولا يدرون أنهم بذلك قد رهنوا الجيل الثاني وأدخلوه في الفخ اللعين لتلك الدورة اللعينة..
فما هو الحل؟
1- أولا يجب التركيز أنها دورة أو حلقة والحل يكمن في كسر الحلقة، كمبيد الحشرات الذي يقضي عليها بالقضاء على مرحلة من مراحل نموها فتكسر دورة النمو ويصبح التكاثر معدوما.
2- نقطة الضعف في هذه الدورة عند انتهائها هو موعد استلام الجيل الثاني، فالكل يكون منهك، الأمة وأعداءها بمؤسساتهم وجيوشهم وعقول مكاتب دراساتهم، لأنها تكون وصلت الذروة، ومعلوم أنه لا يوجد سيناريو بعد الذروة إلا السقوط.
3- وهنا تتبين المهمة الكبرى لجيل الثورة
– إن الانتحار كل الانتحار هو بقاء جيل الثورة في القيادة بعد مرحلة الذروة بأدواته ونفسيته وعقليته ومراجعه والتي ما من شك أنها لا تصلح إلا لإدخال الجيل الثاني للدورة من جديد والعبودية من جديد، وهذا ما يراهن عليه النظام الدولي، ويعتبرهم أغلى وأهم أدواته حتى يتم الإخضاع وينتهي التسليم (يعني تسليم الجيل2).
– وعليه فإن المهمة الكبرى والجهاد الأعظم، هو الانسحاب للخلف لصالح الجيل الجديد الذي نشأ في الأزمة ليتولى القيادة ويقوم بكامل استحقاقاتها فيخرج الله به الأمة من دورة الإخضاع الجيلية ومرحلة الاستضعاف والعبودية إلى مرحلة الدفع الكلي للطغيان العالمي والتحضير لجيل التمكين.. نعم جيل آخر جديد بعقلية ونفسية ومرجعية أخرى جديدة.. ولهذا حديث آخر إن شاء الله قد لا أكون مؤهلا للخوض فيه الآن.