حاتم سلامة يكتب عن: الفرار إلى مطار كابل .. والتوظيف الإعلامي المغرض لتشويه الإسلام ودعاته
هوية بريس – حاتم إبراهيم سلامة
نحن لا نريد تجميل الصورة، ولكننا نريد الحقيقة ونعمل لها ونخدم منطوقها.
كانت أكبر خديعة إعلامية تمارسها قنوات لا تعرف الحيادية، وهي ترضي أصحاب الأهواء، حينما وجدوا الفرصة قوية لتشويه الإسلام ودعاته وكل من يدعي وينتسب للتدين عبر تشويه طالبان، حتى وإن كنا نختلف معها في بعض الأمور.
إنهم لا يكتفون بالماضي العنيف لطالبان، في بعض سلوكياتها وتعاملاتها المتشددة العنيفة، وإنما يحاولون قدر الإمكان، تأويل أي صورة أو مشهد أو تصريح أو موقف، بما يخدم أهواءهم وأغراضهم.
وكان على رأس هذه الافتراءات والادعاءات، ما جاء في تأويل لقطات الجماهير الغفيرة التي اندفعت إلى المطار وحامت حول الطائرات تريد الإفلات والهرب، والتي ما أن رأتها أبواق الكذب، حتى أخذت تردد الأكاذيب التي تحرض المجتمع الدولي، وتفزع المهتمين بشأن حقوق الإنسان، من الشعب الهارب إلى المطار، والفزع الرهيب الذي دفع الناس للتعلق بالطائرات وهي تتحرك، وكأنهم يتعلقون بقطار في مصر أوالهند.
نعم تم تصوير الشعب المفزوع والخائف وهو يلاحق الطائرات، ويتمنى لو علق بها حتى ينجو من أفغانستان، أرض البؤس والفقر والكبت، بل أرض طالبان أيقونة التخلف والظلام.
تم تصوير هذا التأويل على هذا النحو المخيف، ثم لم تلبث الساعات حتى أنبأتنا عن أحوال الجمهور الهارب، والذي اتضح أنه ذو مشارب متعددة، وأنواع مختلفة، فبعضهم من الطلاب والدارسين بالخارج، سارع إلى السفر والخروج قبل أن تتعقد الأمور، ومنهم أسر مقيمة بالخارج، وقضوا بعض إجازاتهم مع أقربائهم، وبعضهم من الفقراء الذين صدقوا بعض الإشاعات التي قالت: بأن الطائرات تأخذ كل من أراد اللجوء، وأن هناك فرصة كبيرة للسفر خارج أفغانستان.
أما العنصر الثالث، والذي هو أكثر الناس هلعًا وخوفًا من الحضور الطالباني، فهم الخونة والعملاء، الذين تخلى عنهم الاحتلال، بعد أن خدموه وكانوا صنيعته في السيطرة على البلاد، والتجسس ونقل أخبار والتدليل على من يناهضونه.. إنهم يدركون بقوة أن طالبان ستنتقم، ولن تمرر خيانتهم بسهولة، حتى تعلقهم على أعواد المشانق.. لهم الحق إذن أن يتعلقوا بالطائرات، ويعرضوا أنفسهم للموت أملا في الفرار.