حالة استنفار قصوى بالبيضاء ترقبا لزيارة ملكية
هوية بريس – متابعات
تحولت شوارع البيضاء وأحياؤها ومقاطعاتها الكبرى، منذ أربعة أيام على الأقل، إلى ورش مفتوح منذ الساعات الأولى من الفجر إلى ساعات متأخرة من الليل، على نحو مثير للانتباه، عكس عادات المسؤولين في الولاية ومجلس المدينة وشركات التنمية المحلية المؤمنة بشعار “كم حاجة قضيناها بتركها”.
وعزت مصادر متطابقة الحركة غير العادية لمسؤولي العاصمة الاقتصادية، إلى زيارة ملكية مرتقبة، وإلى تخوفات من غضبة ملكية نتيجة الحالة المزرية التي تعيشها أكبر مدينة بالمملكة، إن من حيث الاختناق المروري أو بطء الأشغال بأوراش حاصرت كل الشوارع الحيوية، ناهيك عن خروقات في التعمير، سيما تلك التي توجد قرب القصر الملكي بطريق أزمور، والتي تحولت إلى ما يشبه مزارا.
وفق “الصباح” تصب حالات الاستنفار القصوى التي تشهدها المدينة في اتجاه واحد، يقوي احتمال زيارة ملكية مرتقبة في ما تبقى من أيام رمضان، تتزامن، أيضا مع انتهاء الغلاف الزمني المخصص لمخطط تنمية البيضاء 2015/2020 الذي وقعت اتفاقياته في أكتوبر 2014 في عهد الوالي خاليد سفير، وخصصت له كلفة استثمارية غير مسبوقة وصلت إلى 33.6 مليار درهم.
وعبأت مصالح الولاية والعمالات والجماعة الحضرية والمقاطعات ومختلف المصالح الخارجية إمكانيات بشرية ولوجستيكية ضخمة للانتهاء من أوراش “تجميل” المدينة وتزيينها، قبل الزيارة الملكية.
وشوهد عمال الجماعة والإنعاش الوطني وعمال شركات خاصة في عدد من المحاور والمدارات والشوارع الكبرى، منكبين على أوراش الصباغة والتزيين وطلاء الأرصفة والممرات وإزالة النقاط السوداء وتجديد الأثاث الحضري القديم في بعض النقاط وتعويضه بآخر جديد.
وتعبأت أقسام الأغراس والتشجير بعدد من المقاطعات لتهيئة الفضاءات الخضراء وتشذيب الأشجار في المحاور التي قد يمر منها الموكب الملكي، كما زرعت وحدات، على التو، في مناطق أخرى لإعادة بعض الرونق إلى مدينة خنقها الغبار والإسمنت والأوراش التي تبدأ كي لا تنتهي أبدا.
وأعطيت الأوامر من أجل رفع وتيرة الأشغال في عدد من المشاريع التي مازالت تحتل الشوارع وتعيق حركة السير والجولان، إذ تشكلت فرق للمداومة للاشتغال في الفترة ما بعد الإفطار إلى ساعات متأخرة من الليل، ما يحدث مثلا في الطريق المؤدية إلى دار بوعزة والمدار الطرقي المؤدي إلى الحي الحسني والرحمة والطريق السيار.
وسمحت السلطات العمومية للشركات المكلفة والعمال التابعين لها بخرق تدابير قانون الطوارئ الصحية وحظر التنقل الليلي، إذ لا تندرج مثل هذه الأشغال في خانة “الحالات الخاصة”.