حامي الدين: الإعلام أصبح محكوما بهاجس السلطة
هوية بريس- متابعة
أكد عبد العلي حامي الدين، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أن هناك علاقة وثيقة بين الإعلام وترسيخ الديمقراطية، مشددا أن الصحافة الحرة والمستقلة عن تأثير السلطة والمال شرط أساسي للبناء الديمقراطي.
جاء ذلك في كلمة لحامي الدين خلال تأطيره لندوة “الإعلام وسؤال الديمقراطية بالمغرب”، وذلك ضمن “الأبواب المفتوحة” المنظمة من لدن الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بفاس، السبت 07 دجنبر 2024.
وشدد المتحدث ذاته أن الإعلام في بلادنا تخترقه مجموعة من الأعطاب، ومنها أن الصحفي أصبح يشتغل وفي عقله تساؤلٌ حول موقف ورد فعل السلطة السياسية من أي شيء يريد الكتابة عنه أو تغطيته، بسبب الدعم العمومي، مما أدى إلى تأثير مباشر على الخط التحريري للمواقع الإخبارية، وأصبح الإعلام محكوما بهاجس السلطة، وغاب الاشتغال على صحافة التحقيق والاستقصاء.
واسترسل، كما أصبحت الصحافة تشتغل على عيوب المجتمع لا عيوب السلطة والسياسات العمومية، في ظل هروب الصحفيين من صحافة التحقيق، فضلا عن ما نراه من متابعة الصحفيين وفق قانون الجنائي بدل قانون الصحافة والنشر.
ومن الأعطاب أيضا، يردف حامي الدين، الصراع القائم بين صحفيين وإعلاميين في عدد من الحالات، مما يهمش التركيز على القضايا الحقيقية التي يجب التركيز عليها، ويسهم في صناعة وخلق صحافة التفاهة والرداءة، مشيرا إلى أنه في أوقات الأزمات التي يكون فيها الفساد كبيرا، تتحرك بعض المواضيع التي تشغل الناس وتبعدهم عن الحقيقة والقضايا التي يجب التركيز عليها.
وتوقف عضو أمانة “المصباح” عند عطب آخر، يتمثل في بحث بعض الصحفيين عن دخل مالي إضافي مشروط بتغطية بعض القضايا أو المواضيع أو العكس، ناهيك عن غياب أي برامج للتوعية والتأطير عبر وسائل الإعلام العمومية، وهو ما يؤثر سلبا على الدور المطلوب من الإعلام، أي بناء وعي مجتمعي تجاه قضايا الوطن والأمة، ومنها القضية الفلسطينية.
وأشار حامي الدين إلى ما نشهده أيضا من انتشار صحافة التشهير، ومن ذلك القتل الرمزي للسياسيين، وهو ما نراه مثلا فيما يقع تجاه حزب العدالة والتنمية وأمينه العام الأستاذ عبد الإله ابن كيران، وذلك بسبب دوره الكبير في متابعة الشأن العام والحكومي والبرلماني ومواجهة الفساد وغيرها.
وقال الأستاذ الجامعي إن سلطة الإعلانات أصبحت سبيلا فاعلا للتأثير على طبيعة تغطية المنابر الإعلامية للأخبار وغيرها من لدن الشركات والفاعلين الاقتصاديين وأيضا من لدن مؤسسات عمومية.
وشدد حامي الدين أن وضع الهشاشة السياسية والديمقراطية التي نعيشها، تستدعي إعلاما قويا لتجاوز هذه المرحلة والعبور إلى مرحلة ترسيخ الديمقراطية.
ونبه حامي الدين إلى أن الديمقراطية تقوم على انتخابات حرة ونزيهة، ومؤسسات فاعلة وقوية، وقضاء مستقل عن السلطة السياسية وسلطة المال، وإعلام حر وتعددي، كما تقوم وتبنى على وعي ديمقراطي من لدن الشعب، وهذا يحتاج إلى نضال قوي وطويل، من لدن المجتمع، ولكن أساسا من لدن النخبة التي عليها القيام بدورها وعدم الاستسلام.
(المصدر: موقع pjd.ma)