حتى السراويل أصبحت تُرْعِبُ فرنسا.. وذ. الطالب مُعلقًا: تبدأ بالتنوير وتنتهي بالاضطهاد!
هوية بريس – علي حنين
ما تزال فرنسا تفاجئنا كل يوم بتشريع جديد وغريب تعمل من خلاله على التضييق على المسلمين والمظاهر الإسلامية في بلد يحلو لبعض المنبهرين ببريقه الخداع تسميته بـ”بلاد الأنوار”.. زعما منهم بأنه المكان الذي تسود فيه الحريات، وينال فيه كل ذي حق حقه.
لكن ومع تنامي مظاهر التدين بالإسلام لدى شريحة كبيرة من مسلمي فرنسا، يبدو أن هذه الأخيرة لم تعد قادرة على حجب وجهها العنصري والاستبدادي القبيح، فشرعت في سن قوانين في مختلف المجالات، يبدو لمن يمعن النظر فيها أن هدفها الأساس محاصرة مظاهر التدين بالإسلام، والحد منها بقدر الإمكان.
وفي هذا السياق، أصدر الاتحاد الفرنسي لكرة القدم قرارا مثيرا للجدل يقضي بمنع اللاعبين الناشطين، في مختلف مسابقات الدوري المحلي، من ارتداء سراويل داخلية تغطي الركبة، وهو ما اعتبر استهدافا جديدا للاعبين المسلمين.
ويلجأ بعض اللاعبين المسلمين إلى ارتداء سروال داخلي يغطي الركبة وأعلى الفخذ، واعتادوا على ذلك منذ سنوات، سواء في مباريات الدوري أو دوريات الهواة، كما يسمح بذلك في مُختلِف دوريات العالم.
وزعم الاتحاد أن قراره جاء بسبب كون هذه الملابس تمثل “علامات واضحة للانتماء الديني” وتتعارض مع مبدأ حياد الملعب الرياضي”.
وقد أثار القرار تفاعلا واسعا عبر مواقع التواصل، واعتبره كثيرون موجها ضد المسلمين بصفوف الأندية، ويأتي استكمالا لقرارات أخرى اتخذت في وقت سابق واستهدفت المسلمين كان أبرزها منع لاعبي منتخبات فرنسا من الصيام خلال شهر رمضان المبارك، ومنع إيقاف المباريات مؤقتا لإفطار اللاعبين الصائمين…
ووصفت بعض الصفحات المختصة بالشأن الرياضي القرار الفرنسي بالعنصري، وأكدت أن اتحاد الكرة يواصل خرجاته الغريبة ضد المسلمين.
في حين لجأ بعض المغردين إلى السخرية من القرار، ونشر أحدهم صورة للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي يلبس السراويل التي منعت في فرنسا، وعلق عليها قائلا “حسب معايير الاتحاد الفرنسي لكرة القدم فإن ميسي مسلم”!!
وفي هذا الصدد كتب الأستاذ إبراهيم الطالب تدوينة تفاعل من خلالها مع هذا القرار الفرنسي المثير للجدل.
وقال الأستاذ الطالب ” الحداثة تعتبر الستر والعفة من الرجعية والتخلف وارتهانا للمقدس الذي شكلت ثورة عليه”.
وأوضح ذات المتحدث أن ” هذه قناعات بني علمان عندنا أيضا، وعربونها الدعوة إلى الحريات الفردية، المناقضة للمعلوم من الدين بالضرورة، كاستحلال الزنا واللواط وشرب الخمر والإجهاض”، مشددا على أن هذه المطالب ” تبدأ بادعاء التنوير والعقلانية، وتنتهي بالاضطهاد والاستبداد”.
وقال الأستاذ ابراهيم الطالب ” واجهوا العلمانية بنشر التنوير الإسلامي الحق. ولا تتوانوا في الرد على أية شبهة تنتشر، أو فكرة مسمومة تروج بين المغاربة، بَلْهَ المطالب الموجهة للمؤسسات قصد تبنيها في تشريعات .. اللهم اكفنا شر الجهلة والجاهليين من عباد المادة والشهوات”.