حتى تبقى قضية القدس وكامل فلسطين حية في وجدان تلامذتنا
هوية بريس – د.محمد بولوز
سالني احد طلبتي الاعزاء من الاساتذة المتدربين السابقين والذي يعمل الان استاذا في احدى المؤسسات الثانوية التاهيلية، يقول: نحن كأساتذة نريد القيام بنشاط حول القضية الفلسطينة في إحدى المؤسسات الثانوية التأهيلية، ماهي توجيهات أستاذي حول المحاور و القضايا المؤطرة للنشاط التربوي ؟ فقلت وبالله التوفيق:
القضية الفلسطينية ام قضايا المسلمين في الامة، ولانها كبيرة ويجب ان يتغلغل الوعي بها في عقل ووجدان الامة وفي قلوب ابنائنا والاجيال القادمة، وجب تجزيء مواضعها ومحاورها حتى نضمن الاستمرار والعمق والتغطية الشاملة الممكنة لمحاورها، فيمكن ان نتحدث في 30 مارس مثلا عن يوم الارض، ونتحدث عن تاريخ القضية وكيف ضاعت فلسطين، ونتحدث عن طبيعة العدو الجاثم على فلسطين ومقدساتنا، وكيف فصل لنا القران الكريم حتى لا ننخدع بالقوم بمعسول حديثهم عن السلام والتطبيع، ونتحدث في اواخر رجب عن حادثة الاسراء والمعراج وربطها بالقضية، وعن قضية الاقصى وكامل فلسطين والارض المباركة في القران الكريم والسنة النبوية وعناية السلف الصالح وتاريخ المغاربة مع القدس والقضية، ونتحدث عن قصة قبلتنا الاولى، وعن باب المغاربة، ونتحدث عن الطفل الفلسطيني ومعاناته مع المعابر الحواجز الكثيرة قبل ان يصل المدرسة، وعن الطفل الاسير وعن اطفال الحجارة وعن الطفل الدرة.. وعن معاناة اطفال غزة مع الحصار والتجويع والقصف والهدم والترويع والدمار…وعن المراة الفلسطنية ومعاناتها واسيراتها وعن صناعتها وتربيتها للمجاهدين الفلسطنيين كخنساء فلسطين وربما الكثيرات منهن، وعن الشيخ الفلسطيني، وعن امعان العدو في تغيير ملامح فلسطين بقتل الانسان الاصلي فيها وتهجير الالاف وتغيير اسماء البلدات واجتهاده في محو الاثار حتى القبور..وعن تدميره البيئة الفلسطينية وتجريف اشجار الزيتون المعمر اكثر من عمره، وتدمير خزانات المياه ودكه للمستشفيات ومطاحن الحبوب ومحطات الوقود والكهرباء ومراكز الاتصالات وحتى الملاجئ الاممية، وتجريفه الطرق وكل اسباب الحياة، ويمكن نتحدث عن خذلان المسلمين او بالاحرى معظم حكامهم وجيوشهم، وعن مناصرة الغرب للعدوان الصهيوني عقيدة قبل ان يكون بدافع سياسي واقتصادي حيث استطاعت الصهيونية التغلل في مفاصيل العقلية المسيحية وخصوصا البروتستانتية منها فهم من زرعوا هذا الكيان بدءا بوعد بالفور ويمدونه باسباب الحياة والبقاء والعدوان..وعندما يتعلق الامر بامداد هذه الغدة السرطانية تصم الاذان وتعمى الاعين وتتوقف العقول عن مجرد التفكير في شيء اسمه حقوق الانسان وكرامة الانسان وحق الحياة والوجود للانسان الفلسطيني….انها مواضيع شتى ومحاور متنوعة يتم تصريفها بتفعيل التلاميذ انفسهم ولهم الكثير مما يمكن ان يفاجئوكم به، فهناك المحاضرة والندوة والورشات والمسابقات والتظاهرات وحمل الشارات والرموز الفلسطينية والايام الفلسطينية ورسوم الاطفال والمسرحيات واللوحات والجداريات والتعريف بالمكتبة الفلسطينية والروايات الفلسطينية الهادفة والمواقع الفلسطينية الجادة والنافعة، وتاريخ المقاومة الفلسطنية واي شيء صنع هذا الصمود والثبات وشراسة المواجهة في غزة العزة واصرار الاهالي على التشبث بالارض مهما كان الثمن.. وتوظيف الرحلة مثل زيارة التلاميذ لوكالة بيت مال القدس بالرباط، ليعرفوا شيئا من اعمالها ومشاريعها النافعة للمقدسيين حتى يصمدوا اكثر امام مخططات تهويد مدينة القدس بكاملها، ويمكن ايجاد توامات فردية ومؤسسية في تواصل مباشر مع الطفل الفلسطيني والقسم الدراسي الفلسطيني والمؤسسة التعليمية الفلسطينية…وعموما اذا صدق عزم الاساتذة الرساليين وضح لهم سبيل تفعيل قضية فلسطين والمسجد الاقصى في وجدان وقلوب وعقول ابنائنا وتلامذتنا حفظهم الله من كل مكر وسوء وهياهم ليكون خير خلف لخير سلف.