حتى يخرس مَنْ صدّع رؤوسنا بِقوله “دائما التوحيد”
هوية بريس – مصطفى بونمار
كلما التزمت البشرية بعقيدة التوحيد صلح حالها وسعدت أيامها، وكلما أعرضت عن عقيدة التوحيد غرقت في بحار الجهل وتاهت في صحراء الشقاء.
فحين اختل مفهوم عقيدة التوحيد لدى بعض الفرق والطوائف رأينا مظاهر شركية تنتشر بينهم، عبادة القبور والطواف بها وجعلها قبلة في الصلاة والدعاء، فضلا عن السجود لها، وما وقع في موسم بحيرات ثلاثاء بوكدرة إقليم أسفي حشود غفيرة من النساء ترمي ملابسها الداخلية بالطريق الرئيسية إيمانا منها بمعتقد شركي أن مرور ما يعتقدون شرفاء البحيرات فوقهم سيزوجهم في القريب العاجل وهذه الطقوس الشركية موجودة في كل مدينة وأعرض هؤلاء عن الأخذ بالأسباب الشرعية والدنيوية، وما يقع كذلك في المواسم والزوايا من شرك وذبح الى غير ذلك مما لا يخفى على أحد حتى أصبح ذلك ينقل على جميع القنوات فإن إعراض كثير من الناس عن عقيدة التوحيد يغرقهم في بحار الضلال والجهل، ولذلك تجد انتشار الإلحاد بينهم.
كما أن إعراض الكثير من الناس عن عقيدة التوحيد كان سببا في ضياعهم في صحراء الشقاء، فبرغم ترقي المدنية في حياتها إلا أن أرواحها مكتئبة ضجرة لا تستريح إلا بفقدان عقولها بإدمان المخدرات والمسكرات أو قتلها بالانتحار الذي بلغ مستويات رهيبة جدا في مجتمعات نبذ التوحيد.
ومن خطط العلمانية الآن التهوين من شأن العقيدة، فهم لا يريدون عقيدة ولا سلوكاً، ويقولون: الآن العقيدة مفهومة عند الناس، وبعض الدعاة السذج صدقوهم، ويقولون: انتهى عصر العقيدة، ونحن الآن في عصر التكنولوجيا وعصر تحديث الناس عن الصناعات وسر الخلق وعن هذه المعلومات
قضيتنا الكبرى قضية الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام وهي العقيدة، لا بد أن نكررها ونبدأ بها ونعيدها ونقول للناس: لا ينذر ولا يذبح لغير الله، ولا يستغاث بغير الله، ونخبرهم بالوسيلة والتوكل وأحكام العقيدة بكل صيغة وبكل أسلوب وهذا هو الصحيح لأن الإشراك بالله أكبر كبيرة وأخطر كبيرة وأعظم كبيرة، هي المصيبة التي لا تجبر، هي الكارثة التي لا دواء لها، يقول رب العزة: “إِنَّ اللّهَ لاَ يَغفِرُ أَن يُشرَكَ بِهِ وَيَغفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشرِك بِاللّهِ فَقَدِ افتَرَى إِثمًا عَظِيمًا” [النساء: 47].
إن البشرية ستبقى تدور في فلك الضلال والجهل ومسارات الشقاء والعذاب طالما أعرضت عن عقيدة التوحيد، والمسلمون ليسوا استثناء من ذلك، بل سبب شقائهم وألمهم اليوم ما وقعوا فيه من ضلال وجهل بحقيقة التوحيد ومتطلباته، فإلى التوحيد يا عباد الله تسلموا وتسعدوا.
اللهم إنَّا نعوذ بك من أن نُشرك بك شيئًا نعلمه، ونستغفرك لِما لا نعلمه.