حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي.. في 14 دجنبر..
هوية بريس- نور الهدى القروبي
لا خير في أمة تجهل تاريخها، ولا حاضر لها ولا مستقبل، إذا هي أهملت ماضيها وانشغلت عن دراسته وقراءته بالأحداث اليومية. لا بد من تعليل التاريخ، ولا بد قبل ذلك من معرفة أحداثه كما وقعت، لا كما يتأول فيها المتأولون خاضعين لأهوائهم وتقلباتهم النفسية.
نحاول، في هذا الركن “حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي”، رصد الأحداث التي شهدها نفس اليوم، على مر السنين، من تاريخ المسلمين.
نرصد، في هذا الركن، مواليد ووفيات أعيانهم، هزائمهم وانتصاراتهم، مؤتمراتهم وملتقياتهم، أخبار دولهم ومجتمعاتهم.
فيعيش القارئ، من خلال هذا الركن، اليوم بطعم الماضي، واللحظة الآنية بطعم حضارة كبرى، تلك هي الحضارة الإسلامية التي أشرقت فيها الشمس يوما وأشعت، ثم أفلت عنها بعد حين وغربت، والأمل في الله كبير.
ذكرى ميلاد ثريا الشاوي.. أول وأصغر رُبَّانة مغربية وعربية
ولدت ثريا الشاوي بمدينة فاس يوم 14 دجنبر عام 1936، وكانت أول وأصغر طيارة في العالم العربي الإسلامي، حيث تمكنت من اجتياز امتحان الكفاءة لقيادة الطائرات بنجاح وحصولها على شهادة الطيران سنة 1951 وهي لا تتجاوز 16 سنة من عمرها.
وكانت ثريا مولعة بالألعاب الميكانيكية وعاشقة لتفكيكها وتركيبها بعيدا عن ألعاب الأطفال العادية وترقبت بإعجاب الطائرات التي كانت تحلق فوق منزلها.
في صغرها مرضت ثريا بمرض صدري، فنصح الطبيب والدها بفاس أن يأخذ ابنته إلى مطار المدينة ويتوسط عند أحدهم ليقوم بجولة بالطفلة في الأعالي، فهو شفاء لحالتها. وقد جعلتها هذه التجربة تضع مجال الطيران هدفًا رئيسيًا لها.
وعلى الرغم من أن حلم الطيران كان صعب المنال، إلا أن والدها شجعها على تحقيقه حيث أصر على تسجيلها في مدرسة “تيط مليل” للطيران التي كانت مخصصة للفرنسيين. فكان حلم ثريا تحديًا للسلطات الاستعمارية حيث كان الفرنسيون يرون في جنسهم رمزًا للتفوق، وكانت تنالها نظرات محقرة عنصرية، لكنها كانت تحت حماية ورعاية أستاذها الإسباني. فيما كانت الأم والأب يقتطعان من ميزانية البيت لتوفير تكاليف الدراسة المكلفة، وكذا توفير ثمن التنقل إلى المدرسة التي كانت حينها في أطراف المدينة، في منطقة خلاء.
استطاعت ثريا، يوم الامتحان، التغلب على سوء الأحوال الجوية والسيطرة على الطائرة، وأبهرت اللجنة خصوصًا عندما حلقت على علو 3000 متر، وقطعت مسافة على شكل دائرة محيطها 40 كم، وبذلك حصلت ثريا على شهادة الطيران عن عمر 16عامًا في عام 1951، ونجحت في امتحان الكفاءة لقيادة الطائرات. وكان أول ما فعلته قيادة طائرة من نوع «بيبر» وقطعت المسافة بين الرباط والدار البيضاء، وعادت أدراجها إلى مطار تيط مليل، حيث أقام لها النادي الجوي للأجنحة الشريفة حفلاً تقديرًا لفوزها.
تصدر هذا الخبر عناوين الصحف الوطنية والدولية، حيث كانت ثريا أول امرأة عربية ومسلمة وأفريقية تحصل على شهادة الطيران في هذه السن المبكر، كما كانت سباقة في الحصول على وظيفة ربان طائرة في المغرب على مستوى الرجال والنساء معًا. عقب هذا النجاح تلقت الفتاة العديد من التبريكات المحلية والدولية.
لم يكن لثريا الشاوي اهتمام بالطيران فقط، بل كانت لها العديد من الاهتمامات والمواهب، التي تشمل التمثيل والأدب، وخصوصا الشعر والقصة، بالإضافة إلى إسهامها في العمل الجمعوي، من خلال تأسيسها جمعية “أخوات الإحسان”، وإلى جانب كل ذلك كانت للشاوي مواقف وطنية.
أصيبت ثريا إصابة بليغة في رئتها، مما تطلب شهورا من التداوي بسويسرا، وحين عادت، أسست أول مدرسة للطيران العسكري والمدني بالمغرب، واختارت رمز الطيران المغربي الذي لا يزال كما هو إلى اليوم، مثلما حررت كتابا بالتنسيق مع وزارة التجهيز والنقل لتعلم الطيران باللغة العربية.
تعرضت ثريا الشاوي إلى محاولات متكررة للاغتيال لكنها باءت بالفشل، أولها كان في أوائل نوفمبر 1954، حيث وضعت مجموعة إرهابية فرنسية قنبلة بباب الفيلا التي كانت تسكنها، ما ألحق خسائر جسيمة بالمكان لكن دون أن يصاب أحد. والثانية في أواخر دجنبر من نفس السنة، حيث أطلقت عليها ثماني طلقات من رشاشة أوتوماتيكية. ولحسن حظها لم تصب بأذى. وفي غشت 1955، حاول شرطيان فرنسيان إطلاق النار عليها وهي بداخل سيارتها بصحبة والدتها، لكن احتشاد الناس حولهما حال دون إصابتهما. وفي الأول من مارس عام 1956، أي قبل يوم واحد من اعلان استقلال المغرب عن الحماية الفرنسية، وكان عمرها 19 سنة، اغتيلت برصاص في رأسها خارج منزل عائلتها.
أحداث أخرى وقعت في 14 دجنبر
1950 – الجمعية العامة للأمم المتحدة توافق على إنشاء مفوضية الأمم المتحدة للاجئين والتي كان الهدف من إنشائها توفير المساعدات الإنسانية وحماية اللاجئين وحل مشكلاتهم في مختلف أنحاء العالم.
1987 – الإعلان الرسمي عن تأسيس حركة المقاومة الإسلامية – حماس كمنظمة وطنية جهادية تهدف إلى استرداد فلسطين الوطن التاريخي القومي للفلسطينيين وعاصمته القدس، أسس الحركة أحمد ياسين.
1988 – الولايات المتحدة توافق للمرة الأولى على إجراء مباحثات مباشرة مع منظمة التحرير الفلسطينية وذلك منذ اعتراف الأمم المتحدة بالمنظمة كممثل شرعي للشعب الفلسطيني ومنحها عضوية الأمم المتحدة بصفة مراقب.
2009 – قادة دول مجلس التعاون الخليجي يطلقون من الكويت مشروع الربط الكهربائي بين دولهم.