حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي.. في 17 دجنبر..

هوية بريس- نور الهدى القروبي

لا خير في أمة تجهل تاريخها، ولا حاضر لها ولا مستقبل، إذا هي أهملت ماضيها وانشغلت عن دراسته وقراءته بالأحداث اليومية. لا بد من تعليل التاريخ، ولا بد قبل ذلك من معرفة أحداثه كما وقعت، لا كما يتأول فيها المتأولون خاضعين لأهوائهم وتقلباتهم النفسية.

نحاول، في هذا الركن “حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي”، رصد الأحداث التي شهدها نفس اليوم، على مر السنين، من تاريخ المسلمين.

نرصد، في هذا الركن، مواليد ووفيات أعيانهم، هزائمهم وانتصاراتهم، مؤتمراتهم وملتقياتهم، أخبار دولهم ومجتمعاتهم.

فيعيش القارئ، من خلال هذا الركن، اليوم بطعم الماضي، واللحظة الآنية بطعم حضارة كبرى، تلك هي الحضارة الإسلامية التي أشرقت فيها الشمس يوما وأشعت، ثم أفلت عنها بعد حين وغربت، والأمل في الله كبير.

وفاة العالم الكبير ابن النفيس مكتشف الدورة الدموية الصغرى

في مثل هذا اليوم 17 دجنبر من عام 1288م توفي العالم الكبير ابن النفيس، وهو أبو الحسن علاء الدين علي بن أبي الحزم القرشي نسبة إلى قَرْش قرب دمشق، والمعروف بعلاء الدين ابن النفيس، أحد مشاهير الطب في التاريخ الإسلامي، ومكتشف الدورة الدموية الصغرى.
كان رحمه الله عالما موسوعيا وطبيبا عظيما ومؤلفا غزير الإنتاج في اللغة والفلسفة والطب والحديث، كما كان فقيها مشهورا، ويعد أحد رواد علم وظائف الأعضاء في الإنسان، أو ما يعرف اليوم بعلم الفيزيولوجيا.
ويعد ابن النفيس أول من تكلم عن تغذية العضلة القلبية من الشرايين الإكليلية أو التاجية، كما أبدع في شرح وظيفة الإبصار في العين، وهو أول من أشار إلى الاعتدال في تناول الملح، وقدم أدق الأوصاف عن أخطار الملح وتأثيره في ارتفاع ضغط الدم.
وترجع شهرة ابن النفيس العالمية إلى أنه مكتشف الدورة الدموية الصغرى، وذلك في كتابه المسمى “شرح تشريح القانون”، قبل الطبيب البريطاني وليام هارفي بعدة قرون، حيث أكد فيه مدى العلاقة بين علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء (الفيزيولوجيا).
ولابن النفيس نظريات صائبة في فيزيولوجيا الرؤية، وهو يفرق بين فعل الإبصار والتخيل، ويقول إن لكل من هذين الفعلين مركزا خاصا في الدماغ. وفي كلامه عن القرنية يقول إنها مؤلفة من أربع طبقات، وإنها شفافة “لا تحتوي على عروق دموية لئلا يتغير إشفافها”.
ولابن النفيس مصنفات عديدة اتصف فيها بالجرأة وحرية الرأي، إذ كان -خلافا لعلماء عصره- يناقض أقوال ابن سينا وجالينوس عندما يظهر خطؤها، أما كتبه في الطب فأهمها: المهذب في الكحل المجرب في طب العيون، والمختار في الأغذية، وشرح الهداية. والموجز في الطب، وهو موجز لكتاب “القانون في الطب” لابن سينا. وكتاب “الشامل في الطب”، الذي يتألف من ثلاثمئة مجلد.

أحداث أخرى وقعت في 17 دجنبر

1267م -اقيمت صلاة الجمعة لأول مرة بالجامع الأزهر في عهد الظاهر بيبرس سلطان مصر، بعد أن انقطعت فيه نحو قرن من الزمان على يد صلاح الدين الذي أبطل الخطبة بالجامع الأزهر حيث كان معقلا للشيعة الإسماعيلية.
1914- قررت بريطانيا العظمى خلع الخديوي عباس حلمي الثاني من منصبه في مصر وتنصب مكانة حسين كامل باسم السلطان، وتحويل مصر الى سلطنة، واعلان الحماية على مصر، وكان الخديوي عباس حلمي الثاني من انصار الدولة العثمانية، و قد تميز عهده الذى بدأ عام 1892 بظهور حركة ثقافية وسياسية وتعليمية ضخمة، احدثت نهضة فعلية في البلاد .
2004م – شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عملية اجتياح لخان يونس جنوب قطاع غزة تسمى “الحديد البرتقالي”، وتدمر نحو 40 منزلا تدميرا كليا، وتشرد نحو 50 عائلة يزيد عدد أفرادها عن 400 فرد.
1951- بدء ثورة الحبيب بورقيبة في تونس من أجل الاستقلال.
1978- التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد بين الرئيس المصري محمد أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجين.
2010 – إضرام محمد البوعزيزي النار في نفسه أمام مقرّ ولاية سيدي بوزيد.
1886م – مولد السيدة نبوية موسى، ولدت السيدة نبوية موسى رائدة حركة تعليم الفتيات في مصر ومن زعماء النهضة النسائية، تقدمت نبوية موسى للحصول على شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) في أول سابقة من نوعها ونجحت في الامتحان، وحصلت على الشهادة سنة 1907م، وكان لهذا النجاح ضجة كبرى، ونالت نبوية موسى بسببه شهرة واسعة.
1273م – وفاة الشاعر الصوفي الكبير جلال الدين محمد بن بهاء الدين محمد بن الحسين، المعروف بـ”جلال الدين الرومي”، صاحب الديوان المعروف باسم “مثنوي”، ومؤسس الطريقة المولوية، ولد بفارس لأسرة قيل: إن نسبها ينتهي إلى “أبي بكر”، وتحظى بمصاهرة البيت الحاكم في “خوارزم”، وأمه كانت ابنة “خوارزم شاه علاء الدين محمد”. وقد عُرف “جلال الدين” بالبراعة في الفقه وغيره من العلوم الإسلامية، واتسم شعر “جلال الدين الرومي” بالنزعة الصوفية الخالصة؛ فقد كان شعره أدبًا صوفيًّا كاملا، له كل المقومات الأدبية.