حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي.. في 2 يناير..
هوية بريس- نور الهدى القروبي
لا خير في أمة تجهل تاريخها، ولا حاضر لها ولا مستقبل، إذا هي أهملت ماضيها وانشغلت عن دراسته وقراءته بالأحداث اليومية. لا بد من تعليل التاريخ، ولا بد قبل ذلك من معرفة أحداثه كما وقعت، لا كما يتأول فيها المتأولون خاضعين لأهوائهم وتقلباتهم النفسية.
نحاول، في هذا الركن “حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي”، رصد الأحداث التي شهدها نفس اليوم، على مر السنين، من تاريخ المسلمين.
نرصد، في هذا الركن، مواليد ووفيات أعيانهم، هزائمهم وانتصاراتهم، مؤتمراتهم وملتقياتهم، أخبار دولهم ومجتمعاتهم.
فيعيش القارئ، من خلال هذا الركن، اليوم بطعم الماضي، واللحظة الآنية بطعم حضارة كبرى، تلك هي الحضارة الإسلامية التي أشرقت فيها الشمس يوما وأشعت، ثم أفلت عنها بعد حين وغربت، والأمل في الله كبير.
ذكرى وفاة شيخ الإسلام الإمام الترمذي
يصادف اليوم 2 يناير من عام 892م ذكرى وفاة المحدث الكبير أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك، المعروف بالترمذي، نسبة إلى ترمذ التي ولد بها سنة 824م، وهي بلدة قرب بلخ، في أوزباكستان، حيث تفرغ منذ صغره لطلب العلم حتى صار حافظًا معروفًا، اشتهر بكتابه الجامع الصحيح أو سنن الترمذي؛ أحد الكتب الستة المعروفة في الحديث النبوي. كما له عدة مصنفات مثل “الشمائل” و”أسماء الصحابة”. وقد عاش الترمذي في عصر إزدهار علم الحديث، وهو أول من تحدث في علم “الفقه المقارن”.
تلقى الترمذي العلم عن بعض شيوخ البخاري ومسلم، ومن شيوخ لم يلتقوا بهم أيضا، وكان البخاري أحد ابرز شيوخه، فروي أن الترمذي بكى كثيرًا لما توفى الإمام البخاري. ارتحل كثيرا لطلب العلم وسماع الحديث، فيقول عنه الحافظ المزي: طاف البلاد، وسمع خلقا كثيرا من الخراسانيين والعراقيين والحجازيين وغيرهم، وعلى الرغم من أن الترمذي لم يذهب إلى مصر والشام، إلا أنه روى عن علماءهم بالوساطة، وقيل أيضا أنه لم يدخل بغداد ويرجع ذلك إلى اضطراب الأحوال وانتشار الفتن.
وقد عاش في القرن الثالث الهجري إبان الدولة العباسية، وذلك القرن كان قرن الحديث النبوي بلا منازع، حيث ظهر فيه علماء الحديث الذي بذلوا جهداً في جمعه، وأبرزهم البخاري إلى مسلم إلى الترمذي وابن ماجه والنسائي وأبو داود. ويروى الترمذي نفسه أن الإمام البخاري قال له وقد تفقه عنه: “ما انتفعتُ بك أكثر مما انتفعت”.
بعد أن ألف كتابه المشهور الجامع أو السنن، المعروف بـ”سنن الترمذي” كان قد عرضه على علماء زمانه ممن تيسر له في الحجاز والعراق وخراسان فرضوا به. وقال الترمذي – نفسه – عن مؤلفه هذا: “من كان هذا الكتاب في بيته، فكأنما في بيته نبي يتكلم”… وهو دليل على الثقة والفخر بما أنجز من عمل، وقد كان معتزاً بمنجزه هذا وأن الفقهاء أخذوا به. ويبلغ عدد أحاديث الكتاب 3956 حديثاً، وتضمن الحديث مصنفاً على الأبواب، والفقه، وعلل الحديث، ويشتمل على بيان الصحيح من السقيم وما بينهما من المراتب. كذلك اشتمل على الأسماء والكنى، وعلى التعديل والتجريح، ومن أدرك النبي ومن لم يدركه ممن أسند عنه في كتابه، وذكر من روى ذلك.
كان للترمذي السبق في علم الفقه المقارن، فكان أول من تحدث فيه، بل يتميز كتابه “سنن الترمذي” الذي جمع الأحاديث فيه، بأنه أوثق المراجع وأقدمها في الخلاف الفقهي، خاصة في المذاهب المهجورة كمذهب الاوزاعي والثوري وغيرهم، واستطاع أيضا ان يحفظ مذهب الشافعي القديم، فيقول عنه العلامة ابو الحسن الندوي: وكان أول من طرق موضوع ما يسميه الناس اليوم الفقه المقارن، وكان له فضل كبير يجب أن تعترف الأمة به في حفظه لفقه المدارس الاجتهادية في عصره ولولاه لضاع منه الشيء الكثير وعفا عليه الزمان، وتلك خصيصة لجامعه تفرد بها من بين مصنفات الحديث والسنة، فهو أوثق المراجع وأقدمها في الخلاف، سيما في المذاهب المهجورة.
ومن أبرز كتبه الأخرى بعد السنن: “الشمائل المحمدية: الذي يعتبر من مراجع السيرة النبوية، وقد ذكر فيه الترمذي أوصاف النبي، وبيّن الشمائل والأخلاق والآداب التي تحلى بها للتأسي به سلوكاً وعملاً واهتداءً، فقسمه إلى 55 باباً، وجمع فيه 397 حديثاً.
أحداث أخرى وقعت في 2 يناير
1492 – نهاية الحكم العربي لإسبانيا بسقوط غرناطة واستسلام ملكها أبو عبد الله محمد الثاني عشر.
1947 – الزعيم الهندي مهاتما غاندي يبدأ مسيرة من أجل السلام في الهند بعد أن ظهرت بوادر الحرب الأهلية بين الهندوس والمسلمين في شبه القارة الهندية مع اقتراب الاستقلال من الاحتلال البريطاني.
1964 – الفريق أيوب خان يتولى رئاسة باكستان.
1984 – الجنرال محمدو بوهاري يعلن نفسه رئيسًا لنيجيريا.
1986 – افتتاح المسرح القومي في مصر بعد إعادة تجديده.
1992 – تسلم بطرس بطرس غالي مهام منصبه رسمياً كسكرتير عام للأمم المتحدة كأول عربي أفريقي يتولى هذا المنصب.
2006 – عناصر من أمناء جبل الهيكل يؤدون طقوسًا دينية تدعو لهدم المسجد الأقصى وعدم تقسيم القدس، ويعتدون على عدد من الشبان الفلسطينيين في باب الخليل والواد بالبلدة القديمة ويحاولون اقتحام المسجد الأقصى.
2008 – قتلى بهجمات بالعراق بينهم عشرة بتفجير انتحاري في بعقوبة .
2008 – القاعدة تعلن مسؤوليتها عن تفجير أسفر عن مقتل أربعة في الجزائر .
2009 – في اليوم السابع للعدوان على غزة استهداف منازل قياديي حماس والمقاومة ترد بالصواريخ .
2009 – تل أبيب تجهز الملاجئ تحسباً لصواريخ المقاومة الفلسطينية .
2010 – محكمة دنماركية توجه الإتهام لشاب صومالي بمحاولة قتل أحد رسامي الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد وأحد أفراد الشرطة، والشاب ينفي هذه الإتهامات.
2011 – مقتل فلسطينية أثناء تظاهرة احتجاجية ضد الجدار الإسرائيلي العازل في بلعين بالضفة الغربية،
والسلطة الوطنية الفلسطينية تعتبر الحادثة جريمة حرب.