حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي.. في 4 يناير..
هوية بريس- نور الهدى القروبي
لا خير في أمة تجهل تاريخها، ولا حاضر لها ولا مستقبل، إذا هي أهملت ماضيها وانشغلت عن دراسته وقراءته بالأحداث اليومية. لا بد من تعليل التاريخ، ولا بد قبل ذلك من معرفة أحداثه كما وقعت، لا كما يتأول فيها المتأولون خاضعين لأهوائهم وتقلباتهم النفسية.
نحاول، في هذا الركن “حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي”، رصد الأحداث التي شهدها نفس اليوم، على مر السنين، من تاريخ المسلمين.
نرصد، في هذا الركن، مواليد ووفيات أعيانهم، هزائمهم وانتصاراتهم، مؤتمراتهم وملتقياتهم، أخبار دولهم ومجتمعاتهم.
فيعيش القارئ، من خلال هذا الركن، اليوم بطعم الماضي، واللحظة الآنية بطعم حضارة كبرى، تلك هي الحضارة الإسلامية التي أشرقت فيها الشمس يوما وأشعت، ثم أفلت عنها بعد حين وغربت، والأمل في الله كبير.
فاس أول عاصمة إسلامية في المغرب
تأسست مدينة فاس في 4 يناير عام 789 على يد إدريس الثاني لتكون أول عاصمة إسلامية في المغرب الأقصى. وتنقسم فاس إلى 3 أقسام، فاس البالي وهي المدينة القديمة وفاس الجديد وقد بنيت في القرن الثالث عشر الميلادي، والمدينة الجديدة التي بناها الفرنسيون إبان فترة الاستعمار الفرنسي.
وقد اختارت اليونسكو مدينة فاس كأحد مواقع التراث العالمي في عام 1981م. وتعد المدينة القديمة في فاس أكبر منطقة خالية من المركبات والسيارات في العالم.
كانت مدينة فاس أحد ركائز الصراع بين الأمويين في الأندلس والفاطميين في شمال أفريقيا. ظلت المدينة تحت سيطرة الأمويين في الأندلس لمدة تزيد على الثلاثين عاما وتمتعت خلال تلك المدة بالازدهار الكبير. وعندما سقطت الخلافة الأموية بقرطبة وقعت مدينة فاس تحت سيطرة أمراء زناتة الحكام المحليين للمغرب في تلك الفترة، سيطر بعدها المرابطون على المدينة، وتلاهم الموحدون الذين حاصروا المدينة تسعة أشهر ودخلوها في عام 1143 م. قام بنو مرين بالسيطرة على المدينة بعد سقوط دولة الموحدين واتخذوها مركزا لهم بدلا من مراكش، وأنشأوا مدينة ملكية وإدارية جديدة عرفت بالمدينة البيضاء. في عهد المرينيين عرفت مدينة فاس عصرها الذهبي إذ قام أبو يوسف يعقوب المنصور ببناء فاس الجديدة سنة 1276 م وحصنها بسور وخصها بمسجد كبير وبأحياء سكنية وقصور وحدائق.
وأصبحت مركزا للدولة العلوية في المغرب في 1649 م، وبقيت مركزا تجاريا هاما في شمال أفريقيا. وظلت المدينة المصدر الوحيد للطربوش الفاسي حتى القرن التاسع عشر الميلادي، عندما بدأ يصنع في كل من تركيا وفرنسا.
في التاريخ الحديث، كانت فاس عاصمة للمملكة المغربية حتى عام 1912 م (فترة الاحتلال الفرنسي والتي استمرت حتى 1956 م)، وتم فيها تحويل العاصمة إلى مدينة الرباط. هاجر العديد من سكان فاس إلى المدن الأخرى وخاصة يهود المدينة، إذ أفرغ حي الملاح تماما من ساكنيه، وكان لهجرة السكان من المدينة أثر بليغ على الاقتصاد.
يوجد بفاس معالم أثرية تدل على حضارتها عبر العصور الإسلامية، ومن أهم ما بقي من هذه الآثار السور وبواباته الثمانية (باب محروق، باب الدكاكين، باب المكينة، باب أبي الجنود، باب الفتوح، باب البرجة، باب السمارين، باب جبالة، باب الكيسة، باب سيدي بوجيدة، باب الخوخة، باب زيات، باب الحديد) بأقواسها الرائعة والنقوش والتخريم البارز فوقها والتي ترجع إلى عهد المرينيين. وقد تجدد بعضها في العصور التالية ولكنها ظلت محتفظة بطابعها.
وفي داخل الأسوار تميزت المدينة بوجود عشرة آلاف بناية أصلية، وسبعين كيلو مترا من القنوات المتدفقة من مياه الوادي والعيون، وبها أربعة آلاف نافورة وسقاية. تميز المدينة قصورها التي شيدها المرينيون على التلال التي تطل على فاس من جهة الشمال، وكذلك المنازل القديمة المكونة من طابقين حولها أفنية ضيقة لكنها كسيت بحشوات من الفسيفساء الخزفية، ويحاط بعض المنازل بالحدائق والبساتين.
يوجد في مدينة فاس واحد من أعرق وأقدم المؤسسات العلمية وهو جامع القرويين الذي أسسته السيدة فاطمة بنت محمد الفهري عام 245هـ / 859 م بعد تأسيس المدينة بمدة (51) عاما. وقد بقي الجامع والجامعة العلمية الملحقة به مركزا للنشاط الفكري والثقافي والديني قرابة الألف سنة. وبعد أن وسعه أبو يوسف يعقوب المريني صار الجامع يستوعب (22) ألف مصل. كما صار يدخل إليه من (17) بابا منها بابان لدخول النساء، وكان هذا الجامع الفريد في بنائه وهندسته يضاء في عصوره الأولى بـ (509) مصباحا قائما فوق قواعد قد يزيد وزنها على (700) كيلو جراما. وتعتبر جامعة القرويين في العصر الحديث أقدم جامعة ثقافية في العالم حيث تخرج منها بعض علماء الغرب.
وفضلا عن هذا الجامع فإن فاس كانت تضم (785) مسجدا جميعها أو معظمها كانت مدارس بالضبط كمساجد البصرة والكوفة تدرس فيها علوم الدين وعلوم اللغة والتاريخ وغير ذلك من العلوم. ولعل من أكبر مدارس فاس مدرسة السلطان أبو عنان المريني التي أسسها عام 756هـ / 1355 م وكان قد ألحق بها مسجدا للصلاة يتحلى بمنارة “مئذنة” لا مثيل لها في الجمال والأناقة.
أحداث أخرى وقعت في 4 يناير
1610 – إنشاء المسجد الأزرق في اسطنبول.
1878 – الحرب الروسية التركية (1877-1878): وحدة روسية، بقيادة الجنرال يوسف گوركو في ظروف بالغة الصعوبة، تعبر البلقان وتستولي على صوفيا، محررة إياها من الحكم العثماني.
1908 – مولاي عبد الحفيظ يصبح سلطان المغرب.
1941 – ح.ع.2: معركة البردية التي انتصر فيها الجيش البريطاني بقيادة الجنرال ريتشارد اوكونور على الجيش الإيطالي في طبرق بليبيا.
1946 – بدأت لجنة التحقيق الأنكلوأمريكية أعمالها في فلسطين لوضع توصيات بشأن تسوية الموقف هناك. وأوصت اللجنة بعدم تأسيس دولة عربية ولا دولة يهودية في فلسطين، واقترحت ترك الأراضي الفلسطينية تحت الانتداب البريطاني لحين إنهاء العداء بين العرب واليهود. وقد رفض كلا الجانبين العربي واليهودي مقترحات اللجنة.
1950 – إسرائيل تعلن القدس عاصمة لها، في مخالفة للقوانين الدولية.
1961 – مؤتمر الدار البيضاء بين أقطاب أفريقيا، جمال عبد الناصر، محمد الخامس، كوامي نكروما، جومو كنياتا.
1967 – في تركيا، افتتاح خط أنابيب نفط بين بطمان-الإسكندرونة، بطول 490 كم.
1967 – افتتاح خط أنابيب نفط العراق.
1965 – إسرائيل تعلن أن عدد يهود الفلاشا المهاجرين إليها 250 الف يهودي.
1986 – المؤتمر الطارئ لوزراء الخارجية العرب في تونس.
1986 – بدء إنشاء جسر السلطان محمد الفاتح عبر بوغاز اسطنبول.
1989 – أحداث خليج سرت 1989: المقاتلات الاعتراضية من طراز إف 14 التابعة للبحرية الأمريكية تسقط مقاتلتين ليبيتين، من طراز ميگ 23، داخل المياه الإقليمية لليبيا في خليج سرت بالبحر الأبيض المتوسط.
2010 – افتتاح برج خليفة بدبي رسميًا كي يكون أعلى برج بالعالم. يبلغ ارتفاعه 828 مترا ، وهو من تصميم المعماري الأميركي أدريان سميث، وقامت بالتنفيذ شركة من كوريا الجنوبية. الطوابق الـ 37 السفلية من البرج مخصصة لفندق ، فيما تؤثث 700 شقة سكنية على 63 طابقا من طوابقه. وتشغل المكاتب ما تبقى من مساحاته. وقد أعدت تركيبة خصوصية من الخرسانة لتشييد برج خليفة مع استخدام آلاف الأطنان من الثلج أثناء البناء. وفي البناية 65 مصعداً كهربائياً، إلا أن مصعداً واحداً منها فقط ينطلق دفعة واحدة من الطابق الأول وحتى الطابق الأخير. وتعتبر مصاعد البرج من اسرع المصاعد في العالم ، حيث تبلغ سرعتها 18 مترا في الثانية.