حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي.. في 6 يناير..
هوية بريس- نور الهدى القروبي
لا خير في أمة تجهل تاريخها، ولا حاضر لها ولا مستقبل، إذا هي أهملت ماضيها وانشغلت عن دراسته وقراءته بالأحداث اليومية. لا بد من تعليل التاريخ، ولا بد قبل ذلك من معرفة أحداثه كما وقعت، لا كما يتأول فيها المتأولون خاضعين لأهوائهم وتقلباتهم النفسية.
نحاول، في هذا الركن “حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي”، رصد الأحداث التي شهدها نفس اليوم، على مر السنين، من تاريخ المسلمين.
نرصد، في هذا الركن، مواليد ووفيات أعيانهم، هزائمهم وانتصاراتهم، مؤتمراتهم وملتقياتهم، أخبار دولهم ومجتمعاتهم.
فيعيش القارئ، من خلال هذا الركن، اليوم بطعم الماضي، واللحظة الآنية بطعم حضارة كبرى، تلك هي الحضارة الإسلامية التي أشرقت فيها الشمس يوما وأشعت، ثم أفلت عنها بعد حين وغربت، والأمل في الله كبير.
ذكرى وفاة الصحابي عمرو بن العاص
عمرو بن العاص (ولد عام 573 – وتوفي في 6 يناير عام 664)، هو صحابي جليل عاصر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكان قائدا عسكريا عربيا مسلما، اشتهر بقيادته الجيوش الإسلامية لفتح مصر عام 640، أسس الفسطاط وجعلها عاصمة لمصر، وبنى مسجد عمرو بن العاص الذي يعتبر أول مسجد في أفريقيا. وكان عمرو بن العاص داهية من دهاة العرب، وصاحب رأي و فكر، و فارساً من الفرسان.
نشأ عمرو في بيت مترف، وكان فصيح اللسان، قوي الحجة، ثابت الجنان، قوي البنية ماهراً بالقتال بالسيف وبضروب الفروسية، حاضر البديهة، محباً للشعر ويقرضه أحياناً، عمل أول أمره بالتجارة وأكسبه ذلك سعة الأفق ومعرفة الناس، إضافة إلى اطلاعه على أوضاع البلاد التي تاجر معها وأحوالها، وقد أهّله ذلك ليكون رسول قريش، قبل إسلامه، مع عبد الله بن أبي ربيعة إلى النجاشي ملك الحبشة، ليطلبا منه طرد المسلمين الذين كانوا قد هاجروا إلى بلده فراراً بدينهم، وإعادتهم إلى مكة، فأجرى النجاشي مقابلة بينهما وبين ممثل المهاجرين جعفر بن أبي طالب أخفق فيها عمرو وصاحبه، فحاول عمرو إقناع النجاشي ثانية بإخراجهم من بلاده ولكنه رفض، وأمر أن يرد عليهم ما حملاه من هدايا قريش له ولبطارقته. وقد كان لهذه المهمة أثر في نفسه، لما لمسه من المسلمين من إيمان بعقيدتهم ومحبة بعضهم لبعض.
بعد عودته، أخذ يتتبع أخبار المسلمين في مكة والمدينة، ثم مضى إلى الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) ليسلم على يده، وكان برفقته خالد بن الوليد وعثمان بن طلحة، وذلك في السنة الثامنة للهجرة.
وقال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: “أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص”. قدّر النبي ما تميز به عمرو من ذكاء ومواهب وحسن رأي، فعقد له على سرية عرفت باسم سرية ذات السلاسل، مؤلفة من ثلاثمئة رجل، وأرسله لإخضاع قضاعة، ثم أمدّه الرسولr بمئتين من المهاجرين والأنصار، فيهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وأمّر عليهم أبا عبيدة بن الجراح، فلما وصل المدد رغب عمرو بن العاص في إمارة الجيش، فاستجاب أبو عبيدة لرغبته خوفاً من الفرقة وعملاً بتوجيهات الرسول له، ألاّ يختلف مع ابن العاص لئلاّ يؤدي ذلك إلى إضعاف المسلمين وانقسامهم، وعرفت هذه الحملة بذات السلاسل لأنها جرت عند ماء معروف بهذا الاسم.
عاد عمرو إلى المدينة بعد أن حقق الهدف الذي أُرسل من أجله، وكان الرسول قد أرسله من قبل أيضاً في مئة من المسلمين إلى قبيلة هذيل لهدم صنمها المسمى سواع، ثم كلفه الذهاب إلى عُمان لدعوة ولدي الجُلَنْدَى (جَيْفَر وعَبّاد) حاكمَي عُمان إلى الإسلام، وقد أقنع عمرو أصغر الأخوين باعتناق الإسلام واستعان به لإقناع أخيه الأكبر، فلما عرف الرسول بنجاح مهمته أوكل إليه جمع صدقات عُمان، فبقي في عمله نحو سنتين، ثم عاد إلى المدينة حين وفاة الرسول.
لما كانت خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- جعل ولاية مصر لعمرو بن العاص -رضي الله عنه- بعدما افتتحها، فبقي واليًا عليها حتى توفي عمر -رضي الله عنه-، وجاءت خلافة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- فأقره على ولايتها أربع سنوات حتى عُزل عنها.
وقيل إنّ من أسباب عزله أنّه كان شديدًا على الخوارج فكانوا لا يستطيعون الكلام بسوء عن أمير المؤمنين عثمان -رضي الله عنه-، فاستمروا على هذه الحالة حتى اشتكوا ذلك إلى عثمان -رضي الله عنه، فعزله.
بعد وفاة عثمان -رضي الله عنه-، ذهب عمرو بن العاص إلى معاوية بن أبي سفيان وقاتل معه في المعارك التي خاضها وشهد العديد من المشاهد معه؛ فعيّنه معاوية بن أبي سفيان واليًا على مصر مرة ثانية، وبقي واليًا عليها حتى وافته المنية عن عمر تجاوز ال ٩٠عاماً. وكانت آخر كلماته (اللهم أمرتنا فعصينا ونهيتنا فما انتهينا ولا يسعنا إلا عفوك يا أرحم الراحمين).
أحدث أخرى وقعت في 6 يناير
1118 – حروب الاسترداد: ألفونسو المعارك بالمقاتل بگاستون الرابع حاكم بيارن، العائد بالتكتيكات الناجحة في حصار القدس 1099 (الحملة الصليبية الأولى)، فيستولي على سرقسطة من حاكمها ملك مرسية المسلم.
1492 – فرديناند وإيزابلا الملوك الكاثوليك، يدخلان غرناطة، منهين حروب الاسترداد.
1809 – إبرام معاهدة اسطنبول، التي بمقتضاها تتنازل الدولة العثمانية عن القرم وكوبان إلى روسيا.
1842 – أفغانستان: القوات البريطانية تغادر مدينة كابول وتتعرض لمذبحة بعد انسحابها بقليل (معركة گندماك).
1924 – المؤلف حافظ إبراهيم افندي تحكم عليه محكمة الاستقلال بالسجن لمدة عام.
1961 – أجري في الجزائر وفرنسا استفتاء على سياسة الرئيس ديغول. 75 بالمائة من المصوتين في فرنسا و69 بالمائة في الجزائر أيدوا سياسة الرئيس الفرنسي. وبذلك مُنحت الجزائر حق تقرير المصير. فاستأنفت السلطات الفرنسية المفاوضات مع جبهة التحرير الوطني الجزائرية التي قاطع أعضاؤها الاستفتاء.
1987 – ليبيا تعترف لأول مرة، بأنها قامت بعمليات عسكرية في تشاد، جنوب خط العرض 16 شمالاً.
1989 – بدأ في جبهة الحرب العراقية الإيرانية هجوم الجيش الإيراني على البصرة. وتكبد العراقيون خسائر جسيمة نتيجة هذا الهجوم، حيث بلغ عدد الدبابات المدمرة سبعمائة دبابة. واستمرت العملية شهرا كاملا وكان هدفها النهائي هو احتلال البصرة. إلا أنه أمكن وقف زحف الإيرانيين على مسافة عشرة كيلومترات من المدينة.
1993 – الأمم المتحدة تخلق منطقة حظر طيران في العراق شمال خط العرض 32 شمالاً.
2000 – تظاهر العشرات من الصهاينة الذين يعملون في سلطة الآثار “الإسرائيلية” احتجاجاً على عمليات الترميم في المسجد الأقصى المبارك.
2007 – في فلسطين، محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، يعارض حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تسيطر على الحكومة، معلناً أنها قوة “غير شرعية” تسيطر عليها الحكومة الإسلامية، والتي كانت قد أعلنت تضاعف عددها، وهددت للانتقام من “أي تعدي”.
2009 – الكيان الصهيوني شن هجوماً على غزة، باسم عملية الرصاص المصبوب.