حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي.. في 24 يناير..
هوية بريس- نور الهدى القروبي
لا خير في أمة تجهل تاريخها، ولا حاضر لها ولا مستقبل، إذا هي أهملت ماضيها وانشغلت عن دراسته وقراءته بالأحداث اليومية. لا بد من تعليل التاريخ، ولا بد قبل ذلك من معرفة أحداثه كما وقعت، لا كما يتأول فيها المتأولون خاضعين لأهوائهم وتقلباتهم النفسية.
نحاول، في هذا الركن “حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي”، رصد الأحداث التي شهدها نفس اليوم، على مر السنين، من تاريخ المسلمين.
نرصد، في هذا الركن، مواليد ووفيات أعيانهم، هزائمهم وانتصاراتهم، مؤتمراتهم وملتقياتهم، أخبار دولهم ومجتمعاتهم.
فيعيش القارئ، من خلال هذا الركن، اليوم بطعم الماضي، واللحظة الآنية بطعم حضارة كبرى، تلك هي الحضارة الإسلامية التي أشرقت فيها الشمس يوما وأشعت، ثم أفلت عنها بعد حين وغربت، والأمل في الله كبير.
ذكرى اغتيال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
يوافق اليوم 24 يناير من عام 661م، ذكرى اغتيال الإمام علي بن أبي طالب على يد عبد الرحمن بن ملجم، أحد أعلام فرقة الخوارج، طعنا بخنجر مسموم أثناء صلاة الفجر، مما أدى إلى وفاته رضي الله عنه بعد أيام متأثرًا بالسم. بعد وفاة علي، أُعدِم ابن ملجم قصاصًا بأمر من الحسن بن علي الذي بويع خليفة للمسلمين.
ويعد علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين عند السنة، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، اُغتيل في المسجد الكبير بالكوفة في العراق حاليا، كان يبلغ من العمر 62 أو 63 عاماً، وكان الخليفة الثالث الذي تم اغتياله، بعد عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان.
وتعود الأحداث التي كانت السبب في اغتيال علي إلى زمن وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث اختلف المسلمون حول الخلافة من بعده. فأعطى المسلمون في سقيفة بني ساعدة الولاء لأبي بكر كخليفة للمسلمين. ورشح حينها سعد بن عبادة نفسه وأيده الأنصار في ذلك، في حين رشح عمر بن الخطاب أبا بكر مؤكداً على أحقية المهاجرين في الخلافة. ولقي هذا الترشيح تأييد المسلمين ممن كانوا في السقيفة. وخلف عمر أبا بكر الصديق، إلى أن قتل عام 644. بعد وفاة عمر، كان علي، وهو ابن عم النبي محمد وصهره، منافساً لعثمان على المنصب. فأصبح عثمان الخليفة من خلال الشورى، وأصبح علي الخليفة بعد اغتيال عثمان عام 656.
وتزامنت خلافة علي مع الفتنة الأولى. إذ بويع للخلافة بالمدينة المنورة في اليوم التالي لمقتل عثمان فبايعه أغلب من كان في المدينة من الصحابة والتابعين. نقل علي عاصمة الخلافة إلى الكوفة وحكم في حِقبةٍ عُرِفَت بعدم الاستقرار السياسي والتي احتاجت إلى الحِكمة والدراية الفقهية. استمرت مدة خلافته خمس سنوات. واجه خلالها معارضة من جهة، تمردت عائشة وطلحة والزبير عليه في مكة، ومن ناحية أخرى رفض الحاكم الأموي لبلاد الشام معاوية بن أبي سفيان الولاء له كخليفة جديد، ولذلك نشبت حرب حول منصب الخلافة. حيث طلب معارضو علي معاقبة قتلة عثمان لكن عليا كانت له أسبابه في تأخير الانتقام حينها. التقى طلحة والزبير بعائشة وقرروا المسير إلى البصرة رافعين شعار الانتقام لعثمان، فساروا بجيشٍ من مكة إلى البصرة بعشرة آلاف مقاتل، وتحرك إليهم علي ولقيهم على مشارف البصرة، وانتهت المعركة بانتصار علي وسُميت بموقعة الجمل عام 656. ثم قاتل علي أيضًا في معركة صفين عام 657 معاوية على الحدود السورية العراقية، وانتهت المعركة في طريق مسدود ودخل حينها في التحكيم مع معاوية.
بعد معركة صفين وعندما قبل علي التحكيم مع معاوية تحديداً، عارضت مجموعة من جيش علي بالتحكيم عُرفت فيما بعد باسم الخوارج. فقد عارضوا حينها الحكم البشري في مسألة الدين واستخدموا شعار “لا حكم إلا حكم الله” أي عدم حاجة الأمة الإسلامية لخليفة في زمن السلم. وفي سنة 658 انتهكوا يمين الولاء، وتمردوا وهددوا علانية بقتل أي مسلم لن ينضم معهم، وقاموا بتسليح البدو ودربوهم للقتال وجعلوهم ينضمون إلى ثوراتهم، لكن في نهاية المطاف هزمهم علي في معركة النهروان.
أحداث أخرى وقعت في 24 يناير
1800 – توقيع اتفاقية العريش بين كليبر والعثمانيين بخصوص جلاء الفرنسيين عن مصر.
1960 – أعلن الفرنسيون المقيمون في الجزائر انتفاضة دخلت التاريخ تحت مسمى”أسبوع المتاريس”، وذلك احتجاجا على قرار الرئيس ديگول بمنح الجزائريين حق تقرير المصير. إلا أن الجيش ظل على ولائه للحكومة فأجهضت الإنتفاضة. وكانت نتيجتها الوحيدة هي إرجاء المفاوضات بشأن مصير الجزائر.
1972 -انقلاب في إمارة الشارقة قام به حاكم الإمارة السابق الشيخ صقر بن سلطان القاسمي وذلك لاسترداد الحكم من ابن عمه الشيخ خالد بن محمد القاسمي، وقد أدى الانقلاب إلى مقتل الشيخ خالد وتسلم الشيخ صقر للحكم مرة أخرى.
1981 – انعقاد مؤتمر القمة الإسلامية في الطائف في المملكة العربية السعودية.
2012 -رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي يعلن إنهاء حالة الطوارئ المفروضة بالبلاد منذ عام 1981 وذلك قبل يوم من الذكرى الأولى لاندلاع ثورة 25 يناير.
2017 – اختتام محادثات أستانة للسلام في سوريا التي جرت بين ممثلين عن النظام السوري وعدد من فصائل المعارضة المسلحة، برعاية دولية.