حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي.. في 5 فبراير..
هوية بريس- نور الهدى القروبي
لا خير في أمة تجهل تاريخها، ولا حاضر لها ولا مستقبل، إذا هي أهملت ماضيها وانشغلت عن دراسته وقراءته بالأحداث اليومية. لا بد من تعليل التاريخ، ولا بد قبل ذلك من معرفة أحداثه كما وقعت، لا كما يتأول فيها المتأولون خاضعين لأهوائهم وتقلباتهم النفسية.
نحاول، في هذا الركن “حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي”، رصد الأحداث التي شهدها نفس اليوم، على مر السنين، من تاريخ المسلمين.
نرصد، في هذا الركن، مواليد ووفيات أعيانهم، هزائمهم وانتصاراتهم، مؤتمراتهم وملتقياتهم، أخبار دولهم ومجتمعاتهم.
فيعيش القارئ، من خلال هذا الركن، اليوم بطعم الماضي، واللحظة الآنية بطعم حضارة كبرى، تلك هي الحضارة الإسلامية التي أشرقت فيها الشمس يوما وأشعت، ثم أفلت عنها بعد حين وغربت، والأمل في الله كبير.
مولد المولى إدريس الأول
ولد إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، يوم 05 فبراير عام 789 بمكة ، وهو أول من دخل المغرب من الطالبيين ومؤسس أول حضارة عربية في المغرب، و مؤسس دولة الأدارسة بالمغرب الأقصى، وإليه نسبتها وهو أول ملوك المغرب.
ويُنسب الأشراف الأدارسة إلى جدهم إدريس الأول بن عبد الله الكامل المحض بن الحسن المُثنّى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب، وسيدتنا فاطمة الزهراء رضي الله عنها، بنت سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
اتجه مولاي إدريس إلى مصر خوفاً من أذى العباسيين ثم استقر في شمال أفريقيا بالمغرب الأقصى ، وحط رحاله في قبيلة أوربة البربرية وكان أميرها آنذاك هو إسحاق بن محمد بن عبد الحميد، وقد استجار به المولى إدريس، فأكرمه ودعمه و زوجه ابنته كنزة أم ابنه الوحيد إدريس الثاني، وجمع قبائل البربر لتأييده فبايعوه بعد أن عرفوا انه حفيد رسول الله صلى الله عليه و سلم.
ولما تمت البيعة قام بتجهيز جيش ضخم فغزا بلاد “تامسنا” وما حولها وفتحها، وأسلم أهلها على يده، عمل إدريس الأكبر على تكوين جيش من قبائل زناتة وأوربة وصنهاجة وهوارة، وبدأ في شن حملات من اجل نشر الإسلام في بقية مناطق المغرب، واستطاع إدريس أن يجمع الكثير من الأنصار و يبني دولة قوية موسعة.
ثم توجه إلى المغرب الأوسط فغزا “تلمسان” لفتحها ، فخضعوا له و بايعوه، و استولى على مدينة سبتة وتزايد المبايعون و الأنصار حوله، ثم عاد إلى وليلي و اتخذها عاصمة له و خلع طاعة بني العباس، و بدأ يفكر بشن حملاته نحو الشرق، و هذا ما أدى إلى تخوف الخلافة العباسية من تزايد قوة إدريس الأول وزحفه في اتجاه الشرق، فربما يحن لمسقط رأسه بالحجاز و إذا تمكن من الوصول إلى المشرق فمعناه القضاء على دولة العباسيين، فقام هارون الرشيد بإرسال جيش لمحاربة مولاي إدريس، ومنعه من ذلك بعد المسافة بينهما، كما فكر في عواقب هزيمة جيشه أمام جيش مولاي إدريس إذا قام بأي خطوة غير محسوبة، و أن هذا سيجلب له المتاعب و ربما حربا لا قبل له بها يشنها إدريس للهجوم على مصر و الشام، فلجأ هارون الرشيد إلى الحيلة للقضاء عليه فبعث إليه رجلا في غاية الدهاء و المكر يدعى سليمان بن جرير الشماخ، فتظاهر أمامه بأنه لا يخضع لسلطة بني العباس وتقرب من حاشيته، فوثق به وقربه منه، و بعد أن سيطر عليه بكلماته المعسول، جعله يستنشق العطر المسموم ذات يوم و قتله بالغدر وهرب.
ومن الآثار المهمة التي خلفها المولى إدريس مدينة مولاي إدريس زرهون، المتواجدة بنحو 20 كلم من مدينة مكناس، والتي كانت في عهده أول عاصمة للمغرب، ومن آثاره كذلك مسجد ومنبر للخطبة في تلمسان، الذي كتب فيه بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أمر به إدريس بن عبد الله بن حسن بن علي بن أبي طالب، كما يقول بعض المؤرخين أن المولى إدريس الأول بنى مدينة فاس، وأتم بناءها ابنه إدريس الثاني.
كما قام بضرب السكة بتدغة عندما نقش في وسط وجهها “لا إله إلا الله وحده لا شريك له” وبدائرتها “بسم الله”. ونقش في الوجه الآخر صورة هلال ثم “محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم” وتحته ”علي” ثم وهذا ما أمر به إدريس بن عبد الله جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا” وكان وزن هذه القطعة غرام ونصف من الفضة الخالصة وسميت هذه السكة بالدرهم الإدريسي الفضي.
توفي المولى إدريس الأول سنة 793م، ودفن بجبل زرهون حيث يتواجد ضريحه الذي يقع في ساحة بئر انزران الساحة الرئيسية وسط المدينة.
أحداث أخرى وقعت في 05 فبراير
1521 – سليمان القانوني يعلن نفسه “سيد بلغراد”، التي صدت من قبل هجمات السلطانين مراد الثاني ومحمد الثاني.
1822 – مقتل علي پاشا اليانيني الذي كان يسيطر على الجزء الأكبر من ألبانيا واليونان، وذلك بعد حصار حصنه لعدة أشهر. القتل حدث أثناء اجتماعه مع مبعوثين من وزارة الحربية العثمانية. وكان اليانيني قد تحالف مع الثورة اليونانية واتهمه السلطان العثماني بالكفر.
1877 – عزل السلطان عبد الحميد الثاني لأحمد مدحت باشا عن الصدارة العظمى في الدولة العثمانية.
1887 – الدولة العثمانية تنزل إلى البحر غواصة “عبد المجيد” (وكان اسمها من قبل “تحت البحر”) وأدخلتها ضمن أسطولها الحربي، وكانت هذه أول مرة يستخدم فيها العثمانيون الغواصة.
1962 – الرئيس الفرنسي شارل ديگول ينادي باستقلال الجزائر.
2003 – وزير الخارجية الأمريكي “كولن باول” يلقي خطاباً أمام مجلس الأمن مقدماً فيه ما ادعى أنها أدلة على امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل.