حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي.. في 11 فبراير..
هوية بريس- نور الهدى القروبي
لا خير في أمة تجهل تاريخها، ولا حاضر لها ولا مستقبل، إذا هي أهملت ماضيها وانشغلت عن دراسته وقراءته بالأحداث اليومية. لا بد من تعليل التاريخ، ولا بد قبل ذلك من معرفة أحداثه كما وقعت، لا كما يتأول فيها المتأولون خاضعين لأهوائهم وتقلباتهم النفسية.
نحاول، في هذا الركن “حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي”، رصد الأحداث التي شهدها نفس اليوم، على مر السنين، من تاريخ المسلمين.
نرصد، في هذا الركن، مواليد ووفيات أعيانهم، هزائمهم وانتصاراتهم، مؤتمراتهم وملتقياتهم، أخبار دولهم ومجتمعاتهم.
فيعيش القارئ، من خلال هذا الركن، اليوم بطعم الماضي، واللحظة الآنية بطعم حضارة كبرى، تلك هي الحضارة الإسلامية التي أشرقت فيها الشمس يوما وأشعت، ثم أفلت عنها بعد حين وغربت، والأمل في الله كبير.
مبارك يتنحى عن حكم مصر
أعلن عمر سليمان نائب الرئيس المصري يوم 11 فبراير عام 2011 تنحي الرئيس حسني مبارك عن حكم دام 30 عاماً لمصر، وتم تكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد، وضج ميدان التحرير وسط القاهرة بمظاهر فرح المحتجين الذين اعتصموا فيه لنحو أسبوعين، وخرج مئات الآلاف في مسيرات احتفالية.
وتولى حسني مبارك حكم مصر، وعمره 53 عاما، عقب اغتيال الرئيس أنور السادات، في 14 أكتوبر 1981. وقد لاقت سياسته الخارجية ترحيبا وإشادة من الغرب، وظل حليفا قويا للولايات المتحدة، ما جعله وسيطا مهما في عملية السلام العربية – “الإسرائيلية”. وكان مبارك مهندسا لعودة مصر إلى الصف العربي في ثمانينيات القرن المنصرم بعد نحو عقد من العزلة، بسبب توقيعها على اتفاقية السلام عام 1979 مع “إسرائيل”.
ولكن المصاعب الكثيرة التي تعرض لها خلال فترة حكمه، ومن بينها مقاومته الإصلاحات السياسية التي بدأ تنفيذها في السنوات الأخيرة، وما أشيع عن نيته توريث السلطة لنجله جمال، أدت دورا كبيرا في إنهاء حكمه.
وجاء قرار مبارك بالتنحي عن السلطة بعد 18 يوماً من الاحتجاجات المليونية شهدتها القاهرة وعدد من المدن المصرية تطالبه بالرحيل والتنحي. وسقط قرابة 300 قتيل وآلاف الجرحى عندما حاولت قوات الامن قمع التظاهرات في أيامها العشرة الاولى. ومنذ الثالث من فبراير 2011، سمحت قوات الجيش المنتشرة في الشوارع للمحتجين بالتظاهر بشكل سلمي من دون تدخل.
وقال بيان أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة حينها، ان المجلس يضمن “تنفيذ الاجراءات الآتية.. أولا.. إنهاء حالة الطوارئ فور انتهاء الظروف الحالية.. الفصل في الطعون الانتخابية وما يلي بشأنها من إجراءات.. إجراء التعديلات التشريعية اللازمة وإجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة في ضوء ما تقرر من تعديلات دستورية.”
وأضاف بيان المجلس الاعلى للقوات المسلحة “ثانيا.. تلتزم القوات المسلحة برعاية مطالب الشعب المشروعة والسعي لتحقيقها من خلال متابعة تنفيذ هذه الاجراءات في التوقيتات المحددة بكل دقة وحزم حتى يتم الانتقال السلمي للسلطة وصولا للمجتمع الديمقراطي الحر الذي يتطلع اليه أبناء الشعب.”
وتابع بيان المجلس الاعلى للقوات المسلحة “ثالثا.. تؤكد القوات المسلحة على عدم الملاحقة الامنية للشرفاء الذين رفضوا الفساد وطالبوا بالإصلاح (من المحتجين) وتحذر من المساس بأمن وسلامة الوطن والمواطنين. “كما تؤكد على ضرورة انتظام العمل بمرافق الدولة وعودة الحياة الطبيعية حفاظا على مصالح وممتلكات شعبنا العظيم.”
أحداث أخرى وقعت في 11 فبراير
1681 – الدولة العثمانية تصدق على معاهدة بخچي سراي مع روسيا والتي كانت مدتها (20) عاما، وكانت تقضي بتقسيم أوكرانيا بين العثمانيين وروسيا.
1837 – إنشاء أول وزارة للمعارف في مصر والعالم العربي باسم “ديوان المدارس”، وقد تولى رئاستها مصطفى مختار باشا، وكان من أعضاء البعثة العلمية الأولى التي أرسلها محمد علي إلى فرنسا.
1839 – السلطان العثماني محمود الثاني يفتتح “مكتب معارف عدلية” الذي يعد النواة التي نشأت عليها كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في تركيا.
1934 – الإمام اليمني يحيى حميد الدين يبرم مع بريطانيا اتفاقية تقضي بسحب الإمام لقواته من المحميات الجنوبية التي دخلتها، وإقامة تعاون وسلام وعلاقات تجارية بين الطرفين، كما تضمنت الاتفاقية أول اعتراف رسمي بريطاني بحكم الإمام واستقلال مملكته في شمال اليمن.
1959 – اتحاد إمارات الجنوب العربي، التي سيصبح لاحقاً اليمن الجنوبي، يـُخلق كمحمية بريطانية.
1968 – اندلاع اشتباكات على الحدود “الإسرائيلية”-الأردنية.
1970 -مصادمات بين قوات الأمن الأردنية والمجموعات الفلسطينية في شوارع عمان، مما أدى إلى مقتل 300. وفي محاولته منع خروج دوامة العنف عن السيطرة، قام الملك الحسين بن طلال بالإعلان قائلاً: «نحن كلنا فدائيون، وأعفى وزير الداخلية من منصبه».
1979 – انتصار “ثورة الشيعية” في إيران بقيادة الخميني وقيام “الجمهورية الإسلامية” وهروب الشاه إلى مصر..
1986 – ميناء الفاو العراقي يسقط في يد القوات الإيرانية.
2007 – قام رئيس الدولة الروسية بأول زيارة في التاريخ إلى المملكة العربية السعودية. وكانت روسيا السوفيتية في حينها أول بلد يعترف بالدولة التي أعلن الملك ابن سعود تأسيسها. وفيما بعد ضعفت تلك العلاقات ثم انقطعت.