حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي.. في 16 فبراير..
هوية بريس- نور الهدى القروبي
لا خير في أمة تجهل تاريخها، ولا حاضر لها ولا مستقبل، إذا هي أهملت ماضيها وانشغلت عن دراسته وقراءته بالأحداث اليومية. لا بد من تعليل التاريخ، ولا بد قبل ذلك من معرفة أحداثه كما وقعت، لا كما يتأول فيها المتأولون خاضعين لأهوائهم وتقلباتهم النفسية.
نحاول، في هذا الركن “حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي”، رصد الأحداث التي شهدها نفس اليوم، على مر السنين، من تاريخ المسلمين.
نرصد، في هذا الركن، مواليد ووفيات أعيانهم، هزائمهم وانتصاراتهم، مؤتمراتهم وملتقياتهم، أخبار دولهم ومجتمعاتهم.
فيعيش القارئ، من خلال هذا الركن، اليوم بطعم الماضي، واللحظة الآنية بطعم حضارة كبرى، تلك هي الحضارة الإسلامية التي أشرقت فيها الشمس يوما وأشعت، ثم أفلت عنها بعد حين وغربت، والأمل في الله كبير.
ذكرى وفاة مارية القبطية
توفيت في مثل هذا اليوم 16 فبراير من عام 637، أم المؤمنين ماريَّة بنت شمعون القبطية، آخر زوجات رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أهداها المقوقس كبير القبط صاحب مصر والإسكندرية سنة سبع للهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. أنجبت للرسول ثالث أبنائه إبراهيم، وهي الوحيدة التي أنجبت لرسول الله من بعد زوجته الأولى خديجة بنت خويلد.
وبعث المقوقس مع حاطب بن أبي بلتعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع مارية القبطية وأختها سيرين، وألف مثقالٍ ذهبًا، وعشرين ثوبًا ليِّنًا، وبغلته الدلدل، وحماره عُفَيْرًا، وعرض حاطب على مارية الإسلام، ورغبها فيه فأسلمت.
وكانت مارية بيضاء جميلة، فأنزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم في العالية، في مكان يقال له: سرية أم إبراهيم، وكان يختلف إليها هناك، وفي السنة الثامنة من الهجرة في شهر ذي الحجة وُلد إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم من مارية القبطية، وغارت نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتد عليهن حين رزق منها الولد.
وبولادة إبراهيم أصبحت مارية حرة عن ابن عبَّاس قال: لما ولدت مارية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أعتقها ولدها”، وعاش إبراهيم ابن الرسول سنة وبضع شهور يحظى برعاية الرسول الكريم، ولكنه مرض قبل أن يكمل عامه الثاني، ومات إبراهيم عليه السلام في شهر ربيع الأول سنة عشر من الهجرة، وقد بلغ ستة عشر شهرًا، وقد حزنت مارية حزنًا شديدًا على موت إبراهيم، وبكاه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما لم يبكي أحدا من ولده.
ماتت مارية القبطية رضي الله عنها بعد النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين، في عهد عمر بن الخطاب، الذي حشر الناس لشهودها، وصلَّى عليها بالبقيع.
أحداث أخرى وقعت في 16 فبراير
1918 – الأتراك يضرمون النار في مكتبة بغداد ويحرقون 20.000 كتاب.
1985 – الجيش اللبناني ينتشر في صيدا بعد انسحاب الجيش “الإسرائيلي” منها.
1989 – تأسيس مجلس التعاون العربي الذي يضم مصر والأردن والعراق واليمن الشمالي.
1992 – اغتيال أمين عام حزب الله عباس الموسوي في غارة “إسرائيلية”.
2001 – في العراق، طائرة أمريكية تقصف العاصمة بغداد.
2003 – في غزة، مقتل خمسة أعضاء في حماس في انفجار منزل.
2005 – الكنيست “الإسرائيلي” يقر قانون بانسحاب عشرين مستوطنة في غزة وتسليم أراضيهم إلى السلطة الوطنية الفلسطينية، بعد 38 عاماً من الاحتلال.
2011 – انطلاق أولى مظاهرات فعلية لإسقاط نظام معمر القذافي في ليبيا ، بمدينة البيضاء وسقوط أولي شهداء ثورة 17 فبراير بالمدينة ذاتها.
2020 – العديد من البلدات والقرى في الضواحي الغربية لمدينة حلب، ومنهم حريتان وعندان وكفر داعل، يسيطر عليهم الجيش العربي السوري وحلفاؤه في هجوم خاطف.