حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي.. في 23 فبراير..

هوية بريس- نور الهدى القروبي

لا خير في أمة تجهل تاريخها، ولا حاضر لها ولا مستقبل، إذا هي أهملت ماضيها وانشغلت عن دراسته وقراءته بالأحداث اليومية. لا بد من تعليل التاريخ، ولا بد قبل ذلك من معرفة أحداثه كما وقعت، لا كما يتأول فيها المتأولون خاضعين لأهوائهم وتقلباتهم النفسية.

نحاول، في هذا الركن “حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي”، رصد الأحداث التي شهدها نفس اليوم، على مر السنين، من تاريخ المسلمين.

نرصد، في هذا الركن، مواليد ووفيات أعيانهم، هزائمهم وانتصاراتهم، مؤتمراتهم وملتقياتهم، أخبار دولهم ومجتمعاتهم.

فيعيش القارئ، من خلال هذا الركن، اليوم بطعم الماضي، واللحظة الآنية بطعم حضارة كبرى، تلك هي الحضارة الإسلامية التي أشرقت فيها الشمس يوما وأشعت، ثم أفلت عنها بعد حين وغربت، والأمل في الله كبير.

ذكرى وفاة بديع الزمان الهمذاني صاحب المقامات

تحل اليوم ذكرى وفاة بديع الزمان الهمذاني، المبتكر الأول لفن المقامة، والذي انتشر على نحو واسع كأحد فنون النثر في الأدب العربي، كما يعد الرائد الحقيقي للصحافة في الأدب العربي، فقد كانت رسائله ومقاماته النقدية الاجتماعية هي البدايات الحقيقية الأولى لذلك الفن الذي عُرف فيما بعد بالصحافة.
وولد بديع الزمان أبو الفضل أحمد بن الحسين الهمذاني في همذان سنة 969م، لأسرة عربية ذات علم وفضل ومكانة مرموقة، فقد كان أخوه الحسين بن يحيى مفتي همذان. ونشأ بديع الزمان في بيئة علمية خصبة، حيث كانت همذان موطن عدد كبير من العلماء الأعلام الذين تتلمذ على يدهم، ومنهم أحمد بن فارس وأبو بكر محمد بن الحسين الفراء اللغويين الشهيرين.
وترجع شهرة بديع الزمان الهمذاني إلى مقاماته التي كان له فضل السبق إليها، فهو أول من ابتكر فكرتها، وأطلق عليها هذا الاسم حتى اشتهر بها وقد أعجب كثير من الأدباء بهذا اللون الجديد من فنون الأدب، فاقتفوا أثره ونسجوا على منواله. وأصل المقامة في اللغة: المجلس والجماعة من الناس، وقد أُطلقت على المحاضرة، كما أطلقت على المجالس التي كان يستقبل فيها الخلفاء الأدباء والعلماء.
ويذكر الثعالبي في ترجمته لبديع الزمان أنه أملى أربعمائة مقامة بنيسابور، ولكن الذي وصلنا منها لا يتجاوز اثنتين وخمسين مقامة فقط. وقد اخترع الهمذاني بطلين لمقاماته، سمى أحدهما عيسى بن هشام، والآخر أبا الفتح الإسكندري، وجعل الأول رواية، والثاني بطلا مغامرًا، وكانت شخصية هذا الأخير مثيرة متعددة الجوانب، تثير العجب وتدعو إلى الإعجاب، فهو يحترف الكُدية (التسول)، ويتميز بالفصاحة في اللسان، والبراعة في الشعر، كما أنه شخصية فكاهية مرحة، يتسم بالذكاء وخفة الظل، محب للمغامرة وارتياد المجهول. كما أن وموضوعات المقامات -في معظمها- ذات صلة بالناس، وتتعلق بالحياة اليومية والمشكلات العامة، وتصور أخلاق المعاصرين وأحوال العصر أحسن تصوير.
توفي بديع الزمان الهمذاني في 23 فبراير عام 1008م عن عمر بلغ أربعين عامًا، وتذكر الروايات أنه مات بالسكتة، وعُجّل بدفنه فأفاق في قبره، وسمع صوته بالليل، فنُبش عنه، فوجدوه قابضًا على لحيته، ولكن ابن خلكان يذكر أنه مات مسمومًا دون أن يشير إلى من دس له السم، أو أن له أعداء.

أحداث أخرى وقعت في 23 فبراير

1802 – نابليون بونابرت يوقع مع باي تونس حمودة باشا معاهدة تحالف ضد البريطانيين.
1912 – بداية الحرب الإيطالية التركية بقصف بيروت من قِبل القوات الإيطالي.
1955 – إنشاء حلف بغداد بين كل من العراق وتركيا لمناهضة المد الشيوعي فيما أطلق عليه “الشرق الأوسط”، وقع على الاتفاقية رئيس وزراء العراق نوري السعيد، ورئيس وزراء تركيا عدنان مندريس.
1966 – اللجنة العسكرية في حزب البعث بقيادة صلاح جديد تنقلب على القيادة القومية في الحزب ومن بينهم مؤسس الحزب ميشيل عفلق ورئيس الجمهورية السورية أمين الحافظ.
1979 – اندلعت الحرب بين شطري اليمن الجنوبي والشمالي.
1991 – بعد ثمان ساعات من انتهاء المهلة التي أعطاها الرئيس الأمريكي جورج هـ.و. بوش للعراق كي ينسحب من الكويت، قوات التحالف تدخل العراق مؤذنة ببداية المعارك الأرضية في حرب الخليج الثانية لتحرير الكويت.
2005 – شرطة الاحتلال “الإسرائيلي” تطلب الحصول على 61 مليون شيكل (13.2 مليون دولار أمريكي) بهدف القيام بإجراءات أمنية داخل المسجد الأقصى بحجة حمايته.
2009 – افتتح المتحف الوطني العراقي في بغداد بعد انقطاع دام ست سنوات. وكانت أكبر مجموعة من الآثار في العالم قد نهبت وسرقت اثناء احتلال الأميركيين لبغداد. الجيش الأمريكي لم يتمكن من حماية المتحف فنهبت موجوداته الثمينة التي جمعت منذ عام 1923. وبات نهب هذا المتحف أكبر خسارة ثقافية للبشرية في مطلع القرن الحادي والعشرين. ومن آلاف التحف المسروقة من المتحف تمت اعادة سبعة آلاف قطعة فقط، بعضُها عثر عليه في اليابان وأمريكا اللاتينية.