حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي.. في 25 فبراير..

هوية بريس- نور الهدى القروبي

لا خير في أمة تجهل تاريخها، ولا حاضر لها ولا مستقبل، إذا هي أهملت ماضيها وانشغلت عن دراسته وقراءته بالأحداث اليومية. لا بد من تعليل التاريخ، ولا بد قبل ذلك من معرفة أحداثه كما وقعت، لا كما يتأول فيها المتأولون خاضعين لأهوائهم وتقلباتهم النفسية.

نحاول، في هذا الركن “حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي”، رصد الأحداث التي شهدها نفس اليوم، على مر السنين، من تاريخ المسلمين.

نرصد، في هذا الركن، مواليد ووفيات أعيانهم، هزائمهم وانتصاراتهم، مؤتمراتهم وملتقياتهم، أخبار دولهم ومجتمعاتهم.

فيعيش القارئ، من خلال هذا الركن، اليوم بطعم الماضي، واللحظة الآنية بطعم حضارة كبرى، تلك هي الحضارة الإسلامية التي أشرقت فيها الشمس يوما وأشعت، ثم أفلت عنها بعد حين وغربت، والأمل في الله كبير.

مذبحة الحرم الإبراهيمي

في فجر يوم الجمعة 25 فبراير عام 1994 الموافق الـ 15 رمضان 1415 للهجرة، قام المستوطن “الإسرائيلي” باروخ غولدشتاين بتنفيذ مجزرة شنيعة بالحرم الإبراهيمي بالخليل، بإطلاقه النار على المصلين، مما أدى إلى استشهاد 29 مصليا وإصابة 150 آخرين.

ولتنفيذ جريمته البشعة وقف باروخ غولدشتاين خلف أحد أعمدة المسجد الإبراهيمي وانتظر حتى سجد المصلون وفتح عليهم نيران سلاحه الرشاش وهم سجود، كما قام مستوطنون آخرون بمساعدته في تعبئة الذخيرة التي احتوت رصاصا متفجرا، حيث اخترقت شظايا القنابل والرصاص رؤوس المصلين ورقابهم وظهورهم. وقام جنود الاحتلال الموجودون في الحرم بإغلاق أبواب المسجد لمنع المصلين من الهرب، كما منعوا القادمين من خارج الحرم من الوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى.

وعقب المجزرة وفي اليوم نفسه، تصاعد التوتر في مدينة الخليل وقراها وكافة المدن الفلسطينية وداخل مناطق الخط الأخضر، وقد بلغ عدد القتلى نتيجة المصادمات مع جنود الاحتلال حينها ستين شهيدا.

ويوم 18 مارس 1994، صادق مجلس الأمن الدولي على قرار يدين مجزرة الحرم الإبراهيمي، ويدعو لاتخاذ إجراءات لحماية الفلسطينيين بما فيها نزع سلاح المستوطنين.

ومنذ وقوع المجزرة، توالت الاعتداءات على المسجد الإبراهيمي وأغلقت البلدية القديمة في محيطه، وأغلق شارع الشهداء الذي يعتبر الشريان الرئيسي وعصب الحياة للفلسطينيين، ما أدى لإغلاق 1800 محل تجاري بالبلدة القديمة، كما منع رفع الأذان في الحرم عشرات المرات شهريا، وفصلت مدينة الخليل وبلدتها القديمة عن محيطها.

ووظف الاحتلال “اتفاقية الخليل” المبرمة مع السلطة الفلسطينية عام 1997 لتعميق الاستيطان بالبلدة القديمة التي يسكنها نحو أربعين ألف فلسطيني، وهي المصنفة بـ “إتش 2” وتقع تحت سيطرة “إسرائيل” الأمنية، ويحتلها كذلك نحو 35 ألف يهودي موزعين على 27 مستوطنة، وعشرات البؤر الاستيطانية والعسكرية بالبلدة القديمة ومحيط محافظة الخليل التي يسكنها قرابة خمسمئة ألف فلسطيني.

أحداث أخرى وقعت في 25 فبراير

1156 – اندلاع ثورة إسلامية في صفاقس (تونس المعاصرة) ضد الحكم النورماني لمملكة صقلية.
1856 – حرب القرم: بدء مؤتمر باريس للسلام الذي سيستمر 34 يوماً. يبدأ بتوجيه وزير الخارجية الفرنسي ألكسندر كولونا- والويسكي. وفود الدولة العثمانية، النمسا، بريطانيا العظمى، فرنسا وروسيا يناقشون شروط السلام بحلول 30 مارس.
1954 – فرار الرئيس السوري أديب الشيشكلي (1909 – 1964) إلى بيروت بعد انقلاب عسكري أنهى فترة حكمه الثانية.
1954 – جمال عبد الناصر يصبح رئيساً لوزراء مصر.
1957 – عقدت في القاهرة قمة الدول العربية الأربع مصر وسوريا والأردن والمملكة العربية السعودية لبحث الموقف من مبدأ أيزنهاور الذي أعلن قبل ذلك بقليل. ووفقا لهذا المبدأ اعتبرت الولايات المتحدة منطقة الشرق الأوسط مجالاً لنفوذها ومصالحها. فقررت القمة الرباعية ألا تعارض مبدأ أيزنهاور رسمياً، وأن تعمل في الواقع على الحيلولة دون تطبيقها.
1961 – إلغاء معاهدة الحماية البريطانية للكويت وتعلن استقلالها، في عهد أميرها الشيخ عبد الله السالم الصباح (1895-1965).
1966 – تعيين نور الدين الأتاسي (1929 – 1994) رئيساً للجمهورية العربية السورية بعد يومين من انقلاب عسكري داخل حزب البعث الاشتراكي الحاكم أطاح بالرئيس أمين الحافظ.
1976 – ڤيتو أمريكي على قرار مجلس الأمن الذي يستنكر ضم “إسرائيل” للقدس الشرقية.
1984 – الأمريكان يكملون انسحاب آخر جنودهم من العاصمة اللبنانية بيروت.
1991 – حرب الخليج: صاروخ سكود عراقي يضرب ثكنات عسكرية أمريكية في الظهران، السعودية، فيقتل 28 من قوات احتياط الولايات المتحدة من پنسلڤانيا.
1991 -العراق يعلن قراره بسحب قواته من الكويت بعد ستة أسابيع من الهجوم الأمريكي والغربي والعربي عليه. وكان الجيش العراقي قد اجتاح الكويت في 2 أغسطس 1990.