حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي.. في 2 رمضان..
هوية بريس- نور الهدى القروبي
لا خير في أمة تجهل تاريخها، ولا حاضر لها ولا مستقبل، إذا هي أهملت ماضيها وانشغلت عن دراسته وقراءته بالأحداث اليومية. لا بد من تعليل التاريخ، ولا بد قبل ذلك من معرفة أحداثه كما وقعت، لا كما يتأول فيها المتأولون خاضعين لأهوائهم وتقلباتهم النفسية.
نحاول، في هذا الركن “حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي”، رصد الأحداث التي شهدها نفس اليوم، على مر السنين، من تاريخ المسلمين.
نرصد، في هذا الركن، مواليد ووفيات أعيانهم، هزائمهم وانتصاراتهم، مؤتمراتهم وملتقياتهم، أخبار دولهم ومجتمعاتهم.
فيعيش القارئ، من خلال هذا الركن، اليوم بطعم الماضي، واللحظة الآنية بطعم حضارة كبرى، تلك هي الحضارة الإسلامية التي أشرقت فيها الشمس يوما وأشعت، ثم أفلت عنها بعد حين وغربت، والأمل في الله كبير.
بناء مدينة القيروان
شُرع في مثل هذا اليوم 2 رمضان عام 50هـ في بناء مدينة القيروان تحت إشراف فاتحها العظيم الصحابي عقبةَ بن نافع {رضي الله عنه}. وتقع مدينة القيروان في تونس على بُعد 160 كم من العاصمة تونس. والقيروان كلمةٌ معرّبةٌ عن (كاراوان) باللغة الفارسية ومعناها (مَوْضِع النزول وتعني مكان السلاح ومحط الجيش أو استراحة القافلة وموضع اجتماع الناس في الحرب..).
وكان الهدف من بناء القيروان أن يستقر بها المسلمون، إذ كان يخشى عقبةَ إن رجع المسلمون عن أهل إفريقيا أن يعودوا إلى دينهم.
وتعتبر القيروان من أقدم وأهم المدن الإسلامية، بل هي المدينة الإسلامية الأولى في منطقة المغرب ويعتبر إنشاء مدينة القيروان بداية تاريخ الحضارة العربية الإسلامية في المغرب العربي، فلقد كانت المدينة تلعب دورين هامين في آن واحد، هما: الجهاد والدعوة، فبينما كانت الجيوش تخرج منها للغزو والتوسع، كان الفقهاء يخرجون منها لينتشروا بين البلاد يعلِّمون العربية وينشرون الإسلام. فهي بذلك تحمل في كلّ شبر من أرضها عطر مجد شامخ وإرثا عريقا يؤكده تاريخها الزّاهر ومعالمها الباقية التي تمثل مراحل هامة من التاريخ العربي الإسلامي.
لقد بقيت القيروان حوالي أربعة قرون عاصمة الإسلام الأولى لإفريقيا والأندلس ومركزا حربيّا للجيوش الإسلامية، ونقطة ارتكاز رئيسية لإشاعة اللغة العربية. وعندما تذكر القيروان يذكر القائد العربي الكبير عقبة بن نافع وقولته المشهورة: «اللهم اشهد أني بلغت المجهود ولولا هذا البحر لمضيت فى البلاد أقاتل من كفر بك حتى لا يعبد أحد من دونك».
واشْتَهرت القيروان في التاريخ بعلمها وفقهائها، في مقدمتهم الفقيه العظيم عبد الله بن أبي زيد القَيْرَوَاني صاحب (الرسالة الفقهية). ومن أهم معالم القيروان: ـ جامع عقبة بن نافع ـ وحَوْض الأغالبة. وهي معالم لا تزال قائمة إلى اليوم.
أحداث أخرى وقعت في 2 رمضان
8 هـ – خروج الرسول صلى الله عليه وسلم لفتح مكة.
65 هـ- تولي عبد الملك بن مروان الخلافة الأموية.
114 هـ – قيام معركة “بلاط الشهداء”: في 2 رمضان 114 هـ الموافق 26 من أكتوبر 732م، حيث اشتعلت المعركة بين المسلمين بقيادة “عبد الرحمن الغافقي” والفرنجة بقيادة “شارل مارتل”، وجرت أحداث هذه المعركة في فرنسا في المنطقة الواقعة بين مدينتي “تور” و”بواتييه”، وقد اشتعلت المعركة مدة عشرةَ أيامٍ من أواخر شعبان حتى أوائل شهر رمضان، ولم تنتهِ المعركة بانتصارِ أحد الفريقين، لكنَّ المسلمين انسحبوا بالليل وتركوا ساحة القتال.
82هـ – فتح بلاد المغرب الاوسط حيث كانت الجيوش الإسلامية في شمال أفريقيا تواجه الروم من جهةٍ والبربر من جهةٍ أخرى، وكانت زعيمة البربر تُسمَّى الكاهنة وقد استطاعت أن تجمع شملهم وتحارب المسلمين سنوات طويلة، ولم يستطع القائد المسلم زهير بن قيس أن ينتصر عليها حتى جاء الحسان بن النعمان الذي صمم على فتح جميع بلاد المغرب إذ انطلق متوجهًا إلى أواسطِ المغرب والتقى بجيوش الكاهنة وانتصر عليها في رمضان عام 82 هـ.
132هـ – سقوط الدولة الأموية وقيام العباسية: في 2 رمضان عام 132هـ الموافق 13 إبريل 750م استولى عبد الله أبو العباس على دمشق بعد عمل مضن استمر عدة سنوات، وبعد خروج اخر الخلفاء الامويين منها، وبذلك سقطت الدولة الأموية التي امتدت لمدة 90 عاما تقريبا، وقامت الدولة العباسية وتعتبر السلالة العباسية هي السلالة العربية الثانية بعد الاموية التي حكمت العالم الاسلامي.
350 هـ ــ وفاة عبد الرحمن الناصر، ثامن الأمراء الأمويين في الأندلس. وهو أول من حمل لقب الخلافة. وعُرف بأمير المؤمنين، هو الحفيد السادس لعبد الرحمن الداخل، مؤسس الدولة الأموية في الأندلس. والذي كان يُنْعَت بصقر قريش.
1239هـ استولى المصريون على جزيرة كريت وقديماً أطلق عليها العرب (اقريطش)، وعرفت عند الأتراك باسم (جزيت) وحديثاً باسم جزيرة كريت، وتتبع حالياً اليونان وهي أكبر الجزر اليونانية، وتوجد ضمن الحوض الشرقي للبحر المتوسط، وفي أقصى جنوب بحر إيجه.