حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي.. في 3 رمضان..
هوية بريس- نور الهدى القروبي
لا خير في أمة تجهل تاريخها، ولا حاضر لها ولا مستقبل، إذا هي أهملت ماضيها وانشغلت عن دراسته وقراءته بالأحداث اليومية. لا بد من تعليل التاريخ، ولا بد قبل ذلك من معرفة أحداثه كما وقعت، لا كما يتأول فيها المتأولون خاضعين لأهوائهم وتقلباتهم النفسية.
نحاول، في هذا الركن “حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي”، رصد الأحداث التي شهدها نفس اليوم، على مر السنين، من تاريخ المسلمين.
نرصد، في هذا الركن، مواليد ووفيات أعيانهم، هزائمهم وانتصاراتهم، مؤتمراتهم وملتقياتهم، أخبار دولهم ومجتمعاتهم.
فيعيش القارئ، من خلال هذا الركن، اليوم بطعم الماضي، واللحظة الآنية بطعم حضارة كبرى، تلك هي الحضارة الإسلامية التي أشرقت فيها الشمس يوما وأشعت، ثم أفلت عنها بعد حين وغربت، والأمل في الله كبير.
وفاة فاطمة الزهراء رضي الله عنها
في مثل هذا اليوم، الثالث من رمضان، سنة إحدى عشرة للهجرة الموافق 21 نوفمبر 632م تُوفيت السيدة فاطمة الزهراء بنت الرسول، صلى الله عليه وسلم، وزوجة على بن أبى طالب رضى الله عنه، وأم سبطي الرسول الحسن والحسين رضى الله عنهما.
كانت فاطمة أصغر بنات النبي صلى الله عليه وسلم، أمُّها خديجة أمُّ المؤمنين، وكانت سيدة النساء في زمنها، وقد ذكر النبي عليه الصلاة والسلام أنه كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا أربع، والسيدة فاطمة رضي الله عنها إحدى هؤلاء الأربع، وعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ)
ولدت فاطمة قبل البعثة بقليل، وتزوجها الإمام علي كرم الله وجهه في ذي القعدة من سنة اثنتين بعد وقعة بدر. ولها منه أولادها الحسن، والحسين، والمحسن، وأم كلثوم، وزينب.
وكان عليه الصلاة والسلام يحبها، ويكرمها، ويسرُّ إليها، ومناقبها غزيرة، وكانت رضي الله عنها صابرة، دينية، خيرة، قانعة، شاكرة لله عز وجل.
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (ما رأَيْتُ أحدًا كان أشبهَ سمتًا وهَدْيًا ودَلًّا. والهدى والدال، برسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم من فاطمةَ كرَّمَ اللهُ وجَهْهَا؛ كانت إذا دخَلَتْ عليه قام إليها، فأخَذَ بيدِها وقبَّلَها وأَجْلَسَها في مجلسِه، وكان إذا دخَلَ عليها قامت إليه، فأَخَذَتْ بيدِه فقَبَّلَتْه وأَجَلَسَتْه في مجلسِها). صححه الألباني.
وجاء عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنّها قالت: (أقبلَتْ فاطمةُ تَمشِي كأنَّ مِشْيَتَها مَشْيُ النبيِّ- صلى الله عليه وسلم، فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: مرحبًا بابنتي! ثم أَجلَسَها عن يمينِه أو عن شمالِه، ثم أسرَّ إليها حديثًا فبَكَتْ، فقلتُ لها: لِمَ تَبكين؟ ثم أسرَّ إليها حديثًا فضَحِكَت، فقلت: ما رأيتُ كاليومِ فرحًا أقربَ مِن حزنٍ، فسألتُها عما قال، فقالت: ما كنتُ لِأُفْشِيَ سرَّ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حتى قُبِضَ النبي صلى الله عليه وسلم فسأَلْتُها، فقالت: أسرَّ إليَّ: إن جبريلَ كان يُعارِضني القرآنَ كلَّ سنةٍ مرةَ، وإنه عارَضَني العامَ مرتين، ولا أراه إلا حضرَ أجلي، وإنك أُوَّلُ أهلِ بيتي لَحَاقًا بي. فبكيتُ! فقال: أما تَرْضَيْنَ أن تكوني سيدةَ أهلِ الجنةِ، أو نساءَ المؤمنين. فضَحِكْتُ لذلك). – رواه البخاري.
أحداث أخرى وقعت في 3 رمضان
2 هـ، وصول المسلمين إلى بدر: في الثالث من رمضان سنة 2 هـ، خرج رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم) من المدينة المنّورة قاصداً موقع بدر، وبدر هو موضع على طريق القوافل، يقع على بعد نحو 32 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من المدينة المنّورة، حيث دارت المعركة الكبرى التي انتصر فيها جيش المسلمين بقيادة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وصحبه على المشركين من قريش في السابع عشر من شهر رمضان المُبارك.
37 هـ، كانت حادثة التحكيم بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، بعد موقعة صفين التي حدثت في محرم عام 37 هـ، وقد اقترن بالتحكيم ظهور الخوارج.
65 هـ، وفاة مروان بن الحكم، مؤسس الدولة الأموية الثانية، صاحب عدد من الإنجازات الحضارية، مثل: ضبط المكاييل، والأوزان، وتُوفي بدمشق سنة 65 هـ.
350 هـ تولّى المستنصر بالله الخلافة الأموية في الأندلس بعد وفاة والده الخليفة الناصر، وسار المستنصر على سياسة والده العدائية نحو الخلافة الفاطمية في شمال أفريقيا، وكان عهده عهد حروب ومؤامرات متبادلة بينه وبين الفاطميين.
586 هـ، اشتّد حصار الصليبيين حول مدينة عكا. وحاولوا اقتحامها، لكنهم فشلوا. وكانوا قد بدأوا حصارهم لها في شهر رجب عام585 هجرية الموافق لشهر سبتمبر عام 1189.
709 هـ، فشل الإسبان في احتلال «ألميريا»، حيث انتهى المسلمون من بناء ما تهدم من أسوار وأبنية مدينة ألميريا الأندلسية، بعد حصار البرشلونيين الإسبان لها، دام هذا الحصار طويلاً. وتمّ استعمال المناجيق طوال شهور من الحصار، إلا أن استبسال سكانها المسلمين قد حال دون احتلالها من قبل الإسبان، وبلغ عدد شهداء المسلمين الناتج عن الحصار مائة وتسعة وخمسين مسلماً، ساعدت الريح الباردة التي دامت شهرين لتدهور حالة الإسبان، حتى عمهم الجوع، فلجأوا للصلح وانسحبوا عن مدينة ألميريا.
927 هـ، سليمان القانوني يفتح بلجراد التي كانت تعد مفتاح أوربا الوسطى وصاحبة أقوى قلعة على الحدود المجرية العثمانية، وقد حاصر العثمانيون هذه المدينة ثلاث مرات: سنة 1441م و1456م و1492م لكنهم لم يستطيعوا الاستيلاء عليها إلا في عهد القانوني.