حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي.. في 10 رمضان..

هوية بريس- نور الهدى القروبي

لا خير في أمة تجهل تاريخها، ولا حاضر لها ولا مستقبل، إذا هي أهملت ماضيها وانشغلت عن دراسته وقراءته بالأحداث اليومية. لا بد من تعليل التاريخ، ولا بد قبل ذلك من معرفة أحداثه كما وقعت، لا كما يتأول فيها المتأولون خاضعين لأهوائهم وتقلباتهم النفسية.

نحاول، في هذا الركن “حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي”، رصد الأحداث التي شهدها نفس اليوم، على مر السنين، من تاريخ المسلمين.

نرصد، في هذا الركن، مواليد ووفيات أعيانهم، هزائمهم وانتصاراتهم، مؤتمراتهم وملتقياتهم، أخبار دولهم ومجتمعاتهم.

فيعيش القارئ، من خلال هذا الركن، اليوم بطعم الماضي، واللحظة الآنية بطعم حضارة كبرى، تلك هي الحضارة الإسلامية التي أشرقت فيها الشمس يوما وأشعت، ثم أفلت عنها بعد حين وغربت، والأمل في الله كبير.

وفاة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها

توفيت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد (رضي الله عنها) زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم في 10 رمضان وقبل الهجرة بثلاث سنوات. وهي أول الخلق إسلاماً بإجماع المسلمين لم يتقدمها رجل ولا امرأة غير علي بن أبي طالب عليه السلام.
وهي خديجة بنت خويلد بن أسدٍ بن عبد العزَّى بن قصي القرشية الأسدية، وأمها فاطمة بنت زائدة بنت جندب، وكانت من أعرق بيوت قريش نسبًا وحسبًا وشرفًا، ولقد اتصفت السيّدة خديجة منذ صغرها بالأخلاق الفاضلة والحميدة على الرغم من انغماس قريشٍ بالملذات. فقد كانت تلقّب “بالطاهرة” ولقّبها النبي بالكبرى، وذكر التاريخ أنها ولدت في مكة المكرّمة عام 68 قبل الهجرة.
وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: (أفضل نساء أهل الجنة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون) [رواه أحمد والطبراني وغيرهما، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 1135].
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: أتى جبريل النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال يا رسول الله: (هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام وطعام، فإذا أتتك فاقرأ – عليها السلام – من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب) [متفق عليه]. القصب = لؤلؤة كبيرة مجوّفة
وقد أثنى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على أم المؤمنين خديجة – رضي الله عنها – ما لم يثن على غيرها، فتقول عائشة – رضي الله عنها -: ” كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة، فيحسن الثناء عليها، فذكرها يومًا من الأيام فأخذتني الغيرة، فقلت: هل كانت إلا عجوزًا، قد أبدلك الله خيرًا منها، فغضب ثم قال: (لا والله ما أبدلني الله خيراً منها، آمنتْ بي إذْ كفرَ الناس، وصدَّقتني إذ كذّبَني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء، قالت عائشة: فقلتْ في نفسي: لا أذكرها بعدها بسبّةٍ أبداً.

أحداث أخرى وقعت في 10 رمضان

8هـ. الموافق 1 يناير 630م : التحرّك لفتح مكة، قام الرسول – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه بالتحرك لفتح مكة، وهو العام الذي سُميَ بعام الفتح، وكان هذا الفتح تتويجًا لجهود النبي – صلى الله عليه وسلم – في الدعوة وإيذانًا بسيادة الإسلام في شبه الجزيرة العربية.
132هـ . الموافق 21 إبريل 750 م. قُــتل الخليفة الأموي الوليد بن يزيد. وتعتبر خلافة الوليد بن يزيد بداية النهاية للدولة الأموية حيث انفجرت المشاكل في كل مكان والأخطر من ذلك أن الانقسامات حدثت بين أبناء البيت الأموي نفسه وأصبح بأسهم بينهم شديدا.
648هـ. الموافق 1250م. انتصرت شجر الدر زوجة الملك الصالح في معركة المنصورة على “لويس التاسع”، حيث أُسر هو وقُتل عدد كبير من جنوده. وكان من نتائج هذا الانتصار الكبير، توقّف الحملات الصليبية، وكانت تلك الصدمة بمثابة نقطة البداية التي أخذت بعدها الهزائم تتوالى عليهم حتى تم تحرير كامل الشام من الحكم الصليبي.
1380هـ الموافق ل 26 فبراير 1961م، وفاة الملك محمد الخامس إثر عملية جراحية، وكان المغفور له وُلد عام 1909م، واعتلى العرش وهو في الثامنة عشرة من عمره، وتعرّض للنفي إلى مدغشقر هو وأسرته من قِـبل الاحتلال الفرنسي، وعاد عام 1957م إلى العرش مرة أخرى، وخلفه في العرش في المغرب ابنه الملك الحسن الثاني.
1393هـ الموافق 6 أكتوبر 1973، عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف، وانتصار المصريين على الصهاينة، بعد سلسلة من الهزائم التي مُنيَ بها العرب في حروبهم ضد الصهاينة …وهو أول انتصار يحققه المصريون بعد فتوحات محمد علي باشا.