حذاري من الوقوع في فخ غالي
هوية بريس – بلال التليدي
تابعت كما الكثيرين تصريحات الناشط الحقوقي عزيز غالي حول الصحراء المغربية، ولم أتفاجأ أبدا لموقفه، فهو موقف قديم عبّر عنه الطلبة الجبهويون (اليسار الجديد) في المؤتمر الخامس عشر للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وتبناه من بعده فصيل القاعديين، أو ما يسمى اليوم بالنهج الديمقراطي القاعدي.
فهذا الموقف المعاند لمغربية الصحراء هو موقف قديم، ونشاز داخل الصف الوطني.
الجديد فيه ربما محاولة عزيز غالي إثارته في هذا التوقيت، والأغرب منه، أن هناك من يحاول أن يحاكم عزيز غالي ويسقط في الفخ الذي يريده، أو ربما يقصده قصدا.
والحقيقة أن الذين يريدون محاكمة عزيز غالي اليوم، يطرح عليهم سؤال لماذا التشدد اليوم والمرونة أمس؟ والذين يريدون الإيهام بأن المغرب يتسع للرأي والرأي الآخر، نسائلهم عن ازدواحية المعايير.
الموقف السليم أن ندين بقوة تصريحات غالي ومن وراءه من تنظيم حزبي يناهض مغربية الصحراء، أن ندينه إدانة الطبيعة لا إدانة الصناعة والتحشيد الفوقي، وفي الآن ذاته ألا نسقط في الفخ، فهناك من يريد أن يشوش على الزخم الذي حققه المغرب لفائدة سيادة المغرب على صحرائه، ويكسب الخصوم أوراق اعتماد يستعلمونها ضد المغرب.
لننتبه أن عزيز غالي ناصر بشدة النظام الاستبدادي بسوريا، حتى والعالم يضج بصور وفيديوهات لانتهاكات هذا النظام لحقوق الشعب السوري.
حقيقة لا أعرف موقف عزيز غالي من النظام الجزائري ولا علاقته به، لكن اقطع قطعا أن هناك فخا منصوبا إن لم يكن للنظام الجزائري يد فيه، فهو على الاقل المستفيد الأول من ورائه.
في بعض الاحيان، يكون التجاهل هو افضل طريقة لتفكيك الفخاخ السيئة النصب، فالمغرب الذي يكسب المزيد من الزخم والحشد الدولي لموقفه في أوروبا وأمريكا اللاتينية، ويحسد على الفرص التي أحسن استثمارها منذ كورونا إلى اليوم، ويعد نفسه لاستحقاق المونديال، لا ينبغي ان يضيع وقته مع موقف قديم لحساسية ايديولوجية لو جمعت كل عناصرها لكان مرآب عمارة أرحب من ضيقهم وتعصبهم.
الأنسب أن يدين من يدين بدافع من غيرته على وحدته الترابية، وأن نتجنب التحشيد الممنهج ضد غالي، وأن تبادله السلطة بالتجاهل. التجاهل التام.
