“حرب طماطم” بين إسبانيا وفرنسا.. والمغرب قد يكون المستفيد الأكبر
هوية بريس – متابعات
تسببت تصريحات سيغولين رويال، وزيرة البيئة السابقة والمرشحة الرئاسية السابقة، بشأن الطماطم القادمة من إسبانيا في إشعال “حرب طماطم”، كما أطلقت عليها وسائل إعلام أوروبية، وذلك بعد أن قالت خلال مقابلة تلفزيونية: “هل تذوقتم ما يُسمَى بالطماطم الإسبانية العضوية؟ إنها غير صالحة للأكل!”، وهو التصريح الذي أغضب الإسبان.
حسب تقرير لصحيفة The Times البريطانية، الإثنين 5 فبراير 2024، فقد أثار التصريح دهشة في إسبانيا، ووصف المزارعون كلمات رويال بأنها “هراء ومُخزية”، وقدمت جمعية المزارعين العضويين شكوى رسمية ضدها في بروكسل، ودافع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عن القطاع.
جدل كبير
يُقدِس الإسبان إنتاجهم من الطماطم. فهي الدعامة الأساسية لوجبة الإفطار الوطنية – بان كون تومات أو خبز بالطماطم- وبالطبع هناك حساء الغاسباتشو المنعش، المفضل في فصل الصيف.
سيغولين رويال، مضت تقول في تصريحاتها، إن الطماطم العضوية الإسبانية ليست عضوية على الإطلاق.
وأضافت:” المنتج العضوي الإسباني مزيف. الفواكه والخضراوات الإسبانية لا تفي بالمعايير الفرنسية، ولا ينبغي أن تكون على رفوف المتاجر”.
من جانبه، وصف سانشيز ادعاءات السياسية الفرنسية بأنها “لا أساس لها من الصحة”، وقال إنَّه من الواضح أنَّ رويال ” لم تكن محظوظة بتجربة الطماطم الإسبانية” ودعاها إلى المجيء إلى إسبانيا ” لتجربة أي من أصناف الطماطم الإسبانية”.
ثم أضاف:” سترين أنَّ الطماطم الإسبانية ليس لها مثيل”.
اتهامات متبادلة
يتهم المزارعون الفرنسيون إسبانيا بإغراق السوق الفرنسية بمنتجات منخفضة التكلفة يستخدمون فيها كميات كبيرة من المبيدات الحشرية.
وخلال احتجاجات المزارعين المستمرة في فرنسا، تعرضت العديد من الشاحنات القادمة من إسبانيا للهجوم، لا سيما عند بوابة بولو، على بعد بضعة كيلومترات من الحدود الإسبانية، ودُمِرَت حمولتها من الفواكه والخضراوات والنبيذ.
بينما أفادت الجمعية المهنية الإسبانية للإنتاج العضوي (إيكوفاليا) بأنَّ القواعد نفسها تُطبَق في فرنسا وإسبانيا.
وقال ألفارو باريرا، رئيس إيكوفاليا: “الزراعة العضوية الإسبانية تخضع للوائح نفسها في جميع أنحاء أوروبا”.
وأضاف أنَّ كلمات رويال “مخزية” وأنَّ منظمته تقدمت بشكوى إلى المفوضية الأوروبية.
يقول بارتولو راميريز، وهو مزارع من كونيل دي لا فرونتيرا في جنوب إسبانيا، وهي منطقة مشهورة بالطماطم، عن رويال: “تلك السيدة تعاني من مشكلة في التذوق. فعكس فرنسا وأماكن أخرى، طقسنا مشمس طوال العام. ولهذا السبب فإنَّ الطماطم لدينا، إضافة إلى امتثالها لجميع اللوائح الصارمة، تتمتع بتلك النكهة المميزة”.
جدير بالذكر أن إسبانيا هي سادس أكبر مُنتِج للطماطم في العالم، إلا أنَّ إنتاجها انخفض في السنوات الخمس الماضية بنسبة 20%. ويقول المزارعون إنَّ زراعة الطماطم صارت أقل ربحية.
واستورد الاتحاد الأوروبي ثُلث إجمالي الطماطم المبيعة في دوله خلال الربع الأول من عام 2023 من المغرب، التي تستأثر فرنسا بأكثر من نصفها. وكانت هذه هي المرة الأولى التي تتفوق فيها المملكة على مبيعات الطماطم الإسبانية بالمنطقة.