تزامنا مع الذكرى الخمسين لاحتلال القدس (يونيو 1967)، والذكرى المئوية لوعد بلفور البريطاني المشؤوم بمنح فلسطين للعصابات الصهيونية الاستيطانية، أصدرت حركت التوحيد والإصلاح بيانا جاء فيه:
“تعيش القدس المحتلة في الآونة الأخيرة على وقع الاستهداف الممنهج لهويتها والمصادرة المخطّطة للحق الفلسطيني الأصيل فيها، من طرف الاحتلال الصهيوني الغاشم، الذي يستغل انشغال الأمة بمشاكلها الداخلية لِيُصَعّدَ من وتيرة اقتحامات المسجد الأقصى المبارك، ويكثف من إجراءاته ومخططاته الدنيئة والظالمة، في محاولة لتهويد مدينة القدس وفرض الأمر الواقع فيها وصولا إلى محو معالمها العربية الإسلامية والمسيحية، ليتمكن من تكريسها عاصمة يهودية خالصة، بعد إفراغها من سكانها الأصليين الفلسطينيين المقدسيين.
وإذ نحيي عاليا عموم الشعب الفلسطيني وفي مقدمتهم سكان مدينة القدس المرابطين والمرابطات على صمودهم البطولي في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس وتقديمهم للتضحيات العظيمة، مما اضطر سلطات الاحتلال الصهيوني للاندحار وللتراجع عن قراراتها الاحتلالية بإزالة البوابات الإلكترونية وكاميرات المراقبة عن بوابات المسجد الأقصى، والأهم من ذلك فتح أبواب المسجد الأقصى وإلغاء تحديد سن المصلين المسموح لهم بالدخول إليه؛ ونثمن جهود كل من ساندهم وآزرهم ووقف بصفهم من شعوب الأمة وأحرار العالم؛ فإننا نذكر الشعب المغربي وكل شعوب الأمة بأن المسجد الأقصى ما زال محل تهديد صهيوني مباشر كما أن مدينة القدس ما تزال في وضع جد خطير، مما يجعل من مسؤوليتنا جميعا شعوبا وأفرادا ومسؤولين وهيئات ومؤسسات ومنظمات عربية وإسلامية ودولية مسؤولية ذات أولوية قصوى تزداد جسامتها اليوم أكثر من أي وقت مضى، لتلبية نداء الواجب الديني والوطني والإنساني في الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى وحمايتها من بطش وعدوان الكيان الصهيوني.
واستحضارا لعظم الإنجاز الكفاحي للشعب الفلسطيني في معركة الأقصى المبارك، وخطورة الوضع الميداني وجسامة المسؤولية الجماعية حياله؛ فإننا في حركة التوحيد والإصلاح نعبر عما يلي:
1- تحيتنا العالية لمقاومة الشعب الفلسطيني وفي مقدمتهم سكان مدينة القدس على صمودهم البطولي واستحقاقهم للانتصار الذي فرضوه على الأرض ضد إجراءات الاحتلال برغم حالة الضعف في المنظومة العربية والإسلامية وحالة التواطؤ الدولي المكشوف.
2- تثميننا ودعمنا للمطالب العادلة للمرجعيات الدينية في القدس ومن بينها إعادة مفاتيح باب المغاربة المغتصب منذ عام 1967 لدائرة الأوقاف الإسلامية ودخول كافة المسلمين من كافة أبواب المسجد بحرية ودون أية إعاقة.
3- دعوتنا منظمة التعاون الإسلامي والدول الأعضاء فيها والهيئات التابعة لها إلى تجاوز مجرد الإدانة للعدوان الصهيوني على المسجد الأقصى ومدينة القدس والسعي لاتخاذ المواقف والمبادرات العملية اللازمة والملائمة للدفاع الحقيقي عن مقدسات الأمة في فلسطين والتعبير عن نبض الشعوب الإسلامية الغاضبة.
4- تحميلنا المنتظم الدولي مسؤوليته في التغاضي عن جرائم العدو الصهيوني في القدس والمسجد الأقصى مع ضرورة العمل على تمكين الفلسطينيين من أداء شعائرهم الدينية وذلك بردع الكيان الصهيوني وإيقاف اعتداءاته المتلاحقة وانتهاكاته لحرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية من قبل المستوطنين وعناصر الجيش الصهيوني.
5- تثميننا لرسالة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ودعوتنا للجنة القدس للاجتماع العاجل واتخاذ الإجراءات العملية الكفيلة بمواجهة الاحتلال الصهيوني والضغط على المنتظم الأممي في هذا الاتجاه لفرض عقوبات رادعة حقيقية كما هو الحال عندما يتعلق الأمر بدول وشعوب الأمة الإسلامية.. مع دعوتنا لمواصلة الجهود المباركة لإعمار القدس وما تقوم به وكالة بيت المال من أعمال في هذا الإطار.
6- دعوتنا جميع الشعوب العربية والإسلامية وجميع الأحرار في العالم لمزيد من التفاعل الميداني وتلبية نداءات واستغاثات سكان مدينة القدس، والعمل بمختلف الأشكال الممكنة لدعمهم ومؤازرتهم والتضامن معهم ونصرة قضيتهم العادلة، والتحسيس بخطورة الوضع الذي تعيشه مدينة القدس وفلسطين بشكل عام، ودعم انتفاضة القدس بكل الوسائل المتاحة.
7- دعوتنا العلماء والمفكرين والمثقفين والحركات الإسلامية والأحزاب الوطنية والمنظمات النقابية والهيئات المدنية والحقوقية والشبابية إلى مضاعفة التعبئة لنصرة المسجد الأقصى والتنديد بالجرائم المتلاحقة للكيان الصهيوني اتجاه المقدسات والتصدي للتطبيع والاختراق الصهيوني المتكرر على كافة المستويات.
8- دعوتنا أعضاء الحركة والمتعاطفين معها وعموم الشعب المغربي إلى اغتنام كل الفرص والمناسبات الممكنة مثل ذكرى إحراق المسجد الأقصى (21 غشت 1996) وذكرى وعد بلفور المشؤوم (02 نونبر 1917)، لتنظيم الفعاليات والإبداع في أشكال التضامن مع القضية الفلسطينية، والتنديد بالاعتداءات الصهيونية المتكررة على المسجد الأقصى والانتهاكات المتتالية لحقوق وكرامة الفلسطينيين شعبا وأرضا ومقدسات، وللقيام برفع مستوى الوعي التاريخي والثقافي بالقضية وزيادة منسوب التعبئة والتحسيس بخطورة الوضع المتفاقم والتعاون في ذلك مع مختلف الفاعلين والداعين لنصرة ودعم هذا الشعب المظلوم.
9- دعوتنا مختلف مكونات الصف الفلسطيني إلى كلمة سواء والتوحد في مواجهة الكيان الغاصب باعتباره تهديدا حقيقيا للقضية الفلسطينية، كما ندعو السلطة الفلسطينية إلى قطع علاقات التنسيق الأمني مع هذا الكيان الذي يعمل على تنزيل مخططاته عبر العمل على تفريق الصف الفلسطيني بمختلف مكوناته.
وحرر بالرباط في 06 ذو القعدة 1438هـ، الموافق لـ 30 يوليوز 2017م.